أجمع متدخلون على أن العنف الطلابي يقف حجر عثرة في طريق تطور الجامعات المغربية، وذلك خلال ندوة دعت إليها منظمة التجديد الطلابي، حول موضوع "معضلة العنف بالجامعة المغربية، واقع الأزمة وممكنات الحل"، عشية اليوم الاثنين، بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط. رشيد العدوني، رئيس منظمة التجديد الطلابي، قال إن العنف الطلابي "ظاهرة محدودة بالجامعات وكثير منها تعيش حالة هدوء"، مستدركا أن "هذه المحدودية لا تكفي خطورة الظاهرة". وأضاف العدوني في كلمة له باللقاء، أن العنف الطلابي يعد "من أهم المعيقات التي تعيق نمو الجامعات وتطورها"، معتبرا إياه قضية مجتمعية وليس قضية طلابية فقط. وطالب المتحدث بتسريع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إصدار الدراسة التي أعدها حول العنف الفصائلي، معتبرا إياها "لا زالت معتقلة"، داعيا إلى طرحها للنقاش العمومي. من جانبه، اعتبر حسن بويخف، الكاتب الصحفي، أن الطالب يلتحق بالجامعة ويكون مشبعا بثقافة العنف منذ صغره، "مما يسهل انفجار السلوكات العنيفة"، مشيرا أن العنف يجب أن يكون طارئا وليس ممنهجا، بل "هناك ثقافة البحث عن شهداء"، حسب تعبيره. وعن أسباب هذا العنف، قال بويخف إن الأمر يرجع لتراجع التنشئة والتأطير على قيم الحوار والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأيضا للصراع بين الفصائل الطلابية حول السيطرة على التنظيم الطلابي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. في المقابل، وضع الناشط الطلابي خلال ثمانينات القرن الماضي، مدخلين للحد من العنف الجامعي، الأول فكري يقوم على نشر ثقافة اللاعنف وثقافة الحرية والديمقراطية والنقد البناء، بينما الثاني سياسي تنظيمي، يعمل على إرساء التعدد النقابي، وفتح نقاش عمومي حول سير إشكال تمثيلية الطلبة. أما لطيفة البوحسيني، الأستاذة الجامعية والناشطة اليسارية، فقد اعتبرت أن جيل اليوم يعيش على واقع العنف بشتى أشكاله ووسائله، مبرزة أن ظاهرة العنف الطلابي "أصبحت مقلقة بشكل خطير جدا". وأضافت البوحسيني، أن العنف الذي تعرفه الجامعات "مرتبط بالفوارق الاجتماعية وبانسداد الآفاق أمام الشباب"، وأنه "استطاع أن ينتقل من المجتمع إلى الجامعة"، مشيرة في الوقت ذاته، إلى أن غياب دراسات حول الموضوع، "مما يزيد من صعوبة فهم الظاهرة من مختلف جوانبها". ياسين بزاز، منسق معهد بروميثيوس للديمقراطية وحقوق الإنسان، أشار من جانبه إلى أن "لا أحد يمكن أن ينكر أن العنف في الجامعة مارسته الدولة أول مرة"، مبرزا أن غياب العدالة الاجتماعية يساهم في ممارسته. واعتبر بزاز، أن حركة "20 فبراير" لعبت دورا مهما في تقريب الإسلاميين باليساريين، وكسرت التمثلات السابقة التي كانت عند كل طرف، مشيرا أيضا إلى أن التحولات التي عرفتها الحركة الطلابية من سنة 2007 إلى اليوم، "حولت الصراع الفصائلي إلى صراع قبلي"، واصفا ذلك بحالة "ما قبل الدولة".