عرفت منطقة أمسمرير المكونة من جماعتي تلمي وأمسمرير بإقليم تنغير، خلال السنوات الأخيرة، تضررا كبيرا جراء الفيضانات التي سجلتها أودية امضغاس واوسيكيس، بفعل ارتفاع نسب انجراف التربة وجرف السيول للمحاصيل الزراعية؛ وهو ما أدى إلى تضرر البنيات التحتية الطرقية، وعجل بإطلاق طلبات عروض لإنجاز منشآت فنية وبناء الطرق في إطار البرنامج الوطني لوزارة التجهيز على مستوى وادي دادس بين بومالن دادس وبين أمسمرير. الوضع المقلق الذي أضحت تعرفه المنطقة المذكورة يرجع إلى الفيضانات التي تخلفها التغيرات المناخية الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تسجل ارتفاعا في الخسائر على مستوى انجراف التربة وإتلاف المحاصيل الزراعية والمنتوجات الفلاحية بشكل عام. وفي هذا الإطار، أصدرت جمعية تيرسال للأسرة والتضامن والتنمية المستدامة باوسيكيس، بمناسبة اليوم العالمي للأرض الذي يصادف 22 أبريل من كل سنة، بيانا من أجلب تنبيه المسؤولين إلى أن استمرار الوضع الحالي سينتج عنه تراجع الأنشطة الفلاحية واندثار الأراضي المزروعة؛ وهو ما يسهم بشكل كبير في الهجرة القروية نحو الحواضر. وتسعى الجمعية المذكورة، في البيان الذي تتوفر جريدة هسبريس الإلكترونية على نسخة منه، إلى إثارة انتباه كافة القطاعات العمومية المعنية بقطاعات الفلاحة والماء والمناخ إلى ضرورة الالتفات للنفوذ الترابي لجماعتي أمسمرير وتلمي، وتعجيل تدخلات هذه القطاعات لتفعيل العدالة المجالية وحماية لحياة السكان وأراضيهم من مخاطر الفيضانات. ودعا البيان كل فعاليات المجتمع المدني والهيئات الحقوقية والمنتخبين ووسائل الإعلام إلى تبني الدفاع عن حقوق ساكنة الجبال اعتبارا لكونها مصدر ظاهرة توحل السدود التي تسبب بدورها خسائر مادية وإيكولوجية فادحة. واغتنمت الجمعية مناسبة اليوم العالمي للأرض لتنبيه المصالح المعنية بالتوحل التام لسد أقانوسيكيس، الذي شيد منذ نحو 20 سنة لحماية المنطقة من الفيضانات وتخزين مياه الأمطار؛ وهو ما يتطلب إعداد دراسة تقنية لتشييد سد جديد سواء بأقانوسيكيس أو بأقانييرغيس تماشيا مع سياسة الملك الراحل الحسن الثاني في بناء السدود والسياسة الحكومية فيما يخص تشجيع الأنشطة الزراعية وتنمية القرى المغربية.