خصصت الصحف الصادرة بأمريكا الشمالية عناوينها الرئيسية للحديث عن السياسة الخارجية للرئيس دونالد ترامب، وجهوده المستمرة لاستبدال مخطط الرعاية الصحية أوباماكير، بالإضافة إلى تدفق المهاجرين غير الشرعيين على كندا. وكتبت صحيفة (واشنطن بوست) أنه في الوقت الذي يقترب فيه الرئيس دونالد ترامب من إتمام يومه المئة بالبيت الأبيض، فإن جهوده لإظهار مزيد من الحزم في ردوده على سلسلة من الأزمات الدولية تعاني من الارتباك والرسائل المتضاربة الصادرة من داخل إدارته. في هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أن تصريحات كبار المسؤولين في إدارة ترامب خلال الأسبوعين الماضيين أضافت مزيدا من الارتباك ولا تعكس موقفا موحدا، مشيرة إلى أن هؤلاء المسؤولين منقسمون عل سبيل المثال حول الموقف من بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة كجزء من تسوية عن طريق التفاوض لإنهاء الحرب الأهلية في البلاد. وأضافت الصحيفة أنه في حالات أخرى، كانت البلاغات الصادرة عن البيت الأبيض لا تعكس لهجة بلاغات الوكالات الحكومية، معتبرة أنه حتى ولو كانت كل إدارة تشهد صعوبات خلال البداية، فإن الإشارات المتناقضة، خاصة في قضايا الأمن القومي، تظهر أن إدارة ترامب لم تنجح بعد في تنفيذ سياساتها أو أجندتها الدولية. في موضوع آخر، لاحظت صحيفة (نيويورك تايمز) أنه بعد فشل قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس في تفكيك إصلاح نظام التأمين الصحي، المعروف باسم أوباماكير، يبدو أن ترامب عازم على إفراغ الإصلاح من مضمونه. في هذا الصدد، أبرزت الصحيفة أن قاطن البيت الأبيض يهدد ب "قتل" برنامج ضمن مخطط أوباماكير والذي يدفع لشركات التأمين الصحي لتقديمها خططا مع خفض النفقات الخاصة لما يقرب من سبعة ملايين شخص من ذوي الدخل المحدود ومن الطبقة المتوسطة. وسجلت الصحيفة أنه بقيامه بهذا الإجراء، يعتقد ترامب أنه سيجبر الديمقراطيين على التفاوض لتغيير أوباماكير، مشيرة إلى أنه بدون الإعانات المقدمة ضمن هذا البرنامج، سيجد الكثير من الأمريكيين، بمن فيهم المصوتون على ترامب، أنفسهم محرومين من أي تأمين صحي. وفي موضوع آخر، كتبت (واشنطن تايمز) أن مسؤولين بالبيت الأبيض قدموا خطط طوارئ للوكالات الفيدرالية في حال أي إغلاق محتمل للحكومة الاتحادية، مشيرة إلى أن الكونغرس يتعين أن يصوت على الميزانية حتى تواصل المصالح الحكومة عملها بشكل طبيعي. بكندا، أشارت صحيفة (لو سولاي) أن معدل العبور بطريقة غير شرعية للحدود مع الولاياتالمتحدة يواصل الارتفاع حسب الأرقام الأخيرة التي أصدرتها وزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة، مبرزة أن كيبيك ومانيتوبا يعتبران الإقليمين الأكثر تضررا من الظاهرة، يليهما إقليمكولومبيا البريطانية. وأبرزت الصحيفة أن معظم العابرين للحدود بطريقة غير شرعية في مارس الماضي قدموا طلبات لجوء، مضيفة أن بيانات وزارة الهجرة كشفت عن زيادة في عدد طلبات اللجوء في البلاد، لترتفع من 2885 طلب في فبراير 3440 طلب في مارس. وسجلت أن هذه البيانات الجديدة قد تزيد من الضغوط على حكومة جاستن ترودو، معتبرة أن ارتفاع وتيرة العبور غير القانوني للحدود يعزى في الغالب إلى سياسات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب حول الهجرة، بالرغم من أن حكومة أوتاوا ما زالت مترددة حتى الآن لربط هذه الظاهرة بانتخاب رئيس الولاياتالمتحدة. من جانبها، كتبت صحيفة (لو جورنال دو مونتريال) أن كندا سارعت للتثبت من "الحقائق" بعد هجوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منتجي الحليب والألبان بكندا، مضيفة أنه بعد ساعات قليلة من الخطاب الناري لترامب، يوم الثلاثاء في ولاية ويسكونسن، بعث السفير الكندي لدى الولاياتالمتحدة، ديفيد ماكنوتون، رسالة إلى حاكمي ولايتي ويسكونسن، سكوت ووكر، ونيويورك، أندرو كومو، واللذين سبق لهما التعبير عن شكاوى للبيت الأبيض بخصوص السياسات الكندية في تجارة الحليب ومشتقاته. وكشفت الصحيفة أن ماكنوتون نفى، في الرسالة التي بعثها إلى حاكمي الولايتين، أن تكون كندا مسؤولة عن مشاكل صناعة الحليب والالبان جنوب حدودها، اعتمادا على تقرير من وزارة الزراعة الأمريكية، والذي يبين بوضوح أن الأداء الضعيف للقطاع بالولاياتالمتحدة ناجم عن إنتاج يفوق الطلب بالولاياتالمتحدة وجميع أنحاء العالم. من جانبها، كتبت (لابريس) أن تصريحات دونالد ترامب حول تدبير عرض قطاع الألبان بكندا يكشف عن اختلاف رؤى مختلف المرشحين لقيادة حزب المحافظين بكندا حول الموضوع، مبرزة أن المرشح مكسيم بيرنير رحب بهذه التصريحات معتبرا أن الكنديين يعانون أكثر من الأميركيين من إدارة العرض في هذا القطاع، ومتعهدا بانه سيلغي هذا النظام في حال انتخب وزيرا أولا. واعتبرت الصحيفة أن تدبير هذا القطاع كان على الدوام مصدر قلق بالنسبة للمحافظين الذين يرون فيه نوعا من تدخل الدولة في السوق الحرة، لكنهم كانوا يغضون الطرف على الملف لكون المحافظين يعتمدون على أصوات سكان الأرياف، حيث تزدهر صناعة الألبان بشكل كبير، خاصة في إقليمكيبيك، موضحة أن هذا المعطى جعل المرشح بيرنير الوحيد الذي يعترض على هذا النظام. بالمكسيك، كتبت صحيفة )لاخورنادا( أن مجلس النواب وافق بالإجماع على القانون العام للوقاية والتحقيق ومعاقبة التعذيب، وذلك بهدف توسيع نطاق الضمانات للضحية، واعتبار جريمة التعذيب غير قابلة للتقادم، مضيفة أن المجلس وافق بأغلبية 417 صوتا، على التوصيات الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان. من جهتها، قالت صحيفة )ال يونيفرسال( إن الولاياتالمتحدة والمكسيك أعلنتا الأربعاء نيتهما إعطاء الأولوية لتسلم الولاياتالمتحدة لتوماس خيسوس يارينتون روبالكابا، الحاكم السابق لولاية تاماوليباس، الذي اعتقل في وقت سابق من هذا الشهر في إيطاليا في عملية نفذت بالتعاون بين قوات الشرطة المكسيكية والإيطالية والأمريكية، والذي يوجد في فلورنسا في انتظار أن تقرر المحكمة في مصيره. ببنما، أبرزت صحيفة (بنماامريكا) أن رئيس الجمهورية خوان كارلوس فاريلا يتبنى موقفا غامضا من الازمة السياسية والمؤسساتية بفنزويلا على خلاف نظرائه بالمنطقة، موضحة أنه لحد الساعة لم يدن كما لم يؤيد "النظام الدكتاتوري" للرئيس نيكولاس مادورو الذي قام بقمع المعارضة وإيصال البلد إلى حافة الانهيار. وأضافت أن فاريلا يتجاهل مطالب العديد من الهيئات السياسية وجمعيات المجتمع المدني الداعية إلى اتخاذ موقف حازم من الأزمة بفنزويلا، مشيرة إلى أن الرئيس أصدر الأربعاء بيانا، بعد أشهر من الصمت، دعا فيه أطراف الأزمة، الحكومة والمعارضة، إلى الحوار للتواصل إلى اتفاق يحفظ الأرواح ويجثهم على التخلي عن استعراض القوة. في موضوع آخر، أبرزت صحيفة (لا إستريا) أنه أصبح بإمكان المحكمة الانتخابية إيقاع عقوبات وغرامات مالية على وسائل الإعلام التي تنتهك مقتضيات القانون الانتخابي خلال فترة الحملات الانتخابية، مبرزة أن التعديلات التي أدرجت على القانون الانتخابي تمنع الدعاية السلبية وتحث على وقف الإعلانات الحكومية خلال 3 أشهر التي تسبق يوم الانتخابات.