تُرافعُ في هذه الأثناء، ياسمينة بادو، عضو الللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، أمام لجنة التحكيم والتأديب، في المؤتمر الوطني لحزب الاستقلال، الذي يعقد دورة استثنائية في هذه الأثناء، تُخصّص لنقطة فريدة، تهمّ النظر في ملتمس الطعن الذي تقدمت به بادو وكريم غلاب، في قرار اللجنة التي أوقفت أنشطتهما في الحزب لمدة سنة ونصف. وافتتح الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للحزب، بكلمة قالَ فيها، حسب مصدر استقلالي، إنّ قرار القضاء بإيقاف تنفيذ القرار التأديبي الصادر في حقّ غلاب وبادو يُعدّ انتصارا للحزب، "لأنه أعطى لهما الحق لهما للعودة إلى الحزب والدفاع عن نفسيهما أمام لجنة التحكيم والتأديب". وأضاف المصدر ذاته أنَّ قيادة حزب الاستقلال أبْدتْ، في التئامها اليوم تجاوُبها التامّ مع الإجراءات القانونية، ومع الحُكم الصادر عن القضاء الاستعجالي، الذي أصدر أمس الجمعة أمرا بإيقاف المقرر التأديبي الصادر في حق غلاب وبادو، إلى حين البت في الطعن بالاستئناف من طرف المعنيين بالقرار أمام المجلس الوطني، الذي تنعقد دورته هذا الصباح وسط أجواء متشجنة. وقبْل مرافعة ياسمينة بادو، رافَع كريم غلاب لمدّة خمس عشرة دقيقة أمام لجنة التحكيم والتأديب، التي تولى رئاستها عبد الله البقالي؛ بيْنما كان هناك تيار آخر يُريد إسناد رئاستها إلى عبد القادر الكيحل، حسب ما أفاد به عضو من المجلس الوطني لحزب الاستقلال؛ مضيفا أنّ الجلسة تجري "وسط تشنّج كبير". وكانت لجنة التحكيم والتأديب لحزب الاستقلال قد أصدرت قرارا في حق كل من كريم غلاب وياسمينة بادو، وهما عضوي اللجنة التنفيذية للحزب، قضى بتوقيف أنشطتهما الحزبية لمدة 18 شهرا، بداعي "مخالفة قوانين الحزب والإضرار بمصالحه وعدم الانضباط لمقرراته"، وهو القرار الذي أمر القضاء الاستعجالي بإيقافه أمس الجمعة، إلى حين البت في الطعن بالاستئناف الذي تقدّ به المعنيان، واللذين دخلا في الآونة الأخيرة ففي صراع مفتوح مع شباط. من جهة أخرى، غادر نزار بركة، المقر المركزي لحزب الاستقلال، قبل حوالي نصف ساعة من انطلاق أشغال مؤتمر المجلس الوطني، رافضا أن يُدلي بأي تصريح للصحافيين، إذ اكتفى بالقول "أنا راجْع!".