أفردت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الشمالية حيزا هاما من صفحاتها لإغلاق الحكومة الفدرالية الأمريكية بسبب فشل المفاوضات حول الميزانية بين البيت الأبيض والمعارضة الديمقراطية بالكونغرس، وللمستجدات السياسية ببنما، ولتأثير الاصلاح الضريبي في الولاياتالمتحدة على الاقتصاد الكندي، فضلا عن الغموض الذي يلف مصير العلاقات التجارية الكندية الأمريكية في حال انتهاء العمل باتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا). بالولاياتالمتحدة كتبت صحيفة "ذ هيل" أن الإغلاق الجزئي للخدمات الفدرالية الأمريكية دخل حيز التنفيذ عند منتصف ليلة الجمعة إثر الفشل في التوصل الى تسوية حول الميزانية على الرغم من المفاوضات المكثفة بين الجمهوريين الديمقراطيين ومن تدخل الرئيس دونالد ترامب. وأشارت الصحيفة إلى أن الجمهوريين، الذين يشكلون الأغلبية بمجلس الشيوخ ب51 مقعدا، لم يحصلوا على الأغلبية الكافية وهي 60 صوتا من أصل 100، الضرورية لاعتماد النص. وأضافت أن سريان الإغلاق بدأ في نفس اليوم الذى يصادف الذكرى الأولى لدخول دونالد ترامب الى البيت الأبيض، مشيرة الى ان المفاوضات بين الجانبين، ستستأنف في محاولة للتوصل إلى توافق حول الميزانية، حتى وإن كانت ميزانية مؤقتة. وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الزعماء الجمهوريين مطالبين بإقناع تسعة أعضاء من مجلس الشيوخ الديمقراطيين بالتصويت لصالح المشروع من خلال الوصول إلى 60 صوتا المطلوبة، مضيفة أنه في الوقت الذي تمكنوا فيه من إقناع ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين بدعم النص، بات الوضع مطبوعا بالغموض بعدما أعلن عضوان جمهوريان أنهما سيصوتان ضد مشروع القانون. وأوضحت أن تجديد برنامج للتغطية الصحية لفائدة الأطفال الفقراء، وتمديد العمل ببرنامج لحماية الشباب ''الحالمين" الذين سبق جلبهم بشكل غير قانوني كقاصرين إلى الولاياتالمتحدة، تم إطلاقه خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، كانت من بين النقاط الخلافية التي عقدت المفاوضات حول مشروع الميزانية بالكونغرس. وأوضحت الصحيفة أن الديمقراطيين يرون أن الجمهوريين سيكونون مسؤولين عن الشلل المالي للحكومة الأمريكية وسيدفعون الثمن غاليا، لكنهم يأملون، بالمقابل، في استخدام "الاغلاق" لمعاقبة أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين الذين سيسعون الى ولاية جديدة في عشر ولايات فاز بها دونالد ترامب خلال الانتخابات الرئاسية. من جهتها، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أغلق أزيد من 1000 حسابا مشبوها تعود لموقع إلكتروني مرتبط بوكالة للدعاية الرقمية مقرها في روسيا، يشتبه في أنها قامت بنشر تغريدات تتعلق بالانتخابات الامريكية لسنة 2016. واضافت اليومية أن القائمين على الموقع أفادوا أنهم عثروا على أكثر من 1.062 حسابا على صلة بالموقع المذكور، وتم حظر هذه الحسابات. وفي بنما، توقفت صحيفة "لابرينسا" عند الانتخابات التي سيشهدها حزب التغيير الديمقراطي (معارضة)، غدا الأحد المقبل لتجديد مكتبه السياسي، في أفق خوض غمار الانتخابات العامة المقرر إجراؤها بالبلاد في ماي من السنة القادمة، مشيرة إلى أن حوالي 2.492 من مندوبي وقادة الحزب سيصوتون في هذا الاستحقاق الحزبي، وسط غياب رئيس الحزب والرئيس السابق للبلاد، ريكاردو مارتينيلي، المعتقل منذ يونيو الماضي بالولاياتالمتحدة إلى حين الحسم في إمكانية تسليمه لبلاد على خلفية اتهامات بالفساد، والذي قدم أيضا ترشيحه من أجل إعادة انتخابه على رأس الحزب. وكتبت الصحيفة، تحت عنوان "التغيير الديمقراطي يبدأ مشوارا انتخابيا محتدما نحو 2019"، أن استحقاق يوم غد يمثل بداية لمشوار "طويل ومحتدم" يقوده للانتخابات التمهيدية ثم الرئاسية العام المقبل، مشيرة إلى أن التنافس على قيادة الحزب سيكون محتدما بين الأمين العام الحالي للحزب، رومولو روث، ومارتينيلي، الطامح لخلافة نفسه على رأس الحزب، الذي أسسه سنة 1998. وذكرت أن مارتينيلي قدم ترشيحه لإعادة انتخابه رئيسا للحزب، مدعوما بعدد من أقاربه والموالين له داخل التشكيل السياسي، مثل زوجته، مارتا دي مارتينيلي، والنائب سيرخيو غالفيس، اللذين ترشحا لمنصب نائب الرئيس، في حين يحظى منافسه روث بدعم تيار الأعضاء "المنشقين'' المعارضين لتوجهات الرئيس الحالي للحزب. من جهتها، اهتمت صحيفة "لاإستريا" بالزيارة التي سيبدأها الرئيس خوان كارلوس فاريلا، غدا الأحد إلى هولاندا، والتي ستستمر لثلاثة أيام وتروم تعزيز التعاون بين بنما والبلد الأوروبي، لاسيما في مجالات الخدمات اللوجستية والزراعة والصحة والمياه والتجارة، مشيرة إلى أن وفدا وزاريا سيرافق الرئيس فاريلا، يضم على الخصوص نائبة الرئيس ووزيرة الخارجية، إيسابيل دي سان مالو، إلى جانب عدد من رجال الأعمال البنميين. وفي كندا، كتبت "لا بريس" أن مجموعتين كبيرتين من رجال الأعمال الكنديين تعبران أن الإصلاح الضريبي في الولاياتالمتحدة سيضر بهم أكثر من الانتهاء المحتمل لاتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية. وذكرت الصحيفة ان غرفة التجارة الكندية ومجلس الأعمال الكندي أبديا قلقا أكبر إزاء التأثير السلبى لخفض الضرائب على الشركات في الولاياتالمتحدة، الذي أقرته إدارة الرئيس دونالد ترامب، والذي يجعل العبء الضريبي للشركات الأمريكية والكندية في مستويات مماثلة. من جهتها، ذكرت صحيفة "لوسولاي" أن حكومة كيبيك وقطاع صناعة الأغذية الزراعية لا يتوفران على "خطة بديلة" في حال انتهاء العمل باتفاقية نافتا. وأشارت إلى أنه في الوقت الذي ستباشر فيه كنداوالولاياتالمتحدة والمكسيك جولة سادسة من المفاوضات غدا الأحد بمونريال، عادت كيبيك وائتلاف من المتدخلين، أمس الجمعة، إلى دعوة المفاوضين الكنديين إلى مواصلة الحزم إزاء المطالب الأمريكية التي تمس النظام الكندي المنظم لإنتاج الحليب والبيض والدواجن، وإلا فإن ما بين 58 ألف و80 ألف وظيفة، بينها 26 ألف وظيفة في كيبيك، ستكون مهددة في القطاعات الانتاجية الثلاث بالبلاد.