لا زالت العلاقة بين رئاسة جامعة محمد الأول بوجدة والطالب الشريف زكرياء يطبعها التوتر والدعاوى القضائية المرفوعة من الجانبين، في حين قضت المحكمة بوقف تنفيذ قرار طرد الطالب بسلك الماستر كان قد اتخذ في حقه عقب عرض ملفه على مجلس تأديبي. وتعود أطوار القضية إلى الأسدس الأول من السنة الجامعية المنصرمة، حين وجه الطالب بماستر علوم الإعلام والتواصل بكلية الآداب بجامعة محمد الأول بوجدة اتهامات إلى الأستاذ المشرف على الماستر بتزوير نقط الامتحانات، قائلا: "اكتشفت تزويرا للنقط، وقمت بمواجهة الأستاذ بالأدلة، لتتم إحالتي على المجلس التأديبي وتقوم الكلية بطردي". وأبرز المتحدث أنه كان مرفوقا خلال المجلس التأديبي بمحام بهيئة وجدة وبمفوض قضائي، وقال: "طالبت بالاطلاع على الأوراق وهو ما رفضته الإدارة، لأقرر العودة إلى مقاعد الدراسة إلا أن الأستاذ المشرف على الماستر لم يستسغ الأمر ومنحني نقطة متدنية في الدورة الثانية، ما جعلني ألجأ إلى المحكمة الإدارية التي أصدرت إنذارا استجوابيا يأمر الكلية باطلاعي على الأوراق، ما تم رفضه"، وفق محضر منجز من طرف المفوض القضائي اطلعت عليه هسبريس. وأبرز المتحدث أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر السابق، لحسن الداودي، دخل على خط القضية؛ حيث "أحيل الأستاذ المشرف على الماستر على المجلس التأديبي وأغلق الماستر"، واصفا ما تعرض له ب"الخطوة التعسفية"، ومطالبا ب "تنفيذ حكم وقف التنفيذ". من جهته، قال نور الدين المودن، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة، إن المشكل تم حله في المجلس التأديبي بعد اعتذاره الطالب لأستاذه، إلا أن القطرة التي أفاضت الكأس تجلَّت في "إقدام الطالب الذي يشتغل أستاذا للغة الانجليزية على الاعتداء جسديا على أستاذه المشرف على الماستر داخل الفصل الجامعي، ليتم اتخاذ قرار الطرد في حقه"، وفق تعبير العميد. وأبرز المتحدث، ضمن تصريح لهسبريس، أن الكلية تحترم قرارات القضاء، وأنها لم تقم بمنع الطالب من متابعة دروسه أو الحضور أثناء الامتحانات، وقال: "بعد حكم المحكمة، من حقه التسجيل والحضور والدراسة؛ فالطالب الشريف غير ممنوع من الحضور، والقرار الصادر ينفذ في إطار القرار الاستعجالي إلى حين صدور قرار الاستئناف النهائي". وبخصوص رفض الكلية تنفيذ القرار والمحضر المنجز من طرف المفوض القضائي، قال المودن: "إن الطالب حضر فعلا إلى عمادة الكلية مرفوقا بالمفوض، إلا أن الكلية كانت تعيش على وقع ظروف استثنائية؛ حيث كانت العمادة محاصرة بالطلبة، كما لا يمكن أن أترك مصالح 14 ألف طالب وأتابع ملف الشريف زكرياء لوحده"، يوضح العميد.