دعت فاطمة، أو جين كيسويت، الأمريكية المسلمة المغاربة إلى رفع تحدي التوفيق بين الإسلام والتطورات المعاصرة، وعدم تجاهل ثراتهم القديم التي قالت إنه عميق وغني، مضيفة أنه لا مجال للمقارنة بين العطاء الحالي رغم ما حققه من تقدم تكنولوجي، وبين ما خلفه علماء العرب كابن سينا وابن رشد، ولاحظت فاطمة التي تقيم بالمغرب منذ ,1997 بأن المغاربة قبل سنوات قليلة كانوا يعيشون في اطمئنان وهدوء بسبب إيمانهم، أما اليوم فتراهم يتشبهون بالغربيين ورغم ذلك جدهم متعبين في سبيل البحث عن أرزاقهم على حد قولها. وتضيف الأمريكية، التي التقتها التجديد على هامش لقاء شبابي عقد أخيرا بمدينة الدارالبيضاء، أن المراة المغربية المقلدة للغربيات في شرور الأعمال قد تخلت عن فطرتها وشرفها، مرجعة ذلك إلى التأثير الخطير إلى سيئات الحداثة، موضحا أن للمرأة في الإسلام الحق في ولوج أبواب الحياة في الحدود المشروعة، إذ لها مسؤولية تجاه زوجها وأبنائها وأمام الله سبحانه وتعالى. وعن سبب اعتنقاها الإسلام، قال جين إنها أسلمت سنة 1976 بعد تأثرها بأصدقاء لها أوروبيون كانوا قد أسلموا قبلها، وقتها كانت تبحث عن الطريق إلى الله، ولم تدخل إلى الإسلام لتنكر الدين المسيحي، ولكن لتجد طريقا مباشرا بين العبد وربه و قد وجدت ذلك في القرآن الكريم، لما له من إمكانيات روحية مفقودة في غيره من الديانات الأخرى. ثم تزوجت من أمريكي مسلم منذ أكثر من 25 سنة، ورزقت معه ثلاثة أبناء وبنت هم: فارس (25 سنة) يشتغل في واشنطن مترجما إلى اللغة العربية، ويعكف هذه الأيام على ترجمة تفسير القرآن الكريم للشيخ متولي الشعراوي رحمه الله إلى الإنجليزية، ويوسف (23 سنة) الذي يعمل أيضا مترجما بالرباط ويحضر الدكتوراه في تخصص من تخصصات شعبة الدراسات الإسلامية. وأسعد (19 سنة) الذي ما يزال يتابع دراسته بإحدى الجامعات الأمريكية تخصص العلاقات الدولية، ثم سارة (17 سنة) وتدرس في جامعة جورج واشنطن. وترى فاطمة أن دخول الولاياتالمتحدةالأمريكية للعراق وأفغانستان وسيطرة الحضارة المادية على العالم من علامات الساعة، مواخذة على المسلمين تقاعسهم وتخليهم عن الدفاع عن هويتهم وثقافتهم، وإن كانت لا تهتم بالسياسة فهي تبحث عن مكان هادئ لذكر الله وقراءة القرآن والاستعداد للموت، لأن الدنيا فانية ولا يدوم فيها إلا الله، وقد وصفت الصلاة بأنها أساس الحياة، وأن الحياة التي ليست فيها صلاة ليس فيها اتصال مع الله ولا معنى فيها على حد قولها. يشار إلى أن فاطمة ولدت في العام سنة 1955 من أبوين أمريكيين بولاية إنديانا بوليس، ودرست في فرنسا وإنجلترا، ثم عادت إلى أمريكا لتشتغل أستاذة في المدارس الثانوية وفي المعهد الأمريكي للغات. كما درست اللغة العربية بأرض الكنانة مصر في ثمانينات القرن الماضي، وهي تتقن خمس لغات حية منها الصينية. عن التجديد ""