قالت المعتقلة السياسية السابقة والحقوقية لطيفة الجبابدي إن الحركة النسائية المغربية عانت من مقاومات على مستويات عدة، سواء تعلق الأمر بالتيار الديني، أو بتقدميين اعتبروا تأسيس مبادرة نسائية مستقلة خيانة؛ لأن القضية الأولى هي الصراع السياسي مع نظام الدولة المغربية. وأكدت المتحدثة ذاتها أن قضية المرأة لم تكن حاضرة في النقاش العمومي، ولا تشكل أولوية داخل التنظيمات السياسية التقدمية حينئذ، التي كانت ترى أن حل الإشكال السياسي وبناء الدولة الديمقراطية سيؤدي مباشرة إلى تحرير المرأة. وهذا الوهم شكل مسكنا لمناضلين تقدميين قاوموا بزوغ وعي جديد حول تحرر المرأة. وتضيف الجبابدي، خلال لقاء تواصلي احتفاء باليوم العالمي للمرأة نظم الجمعة بمدينة مراكش من لدن مركز التنمية لجهة تانسيفت حول "وضعية المرأة بالمغرب.. الحقوق والمكتسبات والتطلعات: "لقد كنا في عالم نشعر فيه بأننا محاصرات ومقيدات من كل جانب". وزادت الحقوقية ذاتها موضحة "أن نساء الاستقلال عانين من فترة تميزت بالإمعان في امتهان الكرامة الإنسانية للنساء"؛ فالمرأة لا تكلف بمسؤولية داخل إدارتها بسبب العقلية الذكورية المنغلقة التي لا تثق في قدرات النساء، بالرغم من توفرها على شهادات عليا والكفاءة في مهنتها. وأوردت الجبابدي أن "هذا المنطق الذكوري دينيا كان أو تقدميا دفعنا إلى التفكير في تأسيس حركة نسائية مستقلة، لتفجير طابوهات كثيرة كانت تفرضها مدونة الأحوال الشخصية التي كانت تكرس دونية النساء"، مشيرة إلى أن "أي مقاربة لقوانينها كانت تعدّ من لدن البعض مسا بالدين"، حسب تعبير المحاضرة ذاتها. "تعرضنا للتكفير، ونعتنا بكل الأوصاف؛ فكنا نعتبر عميلات للماسونية وفاشلات في الحياة، وقبيحات الوجه والمنظر، وصدرت في حقنا فتوى تهدر دمنا سنة 1992، واعتبر بعض التقدميين مبادرتنا بتأسيس حركة نسائية مستقلة خيانة؛ لكن عزيمتنا قاومت العقلية الذكورية باعتبارها الوجه الثاني للاستبداد"، توضح الجبابدي. "تعلمنا أن لا أحد بإمكانه تحريرنا"، تؤكد الجبابدي؛ وهو "ما جعلنا نبحث عن خلق دينامية اعتمادا على ذواتنا، فأسسنا جريدة 8 مارس، فسلطنا الضوء على طابوهات كانت منسية، كالعنف ضد المرأة، وموضوع الخادمات والدعارة والمقاومات، لتكسير الصمت عن واقع مسكوت عنه، كان يشكل وصمة عار على جبين المغرب"، تختم الحقوقية نفسها.