بمحاذاة شاطئ الأمم بمنطقة سيدي بوقنادل القريبة من العاصمة الرباط، جرى افتتاح الحرم الجامعي الأفرو أطلسي للمدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية ESSEC الفرنسية الرائدة في تكوين مديري الأعمال عبر العالم، في مناسبة اختار لها المشرفون على المؤسسة الأكاديمية الدولية شعار "تكوين مديري أعمال الغد بالمغرب لأجل إفريقيا". ويعد المغرب ثاني وجهة دولية يقع عليه اختيار مؤسسة ESSEC، التي تأسست عام 1907 وتتوفر على حرمين جامعيين في فرنسا، بعد فرع سانغافورة الذي يغطي فضاء آسيا المحيط الهادئ، حيث يعود مبرر هذا الاختيار إلى اعتبار المغرب "يشهد تقدما هائلا ويشكل محورا اقتصاديا وثقافيا متألقا في غرب إفريقيا وباقي أنحاء القارة". فيما يراهن مسؤولو المدرسة على تطوير أنشطتها في إفريقيا عن طريق تسجيل الطلبة الأفارقة أو التعاون مع الجامعات وتطوير برامج التكوين المستمر وتخريج مديري أعمال ومقاولين في تسيير الاقتصاد وأيضا عقد شراكات مع المؤسسات الإفريقية الرائدة في مجالات التدبير والمقاولة. ويمتد الحرم الجامعي الجديد على مساحة 6 آلاف متر مربع بالقرب من شاطئ الأمم بسيدي بوقنادل، داخل المجال الحضري الرباطسلاالقنيطرة؛ فيما تشمل أنشطة المؤسسة الجامعية التكوين الأساسي والمستمر وتوفير حاضنة المقاولات وأنشطة بحثية بشراكة مع المدرسة المركزية الموجودة بالدارالبيضاء ومع مؤسسات أكاديمية مغربية من مستوى عال مثل الجامعة الدولية بالرباط. الفضاء الجامعي، الذي أنشئ بشراكة مع "بريستيجيا" العلامة التجارية لمجموعة الضحى في السكن الفاخر بمنتجع الغولف شاطئ الأمم، يستفيد من التكنولوجيات الأكثر تقدما من أجل تشجيع الابتكار البيداغوجي والعمل الجماعي بين الطلبة. كما يقدم الفضاء إقامتين سكنيتين للطلبة والطالبات. أما عن مسارات التكوين، فتضم سلك "باكالوريوس إدارة الأعمال / غلوبال بي بي أ" بمواصفات دولية، والتكوين المستمر لفائدة الأطر الذين يرغبون في تحسين مسارهم العملي عبر "ماجستير في تدبير المدن والتراب والعقار" بشراكة مع الجامعة الدولية بالرباط و"ماجستير التفوق العملياتي وقيادة التغيير" بشراكة مع المدرسة المركزية في الدارالبيضاء. وبجانب توفير برامج لتكوين أساتذة التعليم العالي الأفارقة في المقاولة، تستقبل ESSEC بالرباط طلبة قادمين من المدرسة العليا في إطار برنامج "الأعمال التجارية والعمليات في إفريقيا"، بجانب العمل مع رجال أعمال ومقاولين اجتماعيين مغاربة وأفارقة ضمن منظومة متكاملة تم تأسيسها عام 2000 مع دروس وحاضنات وصندوق لإطلاق المشاريع، في وقت تشير أرقام المؤسسة الدولية إلى حصول 2000 من الخريجين سنويا على الدبلومات الدولية، منهم 1600 في مستوى ماستر. وبعد سانغافورة والرباط، يشتغل مسؤولو المدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية على تأسيس فرع لها في جزر موريس، كمرحلة قادمة، مستفيدة في ذلك توفرها على شبكة واسعة من المقاولات والمؤسسات الأكاديمية في فرنسا وباقي أنحاء العالم؛ فطلبة ESSEC منحدرون من 96 دولة وتعتبر مؤسسة عالمية متعددة الثقافات وتعمل، بجانب نظام التكوين، عبر أرضية مشاريع تنموية أخرى في كل من افريقيا وأمريكا اللاتينية. تيير سيبيود، المدير العام لمؤسسة ESSEC الأفرو أطلانتيك بالرباط، قال، في تصريح صحافي لهسبريس، إن اختيار المغرب لتأسيس الحرم الجامعي الجديد يندرج ضمن "إستراتيجيتنا التنموية على المستوى الدولي التي دفعتنا في مرحلة أولى إلى تأسيس حرم جامعي في سانغافورة واليوم نوجد بالمغرب لصالح هذا البلد وللقارة الإفريقية"، مشيرا إلى أن مسار تكوين وتخريج رجال الأعمال يستهدف الدول الفرانكوفونية في القارة السمراء، في أفق أن يشمل المشروع باقي الدول الإفريقية. من جانبه، أورد جان ميشال بلانكي، المدير العام لمجموعة المدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية ESSEC، في تصريح لهسبريس، أن "الموعد اليوم هو تاريخي للمؤسسة، التي توجد منذ سنة 1907؛ فبعد تمكننا، منذ سنوات، من افتتاح مؤسسة لنا في سانغافورة والانفتاح على الفضاء الآسيوي، ننفتح هذا العام على الفضاء الإفريقي والأطلسي من بوابة المغرب"، موضحا أن توجه المؤسسة الأكاديمية الدولية هو "أن يكون المغرب مرجعية في تكوين رواد الأعمال للقارة الإفريقية.. وهذا حلم نحققه، اليوم، لصالح المجتمع المغربي والإفريقي".