ما زال سكان تجزئة "الكواسم" بجماعة تسلطانت التابعة لإقليم مراكش، منذ تاريخ إحداثها سنة 2009، محرومين من ربط منازلهم بشبكة الماء الصالح للشرب؛ وهو ما يجعلهم يعتمدون على صهريج كان يشكل مصدرا لسكان الدوار، قبل هيكلته سنة 2007 وتوسع بنتيه السكانية وإحداث مؤسسة للتعليم الثانوي العمومي بمجاله الترابي. هسبريس قامت بجولة بالحي المذكور، لتقف على انتشار محدوداب كثيرة، ولما استفسرت عن سبب ذلك من التقتهم من سكان المنطقة، اكتشفت أنها أنابيب مكسوة بالإسمنت مخصصة لنقل المياه من صهريج كان مصدرا لتزويد سكان الدوار سابقا بالماء إلى منازل التجزئة. (عائشة. ت)، إحدى قاطنات التجزئة سالفة الذكر، قالت، في تصريح لهسبريس، إنه رغم ما يقوم به الصهريج من دور في توفير هذه المادة الحيوية للسكان، فإن معظمهم لم يعد يستسيغ شرب مائه؛ لأنه لا يخضع للمعالجات الضرورية التي تجعل مياهه محمية من المكروبات المضرة لصحة الإنسان، و"هذا دفع معظمنا إلى اقتناء قنينات المياه المعدنية من أجل الشرب". كما عبّر عبد العالي عريش، أحد السكان المتضررين ورئيس جمعية آباء واولياء تلاميذ الثانوية التأهيلية تسلطانت، عن تذمره الكبير من الوضع الذي تعيشه تجزئة الكواسم بشكل عام والمؤسسة التعليمية المذكورة بشكل خاص التي تضم ما يناهز 1000 تلميذ وتلميذة؛ لأن المنطقة تعرف تكاثرا سكانيا يفوق تقريبا 5000 نسمة. "خلال فترات ارتفاع الحرارة بمدينة مراكش ونواحيها، نعيش أزمة حقيقية بالثانوية التي تبعد عن الصهريج بمسافة كبيرة من جهة، ومن جهة أخرى لأن سطحها يعلو سطحه؛ وهو ما يجعل المؤسسة تعاني من ضعف الصبيب الذي ينقطع في معظم الأحيان"، يقول الفاعل الجمعوي ذاته، الذي أشار إلى أن ماء الصهريج يفتقر إلى التعقيم الضروري ليصبح قابلا للاستهلاك. وأضاف عريش أنه: "أمام المعاناة الكبيرة التي يعيشها التلاميذ في فترات ارتفاع الحرارة، وجد مكتب الجمعية السابق ذكرها نفسه مضطرا للبحث عن مصدر آخر لتوفير هذه المادة الحيوية للتلاميذ، وللتغلب على مشكلة ضعف الصبيب"، موردا أن رئيس المجلس الجماعي لتسلطانت وافق وأسهم في حفر بئر بالمؤسسة التعليمية نفسها، وزوّده بمضخة من أجل توفير الماء للشرب للتلاميذ وسقي المنطقة الخضراء بالثانوية. ولتسليط الضوء أكثر على مشكلة غياب ربط المنازل بالتجزئة المشار إليها، بشبكة الماء الصالح للشرب التابعة للوكالة المستقلة للماء والكهرباء بمراكش، زارت هسبريس عبد العزيز درويش، رئيس المجلس الجماعي لتسلطانت، الذي أوضح من جهته أن هذه المشكلة التي عمرت طويلا كانت موضوع لقاء مع عبد الفتاح البجيوي، والي جهة مراكش أسفي، عقد يوم ال16 من شهر مارس الحالي. وزاد المسؤول عينه قائلا إن "الاجتماع، الذي حضره كل من الكاتب العام للولاية ورئيس قسم التعمير بالولاية وباشا باشوية تسلطانت ومدير المركز الجهوي للاستثمار ومدير الوكالة الحضرية وشركة العمران وممثلي الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء(راديما) وممثل مندوبية السكنى وسياسة المدينة، ناقش بشكل مستفيض مشكلة حرمان سكان تجزئة الكواسم من الماء الصالح للشرب". وأكد درويش أن والي جهة مراكش أسفي قرّر تكوين لجنة تضم كلا من المجلس الجماعي ومؤسسة العمران و"لاراديما" وباشا المنطقة، تحت إشراف الكاتب العام للولاية، من أجل حل المشكل المذكور بشكل جذري وفي العاجل من الأيام، لرفع معاناة سكان تجزئة الكواسم، بربط منازلهم بشبكة الماء الصالح للشرب.