حل وفدٌ مكوّنٌ من صحافيين ونشطاء إعلاميين مغاربة، بجانب جزائريين وتونسيين، مطلع الأسبوع الجاري، بالقدس في زيارة لإسرائيل جاءت إثر دعوة رسمية من وزارة خارجية الدولة العبرية، بغرض "التعرف على إسرائيل وعلى شعبها"، وفق تعبير الحكومة الإسرائيلية. وعلمت هسبريس أن الوفد المغاربي قام بزيارة مدينة القدس والمسجد الأقصى ومؤسسة "يد فاشيم"، لتخليد ذكرى ما يصفه الإسرائيليون ب"ضحايا الهولوكوست"؛ وهي الزيارة التي تضم في برنامجها أيضا المحكمة العليا والبرلمان الإسرائيلي "الكنيست"، حيث يلتقي الوفد مع عدد من النواب، بجانب اللقاء مع "صانعات سلام" من الإسرائيليات والفلسطينيات من مختلف الديانات، وهو ما أكده عوفير جندلمان، مستشار بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي والناطق باسم الخارجية الإسرائيلية. ونقلت وزارة الخارجية الإسرائيلية انطباع الوفد المغاربي، ونشرته على صفحتها الرسمية بموقع "تويتر" تحت وسم: "فرصة للتعرف على إسرائيل الحقيقية"، موردة أن الإعلاميين علقوا على زيارتهم للدولة العبرية بالقول: "جئنا لأن هذه هي فرصة للتعرف على إسرائيل الحقيقية بدون وساطة الإعلام"؛ الوزارة المُنظمة للزيارة، التي ليست الأولى من نوعها خلال الأشهر القليلة الماضية لوفود عربية، قالت إنها "تولي أهمية كبيرة لاستضافة وفود من الدول العربية استقوا معلوماتهم عن إسرائيل من إعلام عربي مُسيّس ينشر معلومات خاطئة عن إسرائيل". وأشار المصدر ذاته، على صفحته الرسمية، إلى أن أعضاء الوفود العربية يتعرفون، خلال الزيارات المنظمة في فترات مختلفة من السنة، على الواقع في إسرائيل "الذي يختلف تماما عن الصورة التي انعكست في الإعلام العربي"، مضيفة: "لا شك في أن هذا الطريق هو الأقصر للتعرف على الحقيقة من خلال ما تراه وما تسمعه، بلا وساطة وآراء مسبقة"، على حد تعبير الخارجية الإسرائيلية. وخلال الأشهر القليلة الماضية، ارتفعت وتيرة زيارة وفود مغربية، تضم إعلاميين وباحثين وناشطين، إلى إسرائيل، وبدعوة من وزارة خارجيتها؛ وهي التحركات التي تثير بعدها ضجة عارمة لدى بعض النشطاء المغاربة، الذين يرون في تلك الزيارات تطبيعا مع "الاحتلال الإسرائيلي"، وفق تعبيرهم. ففي نونبر من العام 2016، قام وفد صحافي مغربي مكون من سبعة أفراد، ضمنهم 5 نساء، بزيارة إلى تل أبيب، بغرض "إطلاع الصحافيين عن كثب على حقيقة الأوضاع في إسرائيل" و"تغيير الصورة السلبية التي تظهر فيها إسرائيل في المملكة المغربيّة". وبعدها بشهر واحد، أي في دجنبر الماضي، عاود وفد مغربي مكون من 16 فردا، منهم صحافيون وباحثون ورجال تعليم، الزيارة ذاتها والتي قادتهم لمؤسسات إسرائيلية رسمية، وإجراء لقاءات مع مسؤولين كبار في الحكومة الإسرائيلية. وفي مطلع العام الجاري، توجه وفد مغربي آخر، يضم باحثين وإعلاميين، إلى تل أبيب والقدس وحيفا، بدعوة من منظمة سياسية أسسها مجموعة من الإسرائيليين من أصول مغربية تدعى "TIKUN"، في سياق "تحقيق التقارب وتقوية العلاقات بين الشعبين المغربي والإسرائيلي، من خلال استغلال الروابط العاطفية التي تربط اليهود المغاربة في إسرائيل بالمغرب".