المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب الفاسي يخسر أمام البركانيين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء        بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    روسيا تمنع دخول شحنة طماطم مغربية بسبب "أمراض فيروسية خطيرة"    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    دشنه أخنوش قبل سنة.. أكبر مرآب للسيارات في أكادير كلف 9 ملايير سنتيم لا يشتغل ومتروك للإهمال    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    "وزيعة نقابية" في امتحانات الصحة تجر وزير الصحة للمساءلة    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نساء في خضم النضال النقابي

في هذا الملف نتطرق الى قليل من كثير من المناضلات اللواتي تركن حضورهن واسمائهن في ذاكرة ووجدان المغاربة ، ولعل مكانة المرأة النقابية قد عرف بعض التاخير في الثمثيلية في القيادة ، بسبب ظروف العمل النقابي من جهة والمجتمع الذكوري من جهة ثانية . فكانت الاستاذة نجية مالك أول امرأة تنتخت في قيادة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في المؤتمر الثالث 1997 .
السعدية بنسهلي : الأستاذة
تعتبر السعدية بنسهلي أول امرأة تصل الى قيادة المركزية النقابية الفيدرالية الديمقراطية للشغل بعد مسار حافل كمناضلة نقابية ، يشهد لها حضورها القوي في الساحة الاجتماعية ، حيث تمرست في الساحة الطلابية حيث خادت معارك كطالبة في الفلسفة شعبة علم الاجتماع 1979-1983 وبعد تخرجها كاستاذة ستلتحق بالنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ومساهمتها الكبرى في تحسين اوضاع المعلميين والدفاع عن مطالبهم ، حيث تدرجت في المسؤليات المحلية الى ان وصلت الى القيادة كامرأة في المكتب المركزي للفيدرالية الديمقراطية للشغل ? حيث ستساهم الى جانب مجموعة من أطر نسائية الى إنشاء (دائرة المرأة ( التي تطورت بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين وساهمت السعدية بنسهلي مساهمة كبيرة في مجموعة من الثمثيليات
كعضو لإصلاح نظام التقاعد (2002-2007) ممثلا للFDT؛ والمشاركة في الحوار الاجتماعي خلال الفترة 2002-2005؛
وعضو مجلس إدارة مؤسسة محمد السادس للاعمال الاجتماعية .
وتختم المناضلة النقابية السعدية بنسهلي : «أريد أن أقول لكم أنني اكتسبت خبرة مهمة جدا أغنت حياتي النقابية والسياسية كامرأة. وأنا فخورة بأن ساهمت الى جانب اخواتي في رفع هذا التحدي في عالم يسيطر عليه الرجال، وتكون قادرة على تحمل القتال النبيل.
 أنا أيضا أريد أن أقول أن النقابة هي مدرسة حقيقية لاقتحام عالم السياسية.
نجية مالك: الأولى
نجية مالك أول امرأة تنال منصبا قياديا في  منظمة نقابية وطنية، الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ، كما أنها المرأة التي ناضلت من أجل أن يصير للمرأة دورها ومكانتها القيادية داخل النقابات، واستطاعت ذلك بفضل عزيمتها وقوة إرادتها بدأت مسيرتها مع اتحاد طلبة المغرب بالقنيطرة، ثم انضمت بعد ذلك إلى صفوف الاتحاد الاشتراكي في بداية السبعينيات
تحكي المناضلة النقابية نجية مالك عن مسارها النقابي وبداية العمل : « قررت الانضمام إلى الاتحاد الوطني لطلبة المغرب مباشرة بعد ولوجي للجامعة بالرباط ، في بداية السبعينيات، و كانت تشهد وعيا طلابيا اديولوجيا، وهي فترة كانت مهمة بالنسبة للطلبة الذين مروا من الجامعة آنذاك، حيث كان هناك مدا على المستوى الفكري، والفعلي «. وتضيف أول امرأة انتخبت في المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل : « بدأت أشتغل رغم عدم تكويني في المجال النقابي، ولكن كان هدفي هو الانخراط فيما هو جماهيري، وكان تيار «الجبهة « بالجامعة هو الأكثر جماهيرية ، والذي كان يضم تيار إلى الأمام وحركة 23 مارس، وبدأنا العمل من أجل حقوق الطلبة بشكل عام، وأتذكر حدثا يبقى الأبرز بالنسبة لي في هذه المرحلة، هو عندما تم اعتقالي  في السنة الثانية في كلية الآداب تخصص فلسفة مع عدة مناضلين، ولم أستطع حينها إتمام دراستي لأنني طردت من الجامعة ومن المدرسة العليا للأساتذة التي كنت أدرس فيها بموازاة دراستي الجامعية، وانتهت تجربتي النضالية بالجامعة مباشرة بعد تعييني أستاذة بمراكش. ورغم كونها تجربة كانت قصيرة، لكنها تركت آثارها من خلال التجذر والراديكالية على المستوى الفكري والمبادئ التي آمنت بها طيلة مساري «.
 وتعيد نجية مالك شريط ذكرياتها حول بداياتها وعيها النقابي وتحكي : « تربيت في أسرة مناضلة، أبي كان منخرطا في الاتحاد المغربي للشغل، وأسرة والدتي كانت كلها من المقاومين الذين ساهموا في محاربة الاستعمار الفرنسي، واعتقلوا وعانوا الكثير، إذن كانت هناك إرهاصات التربية، وكان الجو الذي ترك آثاره في تكويني ».
وتروي نجية حول اول اعتقال لها « الإعتقال جاء بعد تظاهرة نظمت بالرباط في حي يعقوب المنصور، ومع الأسف تدخلت الشرطة، حينما رفع الطلبة شعار المواجهة المواجهة، وبدأوا برشق الشرطة بالحجارة، فأصابت الحجارة سيارة الشرطة والتي  كان بداخلها شرطي مريض بالقلب الذي توفي مباشرة بأزمة قلبية على إثر الصدمة، ، وكنت أنا من بين 5 طالبات تم اعتقالهن، من المدرسة العليا للأساتذة التي كنت أقيم فيها، بعد أن  تمت محاصرتها من طرف قوات الأمن، وقد اعتقلن بعض الطالبات وهن عاريات، كن حينها داخل الحمام، اقتادونا إلى مركز الشرطة، وأودعونا القبو، وقضينا بداخله مدة تتراوح بين 16 إلى 20 يوما، وبعدها طلبوا منا التوقيع على وثيقة نلتزم فيها بعدم تنظيم أو المشاركة في المظاهرات، أو الاضرابات، فلم نوقع، وأطلقوا سراحنا نحن الفتيات عشية ذاك اليوم، واحتفظوا بالذكور، و بتنا تلك الليلة عند إحدى قريبات العائلة، وفي الصباح، اشترينا موادا غذائية بما تبقى لدينا من نقود، وعدنا إلى مركز الشرطة وادخلنا الأكل والسجائر إلى باقي المساجين، وكنا نطل عليهم من نافذة حديدية صغيرة ونحييهم بتحيات نضالية، وقال لنا حينها شرطي بالمركز، لم يسبق لأحد أن خرج من مركز الشرطة وعاد إليه في الصباح وهذا دليل على أن النساء إذا تبنوا قضية يشتغلن عليها بقلوبهن، اذن هذه هي ظروف الإعتقال التي لم نتعرض خلالها للمحاكمة ، لكنها ساهمت في تحديد مساري التكويني، إذ أنني لم أستطع اتمام دراستي الجامعية، إلا بعد سنوات.
وتضيف نجية مالك :» التحقت بالاتحاد المغربي للشغل، حيث لم أجد حينها أي إطار نقابي يتوافق مع قناعاتي، فاشتغلت في هذا الاتحاد لمدة شهرين، فلم أجد نفسي فيه، والتحقت بالنقابة الوطنية للتعليم 1962 ، التي ستكون مساهمة الى جانب قطاعات في تأسيس ، الكنفدرالية الديمقراطية للشغل ، ومنذ البداية تحملت المسؤولية بالمكتب المحلي للنقابة بمراكش، وفي تلك الفترة ولكوننا في سن الشباب، كنا كلنا حماس و على استعداد وبثقة كبيرة للعمل النقابي والسياسي، من أجل تغيير أوضاع البلاد. وفي سنة 1975، حضر زوجي لمؤتمر الاتحاد الاشتراكي بحكم انتمائه للحزب، وعند عودته أحضر لي وثائق المؤتمر، التي كانت توضح فكره الاديولوجي، لأنني كنت أحرص على معرفة المرجع الإديويلوجي قبل الالتحاق بأي تنظيم، وهذا المؤتمر الاستثنائي كان نقطة تحول في مسار الحزب من الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، إلى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يعني متبنيا المرجعية الاشتراكية، فقضيت أسبوعا في مطالعة الوثائق، ومناقشة زوجي وأصدقائه، فانتهى بي المطاف إلى قناعتي بالانضمام إلى الحزب، لأني كنت أؤمن حينها بعدم إمكانية العطاء والانتاج من دون الانتماء إلى تنظيم سياسي مشروع، فتأكدت أن حزب الاتحاد الاشتراكي كفيل بأن يضمن لنا هامشا من التحرك وفق مبادئي التي آمنت بها، فبدأت أشتغل في هذه السنة بالحزب والنقابة في ذات الآن، وكان نوعا من التقارب والتكامل بينهما، لأن الحزب القوي حسب معتقداتي يجب أن تكون له امتدادات اجتماعية واسعة، والنقابة تساهم في تشكيل هذا الامتداد وفق تقارب الهوية والاستراتيجية».
وخاضت النقابة الوطنية للتعليم اضراب 10-11 ابريل التي ستعتقل نجية مالك باعتبارها مسؤولة في المكتب المحلي بمراكش وتحكي عن هذه الفترة :» سيتم اعتقالي عشية الاضراب، وكنت « حبلى « باعتباري من بين المسؤولين عن الإضراب، رغم أنني لم أعد حينها مسؤولة بالنقابة، حيث تخليت عن المسؤولية أثناء الحمل، ورغم ذلك اعتقلوني أنا و5 مناضلين آخرين من ضمنهم زوجي، وكنت قد تركت ابنتي ذات الثلاث سنوات بالبيت مع الخادمة، التي أخبرتها بأننا مسافرين إلى ضيعة في مدينة أخرى، واوصيتها في حالة تأخرنا بالذهاب إلى بيت أبي، ومن حسن الحظ لم يدم الاعتقال سوى ليوم واحد، واطلق سراحنا، بعدما أجبرونا على إمضاء وثيقة، تلزم اعتقالنا في حالة ما نجح الاضراب بمدينة مراكش، بعد ذلك غيرنا مسكننا واستمرينا في توزيع مناشير الاضراب، ونجح الاضراب بنسبة 90 في المائة بمدينة مراكش، ولم يعتقلونا، بينما اعتقلوا أشخاص غيرنا لا علاقة لهم بالإضراب.
وتختم المناضلة نجية مالك : « اشتغلت في الاتحاد الاشتراكي وفي الكنفدرالية الديمقراطية للشغل بصدق، وبكل جوارحي، وبجميع امكانياتي، فكنت منخرطة، مناضلة أشتغل على عدة واجهات، وأي مسؤولية أنيطت بي، أتفانى فيها، واستمر العمل الذي استهدف الجماهير الاشتراكية، لأن الارتباط القوي الذي كان يجمع الحزب بالكنفدرالية الديمقراطية للشغل، يكمن في مساندة الحزب لنضالات الكونفدرالية عندما تقوم باحتجاجات عن الأوضاع الاجتماعية .
وتعتبر محمد نوبير الاموي قائد وزعيم وتضع فيه ثقة كبيرة .
أمال العمري: الوجه الناعم
للعمل النقابي
أمال العمري، المرأة الحديدية داخل الاتحاد المغربي للشغل، حاصلة على دبلوم الدراسات المعمقة في المالية العمومية والضرائب، ودبلوم من معهد التأمينات بباريس، بدأت العمل النقابي من خلال قطاع البنوك سنة 1995.
نعومة وقوة شخصية، هدوء وقوة، قناعة ومرونة... آمال العمري، عضو مكتب لجنة القطاعات الاجتماعية بالبرلمان، ربما لا تعرف ذلك، لكن كل هذه الخصال مجتمعة تؤهلها للدفاع عن حقوق العمال، ولو أنه إلى جانب تكوينها القانوني، لاشيء كان يؤهلها لقيادة وتدبير المسؤوليات الحالية. فهي اليوم كاتبة وطنية في الاتحاد المغربي للشغل.
ويجب الاعتراف أنه طيلة العقدين الأخيرين، راكمت المرأة الحديدية داخل الاتحاد المغربي للشغل خبرة حقيقية في المجال النقابي. لكن أمال العمري تقول إنها تدافع عن قيم كونية فقط.
رأت النور في العاصمة الاسماعيلية مكناس، وخلافاً للفكرة الشائعة التي تفيد بأن النساء تكرهن الكشف عن سنهن، تؤكد أمال أنها من مواليد مارس 1960، من أب أستاذ اللغة العربية وأم ممرضة، كبرى ثلاثة إخوة تربت في بيئة مؤمنة بفكرة أن التحصيل الدراسي هو المصعد الاجتماعي الديمقراطي، إلى درجة أن والديها لم يتعبا كثيراً في مراقبتها عن قرب خلال مسارها الدراسي.
في ثانوية عمر بن الخطاب بنفس المدينة، حصلت على الباكالوريا آداب عصرية سنة 1977. ولم يُغر الشابة الحالمة، العمل السياسي داخل الأحزاب السياسية ولو أنها متعاطفة سياسياً على الأقل في البدايات مع اليسار. بعد حصولها على دبلوم في القانون العام سنة 1982، سافرت إلى فرنسا من أجل إعداد دبلوم للدراسات المعمقة في المالية العمومية والضرائب بجامعة باريس II، بعد إتمام هذه الدراسات بنجاح، دخلت معهد التأمينات بباريس التابع لجامعة السوربون، حيث حصلت على الدبلوم سنة 1987.
تحتفظ آمال العمري بذكرى فترة حياتها في فرنسا أنها عاشت بدون منحة ومارست عدة أعمال صغيرة قبل أن يتم تشغيلها في المصلحة القانونية لإحدى فروع شركة طومسون. لم تكن مستعدة تماماً للعودة إلى المغرب سنة 1994 لولا وفاة أخيها. وانطلاقاً من ذلك التاريخ، أخذت الأمور في حياتها مساراً آخر. بداية تم توظيفها سنة 1995 في أبي إن أمرو بنك سابقاً الذي تم إدماجه في بنك BMC، ولكن منذ وصولها الى البنك، وجدت على مكتبها ملفاً ساخناً، ويتعلق الأمر بملف كوديور المغرب. الحدث الثاني هو اهتمامها الخاص بالشأن النقابي. ويجب الاعتراف أنها برزت في هذا المجال بشكل مقنع، لأن الاتحاد النقابي المهني للأبناك قرر منها تفزعا لدى الاتحاد المغربي للشغل لتخصص كل جهدها للدفاع عن مصالح العمال. كان ذلك بداية لمسار متميز في خدمة عمال القطاع البنكي بشكل خاص والقطاعات الأخرى بشكل عام.
في البداية، اشتغلت حول إشكاليات تتعلق بالمساواة المهنية. وتدريجياً طورت خبراتها في الميدان وتحملت مسؤوليات أهم وأكبر قبل أن تصبح مسؤولة قسم الدراسات القانونية والاجتماعية والاقتصادية داخل الاتحاد المغربي للشغل. منصب حساس ستكون من خلاله في الواجهة وفي علاقة مباشرة مع الشركاء الاجتماعيين الآخرين. وهكذا كانت طرفا فاعلا في كل المفاوضات الحاسمة والكبرى بالنسبة لعالم الشغل سواء تعلق الأمر بالتأمين الصحي الاجباري أو التوقيت المستمر أو توسيع خدمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لتشمل عمال القطاع الفلاحي في الواقع مهامها ومسؤولياتها متعددة ومتنوعة عضو سابق في مجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وهي حالي عضو في اللجنة التقنية المكلفة بإصلاح أنظمة التقاعد وعضو لجنة الحوار الاجتماعي وكذا مجالس إدارات الوكالة الوطنية للتأمين الصحي والصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي.
ومن خلال مشاركتها بإسم الاتحاد المغربي للشغل في الاعداد لمسيرة المرأة سنة 2000 ستتوضح لدي آمال لرؤية على المستوى الدولي، وهي أيضا منسقة لجنة المرأة داخل الاتحاد المغربي للشغل ونائبة برلمانية منذ 2007 بإسم حزب التقدم والاشتراكية وكانت واحدة من ثلاث نساء نائبات بالبرلمان آنذاك كما أنها عضو في لجنة القطاعات الاجتماعية وتشتغل صحبة أعضاء اللجنة على النص القانوني الخاص بوكالة مكافحة الأمية كما اشتغلت عن ال نص الخاص بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي أو كذلك حول قضية تمديد تدبير المصحات من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أو الصيدلية من طرف CNOPS.
آال العمري، التي تشتغل بأجندة ملئية بالمواعيد لا تتوقف عن العمل وتنشيط العديد من الندوات والمشاركة في المنتديات النقابية كما تقدم خدماتها للمركز الأورومتوسطي للوساطة والتحكيم (CEMA).
بديعة الصقلي: المؤسسة
المناضلة القوية والجريئة بديعة الصقلي، ابنة مدينة الدارالبيضاء، أستاذة جامعية، من مؤسسي النقابة الوطنية للتعليم العالي في السبعينات، ناضلت من أجل تحسين التعليم الجامعي وتطوره وجعله يكون في المستوى. وكانت من المؤسسين للمنظمة المغربية لحقوق الانسان بداية الثمانينات، ناضلت أيضا من أجل حقوق الانسان بالمغرب، ثم في صفوف حزب القوات الشعبية منذ بداية تأسيسه، وواكبت جميع محطاته النضالية، وأدت ضريبة النضال بالشجاعة المعروف بها. كانت من المؤسسين للقطاع النسائي الاتحادي، وكانت أحد أبرز المؤطرين للقطاع. كانت ثاني امرأة تنتخب وللأول مرة نائبة في البرلمان عن الفريق الاتحادي في التسعينات.
فوزية اكديرة: القوة الهادئة
ولدت السيدة فوزية اكديرة في 4 دجنبر 1948 بالرباط.
حصلت السيدة فوزية اكديرة على دكتوراه الدولة في الفيزياء (سنة 1985، معهد فرنسا) كما تتوفر على دبلوم للدرسات المعمقة من جامعة محمد الخامس بالرباط (1977) وعلى الإجازة في العلوم الفيزيائية من جامعة كرونوبل (فرنسا، 1970).
السيدة اكديرة أستاذة جامعية، و هي الكاتبة عامة للنقابة الوطنية للتعليم العالي. وعضوة بالشبكة الوطنية للفيزياء النظرية وعضوة بجمعية البغدادي للعلوم الدقيقة والجمعية الدولية للفيزياء الرياضية ومنظمة Third World Organization for Women in Sciences والمركز الدولي للفيزياء النظرية بترييست (إيطاليا).
علاوة على ذلك، أكديرة عضوة نشيطة في العديد من الجمعيات من قبيل المجلس المركزي للجمعية المغربية لدعم الشعب الفلسطيني واللجنة الوطنية لدعم الشعب العراقي والمكتب المركزي لجمعية الأعمال الاجتماعية للأساتذة الجامعيين ولتكوين الأطر.
وفي حوار مع جريدة الشروق قالت اكديرة:
انتخابي لقيادة النقابة الوطنية للتعليم العالي، التي أتشرف اليوم بتحمل مسؤولية الكاتب العام داخلها، هي نقابة مواطنة ستحتفل السنة المقبلة بذكراها الخمسين ولا يجب أن تمر هاته الفرصة دون أن أذكر أسماء وطنية ذات صيت علمي وأخلاقي ونضالي، تحملت مسؤولية الكتابة العامة لهذا الإطار منها الأساتذة عبد الواحد الراضي، عبد الرحمن القادري، عبد المالك الجداوي، العايدي الحنبالي، عبد القادر باينة، عبد الرزاق الدواي، حفيظ بوطالب، إدريس العراقي... ولأول مرة في التاريخ النقابي للتعليم العالي في العالم العربي والافريقي وأغلب الدول الأوروبية والأمريكية تتحمل فيه أستاذة جامعية هي الأخت فوزية اكديرة مسؤولية الكتابة العامة، ودعني أخبرك وعبرك الرأي العام بأن التجربة كانت غنية ومفيدة، اليوم أنا أتحمل مسؤولية الكاتب العام لنقابة التعليم العالي. وقراءتي لهذا الانتخاب هو أنه تكليف وليس تشريفا وأنا أعلم وزملائي الأساتذة أن هاته المسؤولية ليست بالهينة ولكني أتحملها وأنا أدرك أن الأساتذة الأعزاء بكل مؤسسات التعليم العالي سيدعمون عمل الأجهزة الوطنية للنقابة الوطنية للتعليم العالي وسنعمل بديمقراطية التعليم العالي ومراكز البحث وبشفافية وبإرادة وطنية لحل كل المشاكل التي تطرح في مؤسسات التعليم العالي.
إذن وباختصار قراءتي بسيطة لاختياري على رأس النقابة، الأساتذة اختاروا جهازا وطنيا سيعمل بروح جماعية تذوب فيها كل الحسابات الضيقة والصغيرة المعلومة والخفية متمنيا أن أكون في مستوى ثقة الزملاء وانتظاراتهم.
إن تجربتي البسيطة أنا الذي تحملت المسؤولية في إطار النقابة الوطنية للتعليم العالي محليا وجهويا ووطنيا منذ سنة 1991 علمتني أن العمل النقابي الخالص ليس بالضرورة إملاءات حزبية ضيقة، إن العمل النقابي هو دفاع عن الجهة التي تمثلها ولا يمكن أن يكون غير ذلك، صحيح أن ثمة علاقات بين النقابي والسياسي والحزبي، ولكن كل عمل مسؤول يجب أن يكون فيه بين العمل النقابي والسياسي/الحزبي مسافة مذكورة.
وهذا لا يعني الاستقلال أو الاحتواء بل يعني نضج النقابي ونضج السياسي وهذا ممكن.
إن المسافة بينه أمر ضروري وهذا ما نعيشه اليوم في النقابة الوطنية للتعليم العالي.
خديجة الزومي : الوفية
التحقت بالعمل النقابي بالضبط سنة  1986 واصبحت اول امرأة كاتبة فرع الجامعة الحرة للتعليم بسلا وكان الى جانبي ثلة من الاخوة والاخوات بتعاونهم جميعا كونا فريقا وكان هذا الفريق يتميز بكل المواصفات التي يمكن ان توفر له السمات الاساسية للنجاح من انسجام وتفان ووفاء مما عبد الطريق امام تجربة لها ما لها وعليها ما عليها شانها شان كل التجارب.
وعن انتخابها في المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين تقول خديجة الزومي :»
بعد نضال مستميت وتحديات بالجملة داخل عالم رجولي بامتياز،عالم له طقوسه وادبياته،، جعلني ادخل في دوامة عالية من التحدي ، علما اذا سلمنا بان العمل النقابي ليس كالعمل السياسي او الجمعوي،فقط لا يعرف التوقف، ولا يقبل بالفواصل فالنقابي في نظري كطبيب المستعجلات لا يمكن ان يخضع حياته لاجندة بل يعيش المفاجأة في أرقى صورها،.
فخضت صراعا مريرا مع كل وصفات المعاناة من العنف الذي يمكن ان يصادف امرأة تواجه سياقا ذكوريا بامتياز توج بانتزاع سبق لا زلت اعتز به وهو ان اصبحت كاتبة جهوية بالرباط ،.  
ومن هنا جمعت كل المهارات ولملمت اجزاء الكفاءة بالمعاناة اليومية والعرق والكد وثملت من كؤوس المرارة والعنف والنظرة الدونية التي كانت تلاحقني حيث لا زالت بعض الجمل ذات الحمولة الاحتقارية تشوش مسمعي، انها امرأة ، كيف نقبل بهذا المسخ ونتركها على راس التسيير . وهناك من انزوى وهناك من تفنن في صياغة أساليب الاحتقار والامتهان. ولكن بعد فترة وجيزة الفت الدرب والفني مرتادي الدرب ،، وتماهت مسالة النوع وحل محلها الحديث على القدرة والصبر والكفاءة . حتى اصبحت عاجزة على ان أتصور نفسي خارج هذا الإطار ، وفي سنة 1994 ألحقت بالمكتب التنفيذي للاتحاد العام وهنا اقر انني انتشيت كثيرا لاني تميزت داخل فضاء اقل ما يقال عنه انه ليس بالهين ،.وتيقنت انه غير مستحيل ان تصبح المراة في القيادات النقابية لاصبح عضوا منتخبا في المؤتمر الوطني سنة 1997 لا سيما ان السياق الدولي اصبح  يفرض ألثمتيلية  النسائية في الوفود النقابية والمؤتمرات الدولية خصوصا لمناقشة القضايا النسائية في عالم الشغل ، كمسألة التساوي في الأجر واحترام ساعات الرضاعة وإجازة الولادة والعمل الليلي بالنسبة للنساء والعمل في المناجم ومسألة التحرش الجنسي او الملاحقة في فضاءات العمل والإجهاض القسري الذي يمارسه أرباب العمل على اليد العاملة النسائية لضمان المردودية. وهكذا يبقى لي الفخر في المساهمة وإثراء النقاش في هذه القضايا في المحافل الدولية الى جانب أخوات بل وجوه نقابية رائدة من نقابات اخرى كآلات نجية ملاك والمر حومة حليمة والأخت امال العمري وثرية لحرش ويمكن اعتبار هذه الوجوه هي الرعيل الاول الذي قاد النضال داخل درب النضال بمعنى النضال من اجل ألثمتيلية النسائية داخل القيادات النقابية في الزمن الذي لم يكن المشهد النقابي يتحمل ثانيثه البثة
وفي سؤال عن الشخصية التي كانت من وراء التحاقك بالعمل النقابيتقول الزومي :»
في الحقيقة هناك عوامل متعددة، اولا ان طبيعتي حملت جينات النضال إذ كنت منذ الصغر ارفض كل ما من شانه ان يقلل من شان المرأة امام الرجال ، كنت أتساءل دوما ما معنى ان يأكل الرجال وما يبقى تعاد صياغته للنساء؟؟؟كنت  اتضامن تلقائيا مع أمي امام صورة السي السيد التي كانت مثار أسئلة كثيرة طبعت حياتي. كما ان بعض الأساتذة الأجلاء درست على ايديهم اثروا في مساري وفي انتمائى،وكان مثلي الاعلى في النقابة الاخ المناضل عبد الرزاق افيلال انه شخصية طبعت حياتي بشكل كبير وانا مدينة له بالكثير.وسابقى  عاجزة عن التعبير عما يخالج مشاعري فجزاه الله عني خيرا ...
وخارج الاتحاد العام فاني احترم كثيرا كاريزمية المرحوم المحجوب بن الصديق وطريقة الاموي .
وعن التحدي الذي واجهته الزومي تقول :» كوني أنثى كان في البداية عائقا كبيرا، طبيعتي الغيرالاستسلامية كا نت عائقا . امرأة لا أومن بالولاءات غير المبررة كان عائقا،كوني طموحة كان مثار مشاكل متعددة على راسها فبركة الأكاذيب والروايات وإلصاق التوصيفات لوضع كليشيه لامرأة عنيفة صدامية لمسح الصورة الحقيقية وهي كوني امرأة ذات طبع قوي مطبوع بمداد النضال مما جعلني لا اقبل أنصاف الحلول ، امرأة أحاول ان افهم الملفات التي  اتحاور من اجلها، وأحاول ان أحسن أدائي بالإنصات ،و الثمتل الحقيقي للقضية كيفما كانت ،هذا لا يعني انني لا أخطئ فمن لا يخطئ غير موجود على الاطلاق  . ... اما الان فلم اعد أبالي بما يقوله الاخر لأنني تنبهت انني أصغيت كثيرا للآخرين ومن حقي ان أصغي لذاتي ولقناعاتي .اريد ان امارس  حقي في التأمل والإنصات لذاتي فهي احق ان أصغي لها .... فلطالما ظلمتها ..... ثم لا بد ان نصابر ونجاهد لأننا كنساء في كل القيادات النقابية مدعوات لوضع استراتيجيات استشرافية لضمان ثمثيلية منصفة للنساء في القيادة وفي كل الهياكل علما ان الجميع لا يتحدث على النساء النقابيات ولا احد يدعمهن وحين يتحدث عن النساء فالأمر يحصر في السياسيات وهذا شيء لا يخيفني ولا يثير حفيظتي بقدر ما يجعلني أومن ان المرأة النقابية لن تقبل بالميز ولن تقبل بان تسميه إيجابيا لانها خلقت لتحارب كل اشكال الميز وستبقى مناضلة من اجل ان تصل لأي منصب بالاستحقاق ، فانا شخصيا ارفض اي شيء يعطى الي لأنني أنثى فقط لان اكون أنثى ليس دبلوما ولكن لأني استحقه . من هنا حين اقول بانصاف النساء فذلك بناء على الكفاءة والاداء والتواجد والاستحقاق والحمد لله فالنساء المغربيات سياسيات او نقابيات او تقنوقراطيات فيهن من تتوفر فيهن الكفاءة والقدرة والاستحقاق فلا بد من أنصافهن  ولن يتأتى ذلك الا بالنضال ودربه لا يعرف الازدحام 
وعن سؤال حول القدوة النسائية التي تركت بصمات تجيب قيادية في الاتحاد العام للشغالين :» في الحقيقة أنا امام سؤال محرج لأني لم يكن لدي نموذج متكامل لامرأة قيادية داخل الاتحاد العام فكنت امام محاولات اما الم تنضج بعد او غادرت في البداية علما ان القواعد العريضة داخل جميع النقابات هن نساء والقيادات الذكورية غالبا ما كانت تستعين بالنساء الا ان النساء كن غائبات على مستوى القيادة ولكن هذا لن يعفيني باني ثارت كثيرا بالأخت العزيزة خناثة بنونة من خلال كتاباتها المناضلة 
سعيدة المنبهي: الشهيدة
ولدت سعيدة المنبهي في حي شعبي من أحياء مدينة مراكش في شهر سبتمبر من سنة 1952، بعد حصولها على الباكالوريا التحقت بشعبة الأدب الإنجليزي بكلية الآداب بالرباط، وناضلت في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (أوطم) و تزامنت هذه الفترة (1972-1973) مع الحظر التعسفي للمنظمة الطلابية من طرف الدولة المغربية.
التحقت بعد ذلك بالمركز التربوي الجهوي و تخرجت أستاذة بالسلك الأول بعد سنتين من التكوين، ودرست اللغة الإنجليزية بإحدى المؤسسات بمدينة الرباط حيث ناضلت في صفوف الإتحاد المغربي للشغل ثم انضمت لمنظمة «إلى الأمام» الثورية .
اختطفت سعيدة المنبهي في 16 يناير 1976 بمعية ثلاث مناضلات أخريات بعدما داهم زوار الليل بيتها كبلوا يديها و وضعوا عصابة على عينيها، وقضت 3 أشهر بالمركز السري درب مولاي الشريف الشهير، حيث كانت تتعرض لأبشع أشكال التعذيب الجسدي والنفسي، ثم نقلت في شهر مارس إلى السجن المدني بالدار البيضاء ، ليحكم عليها بخمس سنوات سجنا نافذة بتهم عديدة من ضمنها المس بأمن الدولة، بالإضافة لسنتين «لإهانة القضاء» وفرض عليها مع رفيقتيها فاطمة عكاشة وربيعة لفتوح العزلة بالسجن المدني بالدار البيضاء.
خاضت سعيدة المنبهي بمعية عدد من المعتقلين والمعتقلات مجموعة من الإضرابات عن الطعام توجت بالإضراب اللامحدود عن الطعام وذلك لسن قانون المعتقل السياسي وفك العزلة عن الرفيقات وعن المناضل إبراهيم السرفاتي، وهو الإضراب الذي دام 34 يوما نقلت بعدها إلى المستشفى، ومنع عنها تناول الماء والسكر، لتفارق وبسبب الإهمال الحياة يوم 11 ديسمبر 1977 بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء وهي في سن 25 سنة لتخط بدمائها آخر قصائد الوفاء «سأموت مناضلة».
لم يكن السجن ليحد من عزيمة سعيدة المفعمة بالثورية، قاومت برودة الأرض التي تلتحفها في زنزانتها وعوضته بدفيء ما كانت تكتبه من شعر، كانت تؤمن أن تحرر المرأة لن يتأتى إلا بانخراطها في النضال التحرري العام من طوق الديكتاتورية والاستبداد والاضطهاد. كانت على اتصال بالسجينات في السجن حتى المعتقلات منهم ضمن قضايا الحق العام للتعرف على أوضاع اعتقالهن، اقتربت ممن احترفن الدعارة وأنجزت تحقيقا ودراسة عن الأسباب الحقيقية الاجتماعية والمادية التي دفعتهن لذلك بل وكتبت من أجلهن قصيدة «فتيات اللذة»، واعتبرتهن نساء مضطهدات من محيطهن ومن قبل الرجال المستغلين لأجسادهن من قبل النظام السياسي الذي ألقى بالمجتمع في أحضان البؤس والفقر وبالتالي من الطبيعي أن تكون هناك دعارة، مادامت هناك أزمة على جميع المستويات .
لا زالت كلماتها حاضرة في وجدان كل حر، ولا زالت رسائلها إلى والدتها وأفراد عائلتها تتردد على ألسنة من عرف سعيدة المنبهي عن قرب. كتبت لوالديها من جحيم الاحتجاز «أبواي الأعزاء» في الوقت الذي سأقضيه بعيدة عنكما أرجوكما ألا تتألما من اجلي، إن حياتي كما قلت لكما في رسالتي السابقة تستمر وتستمر، لاشيء يخيفني .. إن شعوري نحوكم يزداد تأججا، إلا أنني لاحظت لدى أمي لحبيبة في الزيارة شيئا من القلق.. أبواي الأعزاء « في الوقت الذي سأقضيه بعيدة عنكما أرجوكما ألا تتألما من اجلي، إن حياتي كما قلت لكما في رسالتي السابقة تستمر وتستمر ، لاشيء يخيفني .. إن شعوري نحوكم يزداد تأججا ، إلا أنني لاحظت لدى أمي لحبيبة في الزيارة شيئا من القلق وأريد من جديد أن أتوجه إليها لكي تعيد ثقتها بي، وبالمستقبل المشرق، أمي يجب أن تثقي أن وجودي في السجن لايعني بالضرورة حرماني من الحياة، إن حياتي لها عدة معان، إن السجن مدرسة وتكملة للتربية، لهذا أريد منك وكما عهدناك دائما أن تكوني شجاعة، قادرة على مواجهة كل متاعب الحياة».
لا يزال الجميع يستحضر أدبها الثوري وكلماته ذات الوقع الذي يؤجج المشاعر:» تذكروني بفرح فأنا وان كان جسدي بين القضبان الموحشة فان روحي العاتية مخترقة لأسوار السجن العالية وبواباته الموصدة وأصفاده وسياط الجلادين الذين أهدوني إلى الموت. أما جراحي فباسمة، محلقة بحرية، بحب متناه، تضحية فريدة، وبذل مستميت» تقول سعيدة التي اغتيل فيها الأمل من أجل إشراقة وطن.
زهرة أزغار: الأم
الحاجة زهرة أزغار، تربت بحي شعبي بكاريان سانترال بالحي المحمدي بالدارالبيضاء، وهي مناضلة نقابية، التحقت كعاملة بالمعمل، رفقة أختها المرحومة جميعة، ووالدتها المرحومة عائشة الباهية، بأحد معامل التصبير، في فترة ما بعد الإستقلال، كما انخرطت في صفوف نقابة الاتحاد المغربي للشغل، حيث كانت أمها ممثلة نقابية للعاملات. كانت مناضلة في حزب القوات الشعبية، تعرضت للاعتقال في سنوات الرصاص، رفقة شقيقها وأختها المرحومة جميعة، كما تعرضت للتعذيب في درب مولاي الشريف رفقة الشهيد عمر بنجلون، وفي الكوربيس، كما زارت بعض المعتقلات السرية، فيما يعرف بقضية الشهيد عمر دهكون. بعد خروجها من السجن التحقت كعاملة في النظافة وانخرطت في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، واستمرت في نضالها إلى أن تقاعدت عن العمل.
زهراء طراغة: الجمعوية
المناضلة الجمعوية الفاضلة زهراء طراغة، بصمت مسيرتها الجمعوية المشهد التربوي بالمغرب، وقدمت خدماتها المتعددة لفائدة الطفولة والشباب، وكرست حياتها للدفاع عن مختلف القضايا المرتبطة بقطاع الطفولة والشباب، مدافعة دوما عن العمل التطوعي، وعن فضاءات الطفولة والشباب، تعرفها دور الشباب بمساهماتها المستميتة في الدفاع عن قضايا الطفولة. فهي من مؤسسات الجمعية المغربية لتربية الشبيبة. كانت المسؤولة الوطنية ب «لاميج» بالدارالبيضاء، وعضوة اللجنة الادارية والكاتبة العامة للجمعية سابقا. تحملت المسؤولية كعضو نشيط داخل المكتب الاقليمي للنساء الاتحاديات بالدارالبيضاء سنة 1992، طراغة إنسانة رقيقة كانت مواظبة على تنظيم النساء وتأطيرهن لإيمانها بالقضية النسائية وبأهمية دور المرأة في البناء الديمقراطي والتنموي. وقد عرفت بقدرة كبيرة على الإنصات والحوار والإقناع والتفاوض، كانت تدبر الاجتماعات برزانة متناهية وحنكة كبيرة دون تشنج أو انفعال فكسبت بذلك احترام الجميع. كانت معروفة بأم الأطفال واليتامى والمتخلى عنهم وتحمل لقب «ماما طراغا»، نظرا لما كانت تتميز به من حنان وعطاء تجاه الطفولة والشباب، تقلدت عدة مسؤوليات تربوية كانت آخرها مندوبة الشبيبة والرياضة بدرب السلطان الفداء قبل أن تحال على التقاعد. توفيت يوم فاتح دجنبر 2010، بعد معاناة مع مرض ألم بها لم يمهلها طويلا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.