اهتمت صحف أوروبا الغربية الصادرة اليوم الاثنين بنتائج الاستفتاء الدستوري بتركيا الذي اسفر عن تمرير الاصلاحات التي اقترحها الرئيس رجب طيب اردوغان، وباعتراف الامير هاري باجتيازه مرحلة صعبة قبل اللجوء الى طبيب نفسي من اجل الخروج من صدمة وفاة والدته الاميرة ديانا في حادثة سير بباريس. ففي فرنسا كتبت صحيفة (ليبراسيون) ان الرئيس رجب طيب اردوغان فاز برهانه بعد شهرين من الحملة حيث توجه الاتراك بكثافة الى صناديق الاقتراع في عطلة نهاية الاسبوع. من جهتها قالت صحيفة (لوفيغارو) ان هذا الفوز الضيق تحقق بفضل معاقل المحافظين في الاناضول الوسطى والبحر الاسود ،فيما صوتت المدن الكبرى بلا ومنها اسطمبول وانقرة وازمير ، مضيفة ان رجب طيب اردوغان ظل بعيدا عن نسبة الستين في المائة التي كان يأمل في تحقيقها من اجل تتويج النظام الجديد، لكن في النهاية عبر نحو 49 في المائة عن رفضهم لاصلاحاته. من جانبها اعتبرت صحيفة (لوموند) ان هذا الفوز الضيق لاردوغان يعتبر بمثابة صفعة بالنسبة له، مبرزة انه اذا كان بامكان الرئيس اردوغان تنفيذ اصلاحاته الدستورية بشكل قانوني ، فان شرعيته اهتزت من خلال نتائج التصويت. وفي البرتغال علقت الصحف على نتائج الاستفتاء الذي نظم امس بتركيا، اذ كتبت صحيفة (بوبليكو) ان الرئيس رجب طيب اردوغان دعا الاحزاب التي قامت بحملة التصويت لفائدة الاصلاحات الدستورية الى اعلان الفوز مع العلم ان اللجنة الانتخابية لن تنتهي بعد من فرز الاصوات. واضافت ان المعارضة شككت في النتائج وطالبت باعادة فرز نحو نصف عدد الاصوات،مشيرة الى ان البلاد كانت منقسمة بشكل عميق خلال الحملة الاستفتائية التي استهدفت تحويل تركيا الى نظام رئاسي، والتقليص بشكل ملموس من سلطات المؤسسات، وتركيزها في يد الرئيس. من جهتها ذكرت صحيفة (دياريو نوتيسياس) ان تركيا ستتغير، البلاد صادقت على التعديلات الدستورية التي اقترحها رجب طيب اردوغان بنسبة تفوق 51 في المائة مقابل ازيد من 48 في المائة . وفي إسبانيا خصصت الصحف أبرز تعاليقها لفوز "نعم" في الاستفتاء الذي نظم أمس بتركيا حول توسيع صلاحيات الرئيس التركي. وكتبت (الباييس)، تحت عنوان "تركيا منحت بصوتها صلاحيات كاملة لأردوغان"، أن "نعم" للإصلاح الدستوري فرضت نفسها بفارق صغير على "لا"، بحصولها على 51,2 بالمائة من الأصوات مقابل 48,8 بالمائة. من جهتها أوردت (الموندو)، تحت عنوان "تركيا المنقسمة تمنح سلطة مطلقة لأردوغان"، أن الفجوة أبرزت انقسام البلاد، رغم دعوة الرئيس رجب طيب إردوغان للوحدة بعد إعلان النتائج، التي رحب بها ووصفها بأنها"انتصار للأمة". أما (لا فانغوارديا) فذكرت أن أحزاب المعارضة رفضت الاعتراف بهذه النتيجة مشيرة إلى وقوع تزوير انتخابي سمح بفوز انصار "نعم" بفارق صغير، وإلى أن المعارضة ستطعن في نتائج الاستفتاء أمام القضاء. وفي سياق متصل قالت (لا راثون) إن أردوغان نجح في "فرض تحوله السلطوي في تركيا منقسمة"، مذكرة بأن هذا الإصلاح الدستوري يهم إقامة نظام رئاسي دون وزير أول ويمنح مزيدا من الصلاحيات لرئيس الدولة. وفي بريطانيا اعتبرت صحيفة (التايمز) ان تركيا بصدد كتابة صفحة جديدة من تاريخها بعد فرز 99 في المائة من الاصوات ، مشيرة الى ان الاتراك قالوا نعم بنسبة 51.3 في المائة لفائدة المراجعة الدستورية التي تهدف الى تعويض النظام البرلماني بنظام رئاسي. واضافت ان هذا الاصلاح ضروري من اجل تمكين البلاد من حكومة قوية ومستقرة قادرة على مواجهة تحديات هامة، لكن المنتقدين يدينون نصا وضع على المقاس من اجل تحقيق طموحات الرئيس التركي المتهم بالرغبة في تعزيز امبراطوريته ، خاصة منذ الانقلاب العسكري الفاشل في يوليوز الماضي. وفي موضوع اخر نشرت صحيفة (الديلي تلغراف) تصريحات للامير هاري الذي اعترف بانه اجتاز مرحلة صعبة قبل اللجوء الى طبيب نفسي من اجل الخروج من صدمة وفاة والدته الاميرة ديانا في حادثة سير بباريس.