شيعت جنازة الممثلة، الراحلة حبيبة المذكوري، صباح أمس الجمعة، في مقبرة الشهداء بالرباط، وسط حضور أسرتها الصغيرة، وعدد كبير من الفنانين، الذين رافقوها في مسيرتها الفنية لعقود. الراحلة حبيبة المذكوري (خاص) وتوفيت الفنانة القديرة، التي تعتبر إحدى رائدات المسرح المغربي، بعد صراع مع المرض، إذ علم لدى الفنان أنور الجندي، الذي اشتغلت معه الراحلة في آخر عمل مسرحي لها، أن الفنانة توفيت أول أمس الخميس في منزلها بمدينة الرباط. وأجمع العديد من الفنانين على أن الراحلة اجتمع فيها ما تفرق في غيرها، إذ كانت إنسانة رائعة، وفنانة مقتدرة، أبدعت في مسارها الفني، في الإذاعة والتلفزيون والسينما، وعرفت باحترامها لفنها، وقبل ذلك، احترامها لكل من رافقها في دربها. وعبر العديد من الفنانين عن أسفهم لوفاة الراحلة، إذ قال عزيز موهوب إن "وفاتها خسارة لكل المغاربة، وإن كل ما سيقال في حق الراحلة قليل جدا، لأنها كانت القدوة في التمثيل بالمغرب". وأضاف موهوب، في تصريح ل"المغربية"، أن "الراحلة كانت مثالا للتضحية، والصدق، والانضباط، والاجتهاد والخلق، كما كانت مخلصة في عطاءاتها"، مشيرا إلى أنه اشتغل معها في العديد من الأعمال الفنية، منها مسلسل "شجرة الزاوية"، الذي يعرض حاليا على القناة الأولى، إذ كانت نجمة العمل. وأكد موهوب أن "حبيبة المذكوري فنانة لن تتكرر، إذ أبدعت وطنيا وعربيا"، وتألقت في أعمال كثيرة، منها فيلم "غدا تتبدل الأرض"، الذي جمعهما إلى جانب فنانين مصريين ولبنانيين. وكانت الراحلة جسدت مئات الأعمال المسرحية والروائية، كما أدت أدوارا خالدة على أثير الإذاعة، التي التحقت بها سنة 1952. وكانت بداية المسار الفني لحبيبة المذكوري من المسرح، إلا أنها تميزت في أداء أدوار مختلفة في المسلسلات الإذاعية، كما اشتغلت مع مجموعة من الفنانين، سيما الشباب، الذين لم تبخل عليهم بخبرتها وتجربتها الكبيرة، إذ كانت تمدهم بما يحتاجونه من نصائح لشق مسارهم التمثيلي. ورغم رحيلها، ستظل حبيبة المذكوري محبوبة من طرف الأسرة الفنية المغربية، وستبقى حاضرة في ذاكرة الجمهور المغربي، ويبقى رحيلها خسارة للفن ولجميع المغاربة.