عديدة هي الكفاءات المغربية التي تعيش في الولاياتالمتحدةالأمريكية، واستطاعت بعد نجاحها في الهجرة إلى بلاد العام السام الانخراط بشكل إيجابي في الخليط المثير للمجتمع الأمريكي، لتتسلق إثر ذلك المناصب وتتحمل المسؤوليات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والفنية والرياضية. إسماعيل الفتح أحد هؤلاء المغاربة، فهو حكم دولي معترف به من لدن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ويقود أسبوعيا جميع مباريات الدوري الأمريكي الأول لكرة القدم، بجانب مباريات اتحاد شمال ووسط أمريكا والكاريبي "كونكاكاف"، كما سبق له أن حمل صفارة مباريات فرق عالمية؛ من بينها إف سي برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد وتشيلسي. يروي الفتح (35 عاما)، في لقاء مع هسبريس بأورلاندو التابعة لولاية فلوريداالأمريكية، كيف أنه ترعرع وسط عائلة رياضية مغربية، "ولدت في الدارالبيضاء ونشأت في حي إفريقيا، وكنت لاعبا في كرة السلة بفريق الوداد البيضاوي، بينما كان أخي سعيد ممارسا في فريق الرجاء. أما والدي فهو محمد الفتح، لاعب المنتخب الوطني سابقا برياضة الريكبي. أما أعمامي فمارسوا في أندية كرة القدم محلية مختلفة". بعد حصوله على شهادة الباكالوريا في العلوم الاقتصادية من ثانوية جابر بن حيان بالعاصمة الاقتصادية، صادف إسماعيل حظ قرعة الهجرة إلى أمريكا عام 2001، "توجهت إلى مدنية أروسن تكساس الأمريكية، حيث أعيش فيها منذ ذلك الحين"، فيما قال إن دخوله إلى مجال التحكيم كان بالصدفة: "في يوم من الأيام، توترت معاملتي مع حكم المباراة وتوجهت إلى لجنة الحكام للشكاية، فقالوا لي مزاحا: أنت لاعب جيد لماذا لا تلتحق بنا، لتحمل الصفارة وتحكم معنا". منذ العام 2004، اشتغل إسماعيل الفتح حكما ممارسا، إذ تدرج في مساره ليصبح حكما رئيسيا في دوري العصبة الاحترافية الأولى بالولاياتالمتحدةالأمريكية عام 2009، ثم حكما دوليا معترفا به من لدن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" منذ العام 2016، "أقود مباريات الدوري الأمريكي الذي يلعب فيه 22 فريقا، كل أسبوع"، يقول الحكم المغربي، الذي التقيناه بعد انتهاء مباشرة من تحكيم مباراة جمعت فريق نيويورك ريد بولز وأورلاندو، التي انتهت بفوز الأخير بهدف واحد. ويتابع الحكم المغربي الأمريكي بالقول إن مساره المهني في التحكيم الدولي شمل قيادته لمباريات دولية ضمن اتحاد شمال ووسط أمريكا والكاريبي "كونكاكاف"، "قدت مباريات منتخبات أمريكا والمكسيك وكوستاريكا وكندا والسلفدور وجمايكا"؛ وهي المنتخبات التي حكم مبارياتها في دوري "كونكاكاف" وإقصائيات كأس العالم، بجانب قيادته كحكم دولي لمواجهات فرق عالمية في كأس "غينيس الدولي"، منها ريال مدريد ومانشستر يونايتد وتشيلسي.