دعا رئيس المجلس الجماعي لمدينة سلا، جامع المعتصم، إلى إنجاز دراسات مدققة من أجل الوقوف على كيفية التعامل مع التساقطات المطرية الاستثنائية، وذلك عقب الفيضانات التي عرفتها مدينة سلا مؤخرا. وقال المعتصم، اليوم السبت في عرض تقني ألقاه خلال اجتماع خصص لتدارس مخلفات وآثار التساقطات المطرية الاستثنائية الأخيرة بسلا، إن مجلس الجماعة لجأ إلى القطاعات الحكومية المعنية للحصول على الدعم لإنجاز هذه الدراسات، وإطلاق الاستثمارات والمشاريع المناسبة للتخفيف من حجم الأضرار الناجمة عن مثل هذه الظواهر. وأضاف أن ارتفاع الأمواج وهطول أمطار غزيرة، بين الفينة والأخرى، أصبح في ظل التغيرات المناخية "أمرا اعتياديا"، داعيا شركات توزيع الماء والكهرباء المفوضة إلى القيام بالصيانة المستمرة واللازمة لتجنب آثار تساقطات من هذا القبيل، واقتراح دراسات من أجل تطوير شبكة صرف المياه، سواء مياه الصرف الصحي أو مياه الأمطار. وأكد المسؤول المحلي أن جماعة سلا حرصت على التدخل الفوري والعاجل في الأماكن المتضررة، مع إحصاء جميع المناطق والطرقات والبنايات التي تعرضت للسيول الجارفة، وكذا العمل بالمداومة دون توقف من أجل إنقاذ المساكن والإدارات التي غمرتها المياه وفتح الطرقات وتيسير حركة السير، مذكرا بأن التواصل كان مستمرا مع جميع المتدخلين من أجل تتبع عمليات الإنقاذ وتطور التساقطات. وأضاف المعتصم، خلال هذا اللقاء الذي حضره أعضاء من المكتب الجماعي لمدينة سلا، ونواب برلمانيون وفعاليات من المجتمع المدني، أنه تم تشكيل خلية أزمة بتنسيق مع السلطة المحلية ومصالح الوقاية المدنية، والشركة المكلفة بالتدبير المفوض لقطاع النظافة، من أجل التعبئة وتسخير جميع الموارد البشرية والآليات اللازمة، فضلا عن الوسائل المتوفرة لدى الجماعة. ونوه، من ناحية أخرى، بالمجهودات التي بذلتها السلطات المحلية ومصالح الأمن الوطني والوقاية المدنية في احتواء الوضع وتقديم المساعدات اللازمة للتخفيف من حجم الأضرار التي تسببت فيها التساقطات التي لم تشهدها المدينة منذ سنوات عدة. وذكر عمدة سلا، في عرضه، بأنه تم تسخير وسائل مادية وبشرية من أجل إزالة مخلفات التساقطات المطرية، تمثلت في ثمان شاحنات لشفط المياه، و12 مضخة ذات محرك، و10 فرق ممكننة، و11 جرافة، و13 شاحنة، بالإضافة إلى الأطر والتقنيين والعمال الذين لا يزالون يعملون على إزالة مخلفات التساقطات المطرية. يذكر أن عمالة سلا كانت قد شهدت، يوم 23 فبراير الماضي، تساقطات مطرية غزيرة، بلغت نسبة قياسية فاقت 107 ميليمترات، أي ما يعادل المعدل السنوي للتساقطات بالمدينة، حيث غمرت عددا من الشوارع الكبرى، وتسببت في توقف تام لحركة السير.