بعد الانتقادات الكثيرة التي تعرض لها على إثر الفيضانات التي عرفتها مدينة سلا أمس الخميس، خرج المجلس الجماعي للمدينة عن صمته اليوم الجمعة وفسر هذا الفيضانات بالتساقطات القياسية التي سجلت والتي فاقت 107 ميلمتر، وهو ما يعادل ربع المعدل السنوي للتساقطات بالمدينة، بلغت ذروتها ما بين الساعة الثانية زوالا والخامسة مساء بكمية فاقت 77 ميلمتر. وأوضح المجلس الجماعي في بلاغ له، أنه اتخذ كافة التدابير الكفيلة بالتخفيف من الخسائر المادية التي خلفتها الأمطار، ولهذا الغرض تم تشكيل خلية أزمة تضم مختلف المصالح المختصة من أجل متابعة الوضع، وتقديم المساعدة للمارة وأصحاب السيارات والمحلات والمنازل التي غمرتها الأمطار، كما عبأت الجماعة جميع الإمكانات والوسائل اللوجستيكية المتوفرة من أجل إعادة حركة السير إلى وضعها الطبيعي. وأكدت الجماعة أنها جندت مختلف طواقمها البشرية المختصة والآليات من شاحنات وجرافات من أجل تصريف المياه وفتح الطرقات، مشيرة إلى أنذلك تم بتنسيق مع مختلف المصالح المفوض لها تدبير قطاع التطهير السائل والصلب، "التي عملت على التدخل الفوري ومضاعفة فرق العمل بمختلف الأحياء المتضررة". من جهتها بذلت السلطات المحلية ومصالح الأمن الوطني والوقاية المدنية، تضيف الجماعة في بلاغها، مجهودات كبيرة في احتواء الوضع، وتقديم المساعدات اللازمة للتخفيف من حجم الأضرار التي تسببت فيها التساقطات التي لم تعرفها المدينة منذ سنوات، مردفا أنه بفضل تضافر مجهودات الجميع، استعادت المدينة حركتها ونشاطها العاديين في الساعات الأولى ليومه الجمعة. هذا وتعرضت جماعة سلا على إثر هذه الفيضانات لوابل من الانتقادات وانتشرت على صفحات الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات تتهكم على مسؤولي المدينة التي ظهرت في بعض الصور وكأنها برك مائية في أدغال إفريقيا. هذا وحمل حزب الأصالة والمعاصرة، عمدة مدينة سلا والقيادي بحزب العدالة والتنمية، جامع المعتصم، المسؤولية المباشرة عن الفيضانات التي عرفتها المدينة نتيجة التساقطات الغزيرة التي عرفتها المدينة. وكتب حزب البام، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي الفايسبوك، "ساكنة سلا تعيش يوم غرق وعزلة وتطلق دعوات احتجاج على عمدتها وابن كيران"، محملا مجلس الجماعة مسؤولية ضعف تدخله وسوء تقديره للأخطار والعواقب للوضع المقلق الذي يعيش على وقعه السكان جراء عدم قدرة شبكة صرف المياه على تحمل أكثر من 20 ميلمترا من الأمطار التي تهاطلت اليوم. وتساءلت الكتابة الأمانة العامة لحزب الاصالة والمعاصرة بمدينة سلا، في بلاغ لها، عن نوع الاجراءات الاحترازية التي اتخذها مكتب المجلس عن طريق شركة ريضال والمصالح الجماعية والمصالح الخارجية من أجل التخفيف من حدة الضرر الذي لحق بالسكان وبالبنية التحتية، خاصة أن مديرية الأرصاد الجوية سبق وأن أنذرت نهاية الأسبوع الماضي بتساقطات مطرية مهمة مجاليا. وأعرب حزب الأصالة والمعاصرة بسلا، عن قلقه من وضع البنية التحتية للمدينة وكذا الغياب التام لبرنامج الطوارئ لدى الجماعة الحضرية وخاصة أنها ترصد من الميزانية الجماعية حصة مهمة للدراسات الأبحاث.