رغم الضجة العارمة التي أثيرت بشأن زيارة وفد يضم باحثين وإعلاميين مغاربة إلى إسرائيل قبل أسابيع قليلة خلت، عاود نشطاء زيارة الدولة العبرية بدعوة من منظمة سياسية هناك، حيث التقوا بوزراء إسرائيليين في مقر "الكنيست"، ويزورون القدس وحيفا وتل أبيب. وأفادت مصادر خاصة، في تصريحات لهسبريس، بأن الزيارة الحالية للنشطاء المغاربة جاءت بدعوة من مجموعة تيكون TIKUN، وهي منظمة سياسية أسسها مجموعة من الإسرائيليين من أصول مغربية، من بينهم مير بوزاغلو، وتترأسها حاليا أورنا باعزيز، المنحدرة من مدينة أكادير. وتسعى منظمة تيكون الإسرائيلية أساسا إلى ما تسميه "تحقيق التقارب وتقوية العلاقات بين الشعبين المغربي والإسرائيلي، من خلال استغلال الروابط العاطفية التي تربط اليهود المغاربة في إسرائيل بالمغرب"، فجاءت مبادرتها إلى دعوة نشطاء مغاربة عُرفوا بالمطالبة بالتطبيع مع إسرائيل. ويحضر عشرون ناشطا مغربيا، من بينهم الناشط الأمازيغي بوبكر أوتعديت، والمخرج والمنتج السينمائي مروان أيت عيسى، في ملتقى ماتروز في دورته الأولى، وذلك عبر بوابة اسطنبول، بعدما حصلوا على تأشيرة الولوج إلى تل أبيب بتسهيل من وزارة الخارجية الإسرائيلية، وفق مصادر الموقع. وتمتد زيارة الوفد المغربي أسبوعا كاملا إلى غاية يوم الأحد المقبل، تتخللها العديد من الأنشطة الثقافية والسياسية والسياحية، انطلقت بحفلة فنية من طرف المغنية الإسرائيلية المغربية الشابة نيطاع القيم، التي قدمت أغاني عملت على تجديدها من الريبرتوار اليهودي المغربي. وزار النشطاء المغاربة مقر المتحف اليهودي المغربي، ومعارض فنية للتصوير الفوتوغرافي نظمها فنانون يهود من أصول مغربية، كما سيزورون كلا من القدس وحيفا وتل أبيب، ويلتقون بممثلي ما يسمى "الأقليات الإسرائيلية"، من قبيل الأحمديين والأراميين والدروز. وفي الشق السياسي، وفق مصادر هسبريس، زار الوفد المغربي أمس مقر "الكنيست"، حيث التقى شخصيات إسرائيلية من أصول مغربية، يتقدمهم عمير بيريز، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، وإيلي معلوف، رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بالكنيست، وياكوف مارجي، وزير التربية والثقافة والرياضة، وأيوب كارا، وزير التعاون الإقليمي، إلى جانب برلمانيين. وتبعا لمصادر الجريدة، فإن النشطاء المغاربة سيقومون بزيارة يوم السبت المقبل إلى مدينة سديروت، التي تتواجد فيها جالية يهودية مغربية كبيرة، حيث سيتم استقبالهم من طرف عمدة المدينة، والاحتفال جماعة بما يسمى "يوم شباط"، وهو عيد يهودي، وبالسنة الأمازيغية الجديدة في مقر بلدية سديروت. زيارة نشطاء مغاربة إلى إسرائيل تقابلها كل مرة أصوات وجمعيات تبدي رفضها الشديد ل"محاولات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي تحت غطاء التعاون الثقافي أو العلمي أو السياحي"، ومن ذلك مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، التي دعت صراحة إلى محاكمة المغاربة الذين يزورون إسرائيل بتهمة "التخابر مع الكيان العدو". وسبق لهذه المنظمة أن وصفت زيارة نشطاء مغاربة إلى إسرائيل بكونها "تطورا خطيرا للغاية، انتقل إلى مرحلة تنبئ بتحول الظاهرة التطبيعية إلى مستوى يجعل منها تهديدا مباشرا وحيويا للأمن القومي المغربي"، منتقدة "تساهل ولامبالاة الدولة حيال ظاهرة التجنيد الاستخباري العلني والمباشر لعدد من وجوه الصهاينة والتطبيع".