شُيّع الفنان المغربي الراحل محمد حسن الجندي إلى مثواه الأخير بعد صلاة عصر يوم الأحد في مقبرة الشهداء بالرباط، بحضور المئات من المواطنين الذين حجوا لتوديع إحدى أكبر القامات الفنية بالمغرب. وسادت حالة من الحزن والأسى على رحيل "ولد القصور"، والذي كان يلقب ب"وحش الشاشة"، بعد أن بصم على مشوار فني حافل جسّده بالمشاركة في أكبر الإنتاجات السينمائية على الصعيد الوطني والدولي، والتي كان أبرزها فيلم "الرسالة" بنسختيه العربية والإنجليزية. وفي الوقت الذي غابت فيه أغلب الوجوه السياسية عدا إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وامحمد الخليفة، القيادي السابق في حزب الاستقلال، وكذا جامع المعتصم ومصطفى الخلفي، القياديان في حزب العدالة والتنمية؛ حضر عدد كبير من الفنانين الذين أشادوا بخصال الراحل، وعبّروا عن حزنهم على فراقه. وأشاد الفنان المعتزل عبد الهادي بلخياط بخصال الراحل، واصفا إياه ب"الأخ الذي عاشره ما بين خمس وستين سنة"، مؤكدا أن هذه الوفاة درس، إذ "إننا سنرحل، والإنسان يعمل لما بعد الموت"، كما أنه كان رجلا مستقيما يقوم بأعمال الخير لصالح وطنه وملكه، يقول بلخياط. بدوره، قال الفنان عزيز موهوب: "المرحوم محمد حسن الجندي كان عزيزا لدى الجميع ومحبوبا لدى الجميع"، مشيرا إلى أن المغرب فقد فيه الجندي الممثل والمؤلف والمخرج والإذاعي والإنسان الذي كان رجلا مخلصا في صداقته وعمله ولفنه". الممثل هشام بهلول نعى بدوره الجندي بالقول إن صفحات لن تكون كافية من أجل وصف الراحل، معتبرا بأنه كان مدرسة متنقلة وكان أباه الروحي، كما كان الجندي يعتبره واحدا من أفراد عائلته، مشددا على أنه كان محتضنا له خلال فيلم "الرسالة". "كان أستاذا كبيرا وقامة فنية كبيرة وبصم مجموعة من الأجيال"، تقول الفنانة ماجدة بنكيران، التي ذكرت أنها اكتشفته في الإذاعة، من خلال الاستماع للأزلية، "وكان لي الشرف أني تعرفت عليه بعد ذلك وأنا طالبة وتوطدت العلاقة الفنية والإنسانية من خلال أعمال تلفزيونية وإذاعية"، موضحا بأنه كان رمزا نادرا يعلم القيم الحقيقية للفن وكيفية الاشتغال بالفن في طريقة شامخة فيها كل المواصفات للفن الحقيقي، "وسيبقى خالدا؛ لأنه لم يمر مرور الكرام، ولأنه اسم وازن وكبير وحفر الذاكرة المغربية".