أفردت الصحف الصادرة اليوم اللإثنين بمنطقة شرق أوروبا حيزا هاما من صفحاتها وتغطياتها للذكرى السابعة لحادث الطائرة بسمولنيسك الروسية الذي أودى بحياة الرئيس البولوني الأسبق ليخ كاشينسكي وتأثير ذلك على العلاقات بين موسكو ووارسو، واجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع المزمع عقده في إيطاليا ، ودعم تركيا للضربة الأمريكية على سورية، والنقاش الدائر بالنمسا حول حظر الرموز الدينية. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "غازيتا بولسكا" أن ملف الحادث المأساوي ،الذي وقع يوم 10 أبريل من سنة 2010 وخلف مصرع شخصيات سياسية بولونية بارزة من ضمنهم الرئيس الأسبق ،"لازال يعرف تعثرا كبيرا للكشف عن الحقائق ،بسبب اختلاف وجهات نظر بولونياوروسيا في طريقة تدبير البحث واستخلاص النتائج "،مبرزا أن "التأخر العمدي لروسيا لكشف الحقائق يحاول إخراج الواقعة من طابعها الإنساني المحض الى تجاذبات سياسية لا فائدة منها للتغطية على أمور لازالت مبهمة ". وأضافت الصحيفة أن الجانب البولوني "لا يطلب من روسيا إلا الكشف عن الوقائع كما حصلت وتحديد المسؤوليات وتقديم المعطيات ،في وقت تتماطل روسيا للكشف عن هذه الحقيقة الضائعة ،وتجر الملف الى متاهات لا مخرج لها ومحاولة طمس التاريخ ،على الرغم من أن الشعب البولوني من حقه من الناحية القانونية والإنسانية أن يعرف تفاصيل القضية ،صونا للذاكرة واستجلاء للحقيقة والتحقق من الافتراضات ،التي لم تحرك ملف الحادث المأساوي قيد أنملة". وشددت على أن "صبر البولونيين قد نفذ ،ولم تعد تجدي مع روسيا المطالب المشروعة ذات الطابع الإنساني والإداري كما تفرض ذلك الأعراف الديبلوماسية ،وقد حان الوقت أن يتبنى القضية المجتمع الدولي ،على اعتبار أن هذه القضية لا تعني فقط مصرع رجال الدولة وسياسيين كبار بولونيين في حادث مبهم لا زال يثير العديد من الاسئلة ويطرح الكثير من علامات الاستفهام ،وإنما هي مسألة مبدئية تعكس مدى احترام بعض الدول للقوانين والشرعية الدولية ". ومن جهتها ،كتبت صحيفة "فبروست" أن ذكرى جديدة لمأساة سمولينسك "تحل هذه السنة دون أن تعرف القضية تطورا ولو بسيطا يشفي غليل بولونيا أو تعاونا كاملا من لدن روسيا للكشف عن كل الحقائق" . وأبرزت الصحيفة أن "تماطل الجانب الروسي يثير الشكوك أكثر في أسباب وقوع الحادث الذي يشكل ،للأسف الشديد ،نقطة سوداء في تاريخ العلاقات الحديثة بين روسياوبولونيا ،كما أن هذا التماطل يجعل القوانين الدولية مجرد ديكور لتأثيث المشهد التشريعي الدولي دون أن يطبق على أرض الواقع وليست آليات لفرض احترام القانون على من يحسب نفسه قادرا على تحدي الواقع والقانون ". وحسب الصحيفة ،فقد "كان أمل الشعب البولوني بكل شرائحه أن تحمل الذكرى السابعة للحادث المأسوي معطيات ومعلومات وحقائق جديدة ،إلا أن روسيا الرسمية أبت دون وجه حق ، إلا أن تؤجل حلم البولونيين الآملين في طي ملف هذه القضية المأساوية التي تبكي قلوبهم ". وفي روسيا، تطرقت صحيفة "إيزفيستيا" إلى اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع المزمع عقده في إيطاليا، مشيرة إلى عجز هذه المجموعة عن تسوية المشكلات الدولية بغير مشاركة روسيا. وذكرت الصحيفة أن هذا الاجتماع الذي سيعقد ما بين 9 و 11 أبريل الجاري بمدينة لوقا الإيطالية سيخصص لمناقشة القضايا المتعلقة بالأمن والسلام، حيث سيتم التركيز بالخصوص على مسألة الإرهاب والأوضاع في ليبيا وسورية وتنفيذ اتفاقيات مينسك، والتجارب الصاروخية لكوريا الشمالية. وتساءلت اليومية عن مدى قدرة وزراء خارجية المجموعة على إيجاد حلول للأزمات العالمية المعقدة كالإرهاب الدولي وتسوية الأزمة السورية واستقرار الوضع في ليبيا والبرنامج النووي لكوريا الشمالية دون أخذ موقف روسيا بعين الاعتبار، مسجلة أن الدول الغربية تدرك أهمية روسيا وتؤكد على ضرورة التعاون مع موسكو في هذه الاتجاهات. من جهتها، تطرقت صحيفة "كوميرسانت" إلى الإجراءات التي تتخذها الإدارة الأمريكيةالجديدة بشأن منح تأشيرات الدخول، مشيرة إلى عزمها تشديد قواعد منح التأشيرات للراغبين في زيارة الولاياتالمتحدة. وأضافت نقلا عن صحيفة (وول ستريت جورنال) أن إدارة ترامب تخطط لتشديد قواعد دخول الأجانب إلى الولاياتالمتحدة ومنحهم تأشيرات الدخول، موضحة أنه سيكون من حق السلطات، لدى الاشتباه بأي شخص، أن تطلب منه تقديم معلومات كاملة عن نفسه في شبكات التواصل الاجتماعي واتصالاته عبر الهاتف المحمول، وقد يتم ذلك في المقابلة قبل منحه التأشيرة أو حتى في نقطة الحدود التي يدخل عبرها إلى الأراضي الأمريكية. وفي تركيا، دعت صحيفة (ستار) تركياالولاياتالمتحدة إلى النزول بكامل ثقلها في الأزمة السورية من أجل إقامة مناطق آمنة بسورية تحسبا لموجة جديدة من المهاجرين نحو تركيا وكذا بالنظر للتطورات الأخيرة، مؤكدة بهذا الصدد دعم أنقرة لواشنطن. وأكدت الصحيفة أن الضربة الأمريكية التي استهدفت قاعدة الشعيرات السورية ستظل هامشية إذا لم تتعزز بخطوات أخرى، مؤكدة على ضرورة إزاحة نظام الأسد والتوصل إلى حل سياسي وإرساء حكومة انتقالية بسورية في أقرب الآجال. من جهتها، كتبت صحيفة (الفجر الجديد) أن النظام السوري يواصل "جرائمه بشكل همجي"، وأشارت إلى أن بعض الدول (دون تسميتها) حاولت "إعطاءه الشرعية بذريعة أنه لا يوجد بديل آخر"، مسجلة أن "عدم تعرض هذا النظام للعقوبة دفعه إلى ارتكاب المزيد من الجرائم والمذابح". بدورها، أوردت يومية (دايلي صباح) أن "ادعاءات بعض الأطراف حول انبعاثات الغاز من بعض مواقع المعارضة التي استهدفتها طائرات النظام السوري بخان شيخون، لا أساس لها من الصحة"، مؤكدة أن "تركيا تتوفر على تسجيلات لرادارات توضح أن طائرات مقاتلة قصفت هذه المدينة بأسلحة كيماوية". وفي النمسا، أشارت صحيفة (كرونن زيتونغ) إلى أن حراس سجن غارستن بالنمسا العليا (شمال) نجحوا يوم السبت الماضي في إحباط محاولة للفرار الجماعي للسجناء بعد نشوب شجار تسبب فيه معتقلون مغاربيون ونمساويون. وأضافت الصحيفة أن الحراس باشروا بعد ذلك عملية بحث أسفرت عن حجز هواتف محمولة وسكاكين وأقنعة ومواد مخدرة، مشيرة إلى أن إدارة السجن قامت بترحيل ثلاثة سجناء متورطين في عملية الفرار هاته نحو سجون أخرى. من جهتها، أفادت صحيفة (سالسبورغر ناشريشتن) بأن رئيس أساقفة فيينا، الكاردينال كريستوف شونبورن يعارض الحظر الكامل للرموز الدينية في البلاد، معتبرا أنه إذا كان من الأفضل حظر النقاب فإنه لا يجب أن يطبق نفس الشيء على الصليب المسيحي الحاضر بقوة في الحجرات الدراسية للنمسا الكاثوليكية وبباقي المؤسسات العمومية.