رغم انتمائها إلى اليسار، وعدم اتفاقها مع برنامج حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، دافعت لطيفة البوحسيني، الأستاذة الجامعية والمناضلة اليسارية عن "حزب المصباح"، وعن أمينه العام عبد الإله بنكيران، معتبرة أنّ المستهدف من استبعاده من تشكيل الحكومة "هو الإرادة الشعبية". البوحسيني، التي كانت تتحدث في ندوة نظمها مركز هسبريس للدراسات والإعلام، حول موضوع "الانتقال الديمقراطي في المغرب بعد فشل بنكيران في تشكيل الحكومة"، اعتبرت أنَّ عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية لم يفشل في مفاوضات تشكيل الحكومة، "بل الجهات التي حاولت إقناعه بعدم احترام إرادة الناخبين هي التي فشلت". وأضافت المتحدثة ذاتها أنَّ الصراع الدائر اليوم في الساحة السياسية بالمغرب يشبه ما حدث عقب حكومة التناوب التوافقي التي قادها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات شعبية سنة 1998، وانتهت عام 2002، وزادت: "مراكزُ النفوذ لم تكن تريد إرادة شعبية فيها تيار يساري، واليوم هذه المراكز لا تريد الإسلاميين". وردّا على سؤال حوْل مسؤولية بنكيران عن تشكيل الحكومة، بتمسّكه برفض دخول حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قالت البوحسيني إنّ حزبَ العدالة والتنمية "من حقه أن يفرض الشروط التي يريد في إطار التفاوض مع باقي الفرقاء"، مضيفة: "بنكيران قدّم كل التنازلات الممكنة ووصل إلى خطّ لا يمكن تجاوزه، وإلا لأفْقد الانتخابات معناها". واستطردت المتحدثة ذاتها بأنّ اللحظة التي يمرّ بها المغرب "يجب أن تكون لحظة للحسم في الانتقال الديمقراطي؛ فإمّا أنْ تكون مرحلة ما بعد دستور 2011 خطوة للبناء الديمقراطي، وإمّا أننا نزيّن به الواجهة فقط"، مبرزة أنَّ "الصراع السياسي اليوم يجب أن يكون هدفه توسيع هامش الإرادة الشعبية، بما يمكّن من الفصل بين السلط". البوحسيني أشارت إلى أن مواقفها متناقضة تماما مع مشروع حزب العدالة والتنمية، لكنّها أكدت أنَّ المنعطف الذي يمر منه المغرب يقتضي تضافر الجهود لإدارة عجلة الديمقراطية، قائلة: "يجب على جميع الفاعلين الديمقراطيين أن يقاتلوا بشراسة دفاعا عن الديمقراطية، لكي تصير العملية الانتخابية لحظة سياسية بامتياز، ولحظة لربط المسؤولية بالمحاسبة".