تعرض نشطاء أمازيغيون لموجة هجوم غير مسبوقة. لم يتوقف الأمر عند حد السب والقذف، بل تعدى ذلك إلى التخوين والاتهام بالتطبيع وبالعمالة للمخابرات الإسرائيلية. هم يعتبرون أن تلك الجهات معروفة «بتوجهاتها القومية والأصولية»، ويردون عليها بأن: «مصلحة المغرب أولى من أي التزام إديولوجي أو ديني أو قومي»، وأن «العقيدة الأصلية التي يجب أن تجمع بين المغاربة بمختلف دياناتهم ولغاتهم هي «عقيدة الوطنية» المتعالية عن كل عقيدة أخرى». الهجوم نفسه يتكرر كل مرة حين يقوم نشطاء مغاربة بزيارة لإسرائيل، خاصة أن العشرات من المغاربة من رجال السياسة والفن، يزورون ذلك البلد، الذي تقاطعة أغلب الأنظمة بالمنطقة، في نفس الوقت يقوم أعداد من مواطني تلك الدولة بزيارات للمغرب، دون أن تثير الجدل، فهم تربطهم علاقات وجدانية بالمغرب وأعدادهم تفوق المليون ونصف هجروا أو تم تهجيرهم في ظروف تاريخية معروفة. النشطاء الأمازيغيون، وهم عبد الرحيم شهيبي، وبوبكر أوتعديت، وعبد الله الفرياضي، والصحفي عبد النبي إيدسالم، وطلبة جامعيون وأساتذة في التعليم الثانوي والجامعي، عقدوا بمقر الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، الأربعاء المنصرم، اجتماعات مطولة مع مسؤولين إسرائيليين بغرض التباحث بشأن جملة من القضايا، أهمها قضية الصحراء المغربية ووضعية العلاقات المغربية الإسرائيلية، ومن بينهم «إيلي العلوف»، البرلماني ذي الأصل المغربي، ورئيس لجنة الأعمال الاجتماعية والصحة والشغل بالبرلمان الإسرائيلي. ورغم الهجوم عليهم إلا أنهم يعتبرون الزيارة مناسبة لخدمة القضية الوطنية، وأيضا المشاركة في فعاليات أيام دراسية حول الهولوكوست من أجل الوقوف على حجم المأساة التي تعرض لها اليهود عبر العالم جراء الممارسات النازية، ولتبيان الدور الطلائعي الذي لعبه الملك الراحل محمد الخامس لحماية اليهود من قانون نظام فيشي الفرنسي الاستعماري المتواطئ مع هتلر. كما تمت برمجة على هامش الأيام الدراسية لقاءات مع هيئات وفعاليات مدنية وسياسية يهودية من أصول مغربية، قصد التداول بشأن واقع ومستقبل ارتباطها ببلدها الأم، مع ما يتيحه ذلك من إمكانيات للتنسيق بشأن الترافع الإيجابي بخصوص القضايا الاستراتيجية للمغرب، لا سيما قضية الصحراء المغربية. أما عن الاتهامات الموجهة إليهم، وكما جاء على لسان الناشط عبد النبي إيدسالم، فإنه «ولى زمن الشحن بإيديولوجيات الحقد والكراهية»، وأن تهمة التطبيع «أسطوانة قديمة جدا ومتجاوزة»، ولذلك يدافع عن زيارته لإسرائيل بكون الهدف منها هو «بناء وصيانة مغرب يسع الجميع، مغرب يسكن قلوب كل الشعوب والأمم، لا مغرب ينفرون منه». أوسي موح لحسن