حذّر حقوقيون وباحثون مغاربة، أمس الاثنين، من استمرار وتنامي أحداث العنف داخل الجامعات، مشددين على أنها تهدد الحياة الطلابية وتُضر بالبحث العلمي وتؤثر سلبا على أداء الجامعات عامة. جاء ذلك خلال ندوة في العاصمة الرباط، بمناسبة "اليوم الوطني لمناهضة العنف في الجامعة المغربية"، شارك فيها حقوقيون وباحثون وممثلو منظّمات مدنية. وشهدت جامعات مغربية، في السنوات الثلاث الأخيرة، أعمال عنف متكررة، أدت إلى مقتل ثلاثة طلاب ينتمون إلى فصائل طلابية مختلفة، وذلك في كل من جامعة فاس ومراكش وأكادير. واعتبر رشيد العدوني، رئيس منظمة "التجديد الطلابي"، أن انتشار ثقافة الإقصاء والعنف واحتكار الشرعية يصيب الجامعة في مقتل". ودعا العدوني إلى أن "تبقى الجامعة فضاء لتجديد النخب، وبناء الأفكار، التي تساهم في نمو وتطور البلاد". فيما لخص ياسين بزاز، منسق "معهد بروميثيوس للديمقراطية وحقوق الإنسان" أسباب اندلاع العنف بين الطلاب داخل الجامعات في عدم الإيمان بالاختلاف والتعددية بين مكونات التيارات الطلابية. واعتبر المختار بنعبدلاوي، رئيس "مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية" أن خطاب بعض الفصائل الطلابية يحمل في مدلولاته عنفا رمزيا، وأضاف أن لجوء "أطراف سياسية" إلى الجامعات في وقت من الأوقات أدى إلى استقطاب حاد تحول إلى عنف في ظل غياب ثقافة الحوار. وخلال الندوة، دعا الكاتب الصحفي حسن بويخف إلى معالجة ظاهرة العنف في الجامعات بنشر ثقافة اللاعنف والحرية وحقوق الإنسان والعيش المشترك والتعددية النقابية والسياسية، والعمل على تحويل الفضاء الطلابي إلى ورش فكرية وتربوية. وكان المجلس الوطني لحقوق الإنسان عرّف في دراسة أنجزها عام 2014 العنف الجامعي ب"كل شكل من أشكال العنف الجسدي والمعنوي في حق الطلاب والطالبات أو مستخدمي المؤسسات الجامعية من أساتذة وإداريين كيفما كانت الأسباب أو الدوافع". *وكالة الأنباء الأناضول