تحت تصفيقات متواصلة لأعضاء شبيبة حزب العدالة والتنمية، أعلن عبد الاله بنكيران، رئيس الحكومة المكلف بتشكيلها، أنه لن يسمح أبدا بانضمام الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية للأغلبية الحكومية، وقال: "إذا وجدتم أن الاتحاد الاشتراكي دخل الحكومة، فأنا لست بنكيران". وخلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني الثاني لشباب المجال القروي بالواليدية، شدد بنكيران على أن "الأمر يتعلق بكرامة شعب ومجتمع"، مؤكدا أن الملك اختاره رئيسا للحكومة، وأضاف: "إذا أراد الملك أن يغير رأيه، فليس لي ما أقول، هو ملكنا، لكن لا بد من احترام إرادة الشعب". واعتبر بنكيران أن "إدريس لشكر تسبب في تعطيل تشكيل الحكومة"، وقال: "حصلوا على رئاسة البرلمان، إيوا يْحشْموا شْويّة، وأوقفوا البلد لخمسة أشهر من أجل منصبين في الحكومة. في هذه الظروف لا يمكن"، وواصل انتقاده لكبير "الوردة" قائلا: "يقول إنه سيدافع عن القضية الوطنية إذا دخل الحكومة، عليه أولا أن يصلح شؤون حزبه". ولم يفوت رئيس الحكومة المعين الفرصة دون توجيه الكلام إلى عزيز أخنوش، مجددا الترحيب به في الحكومة، وقال: "أنا حريص على تواجدك معي، وانتظرت شهرا حتى قمت بمؤتمرك، ولم يطلب مني أحد ذلك، بل فعلت ذلك لأسباب أنا أعرفها، والله شاهد على ما أقول". وشدد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية على كون التأخر في تشكيل الحكومة غير مرتبط باختلاف حول الحقائب الوزارية أو البرنامج، موردا أن الامر يتعلق بحزب "الوردة" وإصرار الأحزاب الأربعة على الدخول مجتمعة إلى الحكومة. وأكد عبد الاله بنكيران أن لا إشكال لديه مع الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، وقال: "لعنصر صديق عزيز، ولا أعرف ماذا يقول الآن، أظن أنه ليس بمحض إرادته، وعليه أن يجيبني". ونفى بنكيران وجود أي إشكال لديه مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وصرّح بأنه "يقال لي المهم أن تكون رئيس الحكومة وأن تواصل الاصلاح، أقول لهم فعلا هناك الكثير يحب أن يفعل، لكن الحفاظ على كرامة شعب ومبادئ الديمقراطية أمور مهمة بالنسبة لشعب مثل شعبنا"، وأضاف: "إذا كان من الضروري أن نصبر فلنصبر، لا يمكن أن نتخلى عن المسؤولية الملقاة على عاتقنا، حتى ولو كانت النهاية أن نفدي هذا الوطن بأرواحنا، لأننا نريد العدل في وطننا". وعاد رئيس الحكومة المكلف بتشكيلها إلى التذكير بدور الملك محمد السادس في تسيير شؤون البلد، وقال: "الاصلاح هو مهمة يقودها الملك، ونحن، مواطنين وأحزابا سياسية ومنتخبين، دورنا هو مساعدة الملك ولا شيء آخر، ليس لدينا أناس يتناوبون على الاصلاح، كان لنا محمد الخامس وقبله أجداده وبعده الراحل الحسن الثاني، والآن سيدي محمد السادس وفقه الله ونصره، وبعده سيكون ابنه وستستمر الأمور، ولا يمكن أن نطلب من الملك إصلاح المغرب لوحده، وليس من المعقول أن تكون لنا عقلية الاستفادة فقط من ثمار الوطن دون المشاركة في شيء"، بتعبيره. وفي رسالة إلى من يهمه الأمر، تطرق كبير "البيجيدي" إلى مرجعية الحزب "التي ستبقى إسلامية، نحن نجتهد ونطور اجتهاداتنا ونعيش عصرنا، كل هذا مقبول، ولكن أن نغير ديننا فذلك لن يتم"، وتساءل: "إذا كنتم ترغبون في تغيير دينكم، فقولوها لي وسأغادر، ماذا سأفعل بينكم؟". واعتبر بنكيران أن إمارة المؤمنين هي الصفة التي تستقبل بها شعوب إفريقيا الملك محمدا السادس خلال زياراته لها، واسترسل: "يمكن أن نتعلم لغات وأن نربط علاقات مع بلدان أخرى، لكن نحن مسلمون وسنبقى كذلك، وحزبنا يدافع عن المرجعية الاسلامية ولا يقف في وجه الاجتهادات ولا يرفض الاصلاحات الضرورية".