منذ صغري وأنا متمردة وسط أسرتي المحافظة، قبل أن تنفس أفكار اليسار في مرحلة الشباب في الجامعة ، وبالضبط في فضاء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، تقول جميلة سيوري رئيس جمعية عدالة لموقع « فبراير » ضمن سلسلة الاحتفاء بنساء من المغرب بمناسبة بعيد المرأة الأممي. رأت جميلة النور في عائلة محافظة، لكنها فضلت الاستقلال بذاتها، والثورة على كل ما يترتب عن الفكر الذكوري، لكنها ظلت تحظى باحترام عائلتها الصغيرة والكبيرة. وفي فضاء الجامعة والاتحاد الوطني لطلبة المغرب، تحررت جميلة أكثر من قيود المجتمع الذكوري والمحافظ، وبنفس الفضاء بدأت تُطرح عليها الأسئلة الكبرى بداية من 1983 و1984، ومنها قضايا المرأة والتحرر والمساواة والديمقراطية … قبل أن تلتحق بلجان 8 مارس التي آمنت بالشعارات المعروفة .. الديمقراطية والتقدمية والاستقلالية والجماهيرية. تعترف جميلة أن عملها السياسي أو الجمعوي أو النسائي في اتحاد العمل النسائي كان هادئا، بالمعنى الذي يفيد الابتعاد عن الجدل والانصات أكثر لتراكمات وتجارب إنسانية مختلفة … ساعدتها في ما بعد على الالتحاق بسلك المحاماة. على المرأة أن تتخلص وتثور على العقلية الذكورية .. هذا واحد من شعارات ومبادئ جميلة، لكن الثورة لديها يجب أن تبدأ من الإنسان ذاته، أي أن يتحرر من قيود المجتمع أولا، وهذا ما ساعدها على مواجهة قضية اغتصاب ابنتها هية، حيث تقول جميلة أن أسرتها الصغيرة والكبيرة توحدت في القضية التي اعتبرتها معركة عائلية… فلنستمع.