أجمع ثلة من القادة السياسيين ورجالات الحركة الوطنية على أن المناضل الراحل امحمد بوستة ظل، على امتداد حياته الزاخرة بالعطاء والبذل، مدافعا عن سيادة الوطن وتوابثه، ومناصرا للقضايا العربية والاسلامية ولقيم التحرر والعدالة والديمقراطية .. وهو الذي رفض عرضا من القصر، أواسط تسعينيات القرن الماضي، بأن يكون وزيرا أولا لحكومة فيها وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري. وأبرز هؤلاء، في شهادات بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاة امحمد بوستة، المكانة التي ظل يتمتع بها الراحل؛ بحكم أخلاقه السياسية وخصاله الإنسانية الرفيعة، وما اتسم به مساره الطويل من حكمة وتبصر، مستحضرين المبادئ والقيم التي كان الراحل يجسدها في سلوكه السياسي والانساني. وفي هذا السياق استعرض محمد الدويري، القيادي في حزب الاستقلال ورفيق درب الراحل، أهم المحطات النضالية التي جمعته بالفقيد، مشيدا بالادوار الجوهرية التي اضطلع بها على المستوى الحزبي وفي المجال السياسي، والتي أنجز من خلالها الكثير لفائدة التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للمغرب. واعتبر الدويري أن ماقام به الفقيد، الذي جمعته به صداقة امتدت لازيد من سبعة عقود، سيظل مفخرة يعتز بها المغرب .. مؤكدا الالتزام بالقيم والمبادئ التي عاش لها وبها الراحل محمد بوستة، والتي تظل خير عزاء في فقدان رجل من طينته.. كما أكد أن الراحل، الذي تدرج في المهام الحكومية وشغل منصب الأمانة العامة لحزب الاستقلال لأزيد من عقدين، كان خط التوازن والاعتدال في حزبه وفي السياسة الوطنية. وبدوره استعرض عباس الفاسي، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، جوانب مضيئة في مسيرة الراحل السياسية والنضالية والمهنية الحافلة بالمواقف الانسانية. وتوقف بشكل خاص عند انخراط الراحل القوي في المعركة من أجل استقلال المغرب، ومساهمته في وضع أسس الدبلوماسية المغربية، مشيرا الى أنه ترك بصمات واضحة في مختلف المرافق الوزارية التي تولى تدبيرها. أما الأمين العام الحالي لحزب الاستقلال، حميد شباط، فقد أكد أن استحضار مناقب وجهاد الراحل امحمد بوستة لا يعني الحديث عن فرد أو حزب، أو عن خيار سياسي وإيديولوجي، بل عن جيل وعن تجربة حزبية وطنية، وعن وطن ومسارات، وتاريخ وأحداث. وقال شباط إن الراحل يعد واحدا من الرجال الذين طبعوا مسار المغرب، وعايشوا أهم وأدق المراحل وأصعبها، وسيظل نموذجا وقدوة في العمل الوطني، مسجلا أن امحمد بوستة جمع كثيرا مما تفرق في غيره؛ فهو رجل القانون والسياسية، وفي ذات الوقت محب للفلسفة ودارسها، وهو السياسي الممارس، والحقوقي الذي ظل مكتبه قبلة للمظلومين. وخلص الأمين العام لحزب الاستقلال الى أن الفقيد، الذي عايش تحولات مفصلية في تاريخ الحزب والحركة الوطنية، كان مرنا ورجل توافقات، وفي ذات الوقت حازما وصارما عندما يتعلق الأمر بالثوابت والمبادئ.