لأول مرة منذ خلافته لبان كي مون، التقى أونطونيو غوتيريس، الأمين العام لهيئة الأممالمتحدة، إبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو؛ وفي الوقت الذي لم يكشف فيه الموقع الرسمي للهيئة الأممية سالفة الذكر عن هذا اللقاء، نشرت بعض المعطيات المرتبطة به في وسائل الإعلام التابعة لجبهة البوليساريو، والتي أوردت أن اللقاء عرف حضور عدد من القياديين في جبهة البوليساريو، كأمحمد خداد والبخاري أحمد، بالإضافة إلى مولود سعيد وعبداتي أبريكة. وإذا كان المغرب قد استجاب لنداء الأممالمتحدة بالانسحاب من منطقة الكركرات، فإن غالي لم يجد مانعا في اتهام المملكة بالقيام بما اعتبرها "استفزازات تصعيدية تهدد السلم والاستقرار في المنطقة". كما دعا الأمين العام لجبهة البوليساريو الأممالمتحدة إلى تحمل مسؤولياتها بخصوص هذا الملف. وأوردت المصادر أن هذا اللقاء عرف حضور كل من جيفري فيلتمان، الأمين العام المساعد المكلف بالشؤون السياسية؛ وكريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء؛ وماريا لويزا فيوتي، مديرة ديوان الأمين العام للأمم المتحدة. وفي السياق ذاته، يشير خالد الشيات، الخبير في العلاقات الدولية، إلى كون هذا اللقاء لم يتم الحديث عنه من قبل الأممالمتحدة، في حين أوردت البوليساريو أنه لقاء غير رسمي؛ وهو ما يؤكد أن إبراهيم غالي أصر على السفر صوب نيويورك، مقابل قيام الجزائر والبوليساريو بالدعاية أن هناك استقبالا، في حين أن جاء كأقل درجات البروتوكول، "وهذا دليل على عدم رضا الأمين العام للأمم المتحدة من موقف الجبهة، بعد نداء طرفي النزاع بالتراجع في منطقة الكركرات". ومن خلال ما تروجه جبهة البوليساريو، يؤكد الشيات، في تصريح لهسبريس، أن الجبهة الانفصالية تريد أن تبين أنها في موضع قوة، وأنها تريد التوجه بشكل مستفز إلى الأممالمتحدة، والحصول على المزيد من المزايا، والضغط من خلال الاستمرار في منطقة الكركرات وأخذ ضمانات بشأن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء، والقرار الذي سيصدر بعده. واعتبر الخبير في العلاقات الدولية أن ما تقوم به جبهة البوليساريو حاليا في الكركرات يدخل في إطار إستراتيجية جزائرية من أجل صد الإستراتيجية المغربية في إفريقيا، وكذا أنبوب الغاز المغربي النيجري، في حين لمح إلى إمكانية استهداف جبهة البوليساريو للمنطقة البحرية، والقيام بعمليات قرصنة للضغط على المغرب؛ في حين أضاف "أن المغرب عندما قرر أن يعيد الجيش إلى مناطق معينة يجب أن يتنبه ويتحكم بشكل أكبر في المنطقة البحرية المغربية لإيجاد قواعد بحرية. كما أنه إذا كان المغرب يسعى إلى السلام فيجب أن يسعى إلى ضمان مصالحه في المنطقة"، على حد تعبيره. وفي مقابل ذلك، أوضح الشيات أن المغرب يجب أن يعقد لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة، من أجل إبراز الجوانب الإيجابية والاستجابة لما يطلبه، مشيرا إلى ضرورة أن يكون هذا اللقاء رسميا، عكس اللقاء الذي كان مع إبراهيم غالي.