قالت عائشة الزياني، عضوة بحركة الطفولة الشعبية فرع وزان، إن اغتصاب الأطفال أضحى مشكلا عويصا وطابوها مسكوتا عنه يفتك بأعراض وأجساد الأطفال المغاربة؛ ومن ثمّ وجب القطع مع العادات والممارسات التي تتستر على مرتكبي هذه الجرائم، خاصة تلك المتعلقة. وشددت الفاعلة الجمعوية ذاتها، على هامش مائدة مستديرة نظمتها فرع حركة الطفولة الشعبية مساء يوم الجمعة بفضاء دار الشباب المسيرة بمدينة وزان بتنسيق مع المديرية الإقليمية للشباب والرياضة،= وبمشاركة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة ومندوبية التعاون الوطني وبحضور نائب رئيس المجلس البلدي، تحت شعار " أرجوكم... إن لجسدي حرمة"، أن الظاهرة تستوجب إدراجها ضمن النقاش العمومي لتفادي النتائج الوخيمة وتأثيراتها على الفرد والمجتمع لا سيما في ظل تزايد عدد حالات الاغتصاب في صفوف الأطفال والرضع من خلال التحسيس في صفوف الأمهات والناشئة على حد سواء. وأضافت أن الأسرة تسهم بطريقة غير مباشرة في اغتصاب أبنائها، من خلال سلوكات وممارسات يومية؛ من قبيل "بوس عمو" أو "اجلس على الحجر ديال عمو"، وهي السلوكات التي يعتبرها الطفل عادية يتم استغلالها فيما بعد من لدن ذئاب بشرية متربصة. "واك واك أعباد الله اش كايوقع للوليداتنا" تضيف الزياني خلال النسخة الخامسة للأيام التحسيسية بالبيدوفيليا وحرمة الجسد، مطلقة صرخة للاهتمام بالموضوع ووضع خطة لصد الممارسات الشاذة وفضح المسكوت عنه وعدم التعامل بمطنق حشومة وعيب وعار والناس غادي يقولو... وغيرها ، مشيرة إلى حالة اغتصاب سفاح تارودانت ل12 طفلا ودفنهم واغتصاب "سفانجي وزان" لطفلة بحي الرويضة بتراب دار الضمانة، داعية المربي والمشرع إلى التعامل بحزم مع هذه القضايا من خلال التحسيس وزجر الواقفين وراء اللعب بأجساد الأطفال. حضرت الأمهات وغاب الآباء صباح بكوري، طبيبة بالمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بوزان، عرفت البيدوفيليا بالظاهرة العالمية التي تعبر عن اضطراب نفسي لا يحكمه اعتقادات ولا ديانات مشيرة إلى حالات كثيرة كان أبطالها رهبان وفقهاء ارتكبوا جرائم اغتصاب في حق أطفال أبرياء، بعدما غاب عنهم الوازع والإنساني حسب تعبيرها. وأكدت الطبيبة ذاتها، خلال المائدة المستديرة التي غاب عنها الرجال وعرفت حضورا كبيرا من لدن الأمهات، على ضرورة تحصين الأطفال بالتربية الجنسية وتعليم المصطلحات الصحيحة وتسمية الأشياء بمسمياتها وفق الضوابط الشرعية وتلقين أن الجسد حرمة. وزادت الدكتورة صباح بكوري بالقول إن "الخصيتين والأعضاء التناسلية هي أعضاء كالمخ والمعدة؛ غير أن الأولى تلعب دورا في إشباع الرغبة والغريزة الجنسية التي يجب أن تتم في الحلال". ودعت الطبيبة ذاتها الأمهات اللائي حضرن فعاليات اللقاء إلى تفادي إجراء فحص البكارة الذي يُطلب منها إجراؤه بصفة دورية خلال عملها بحكم أن ذاك الغشاء لا يعني العفة والأخلاق. وشددت بكوري على أنها تمتنع على كتابة وصفات طبيبة للأطفال فوق 4 سنوات تتضمن "قويلبات ديال السخانة" لكون ابتداء من هذا السن كيبدا الطفل أو الطفلة يحس ويفرق بالأمور ووجب التعامل بحزم في هذا الأمر حتى نعلمه أن جسده حرمة. من جانبه، أقر عبد السلام البخوتي، المندوب الإقليمي للتعاون الوطني، بصعوبة الموضوع وحساسيته، لا سيما أنه يرتبط بالتربية التي يتلقاها الفرد بخصوص الموضوع، مشيدا بدور الإعلام والصحافة في نقل حالات الاغتصاب والبيدوفيليا ووصول بعض القضايا إلى المحاكم. وشبه البخوتي "البيدوفيليا" بجبل الثلج الذي تبدو قمته صغيرة من الأسفل؛ غير أنه، يضيف مندوب التعاون الوطني، بمجرد الاقتراب من الجبل حتى يبدو أكبر من ذي قبل، منبها إلى السياحة الجنسية التي يقف وراءها مواطنون من جنسيات مختلفة مستغلين تقاليد وثقافة الحشومة السائدة بالمملكة، التي تحت يافطتها استبيحت وتستباح إلى اليوم أجساد أطفال من لدن من يعيش بيننا، أو من لدن من يفد بتأشيرة السياحة؛ لكن ما أن تطأ قدماه تراب أجمل بلد في العالم، حتى يسافر فوق تضاريس أجساد أطفال المغرب. أما محمد مرغاد الفاعل الحقوقي بالAMDH فرع وزان، فيرى أن قنوات القطب العمومي تتحمل مسؤولية انتشار البيدوفيليا من خلال عرضها لمسلسلات أجنبية تهدم الوقار والحشمة وسط المحيط الأسري، داعيا في الوقت نفسه إلى تخصيص برامج توعوية في هذا المجال وتطبيق أشد العقوبات لزجر مرتكبي هذه الجرائم الإنسانية، على حد قوله.