تسببت الأمطار الغزيرة، التي هطلت منذ صباح اليوم على مدينة سلا ونواحيها، في شلل حركة السير والجولان بأغلب الأحياء؛ وهو ما جعل أغلبها معزولة عن محيطها، فيما توقفت وسائل النقل العمومي عن القيام بدورها. نشطاء موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك رصدوا الوضعية عبر كاميرات هواتفهم النقالة، حيث نشرت عدد من الصور التي توثق للحالة التي أضحت عليها شوارع مدينتي سلاوالرباط بعد التساقطات المطرية القوية؛ من بينها غرق سيارات، وتسرب المياه إلى الترامواي، وشلل الحركة بأحياء رئيسية وسط مدينة سلا. فايسبوكيون آخرون لجؤوا إلى نقل "غرق" الأحياء عبر تقنية الفيديو المباشر، مع التعليق بأسف على ما تسببت فيها قطرات الغيث من شل تام للحياة بالعاصمة وما جاروها، ليطالبوا من خلال تدوينات بإعلان حالة الطوارئ. ولم يفوّت المعلقون على موقع التواصل الاجتماعي الفرصة دون انتقاد المجالس المنتخبة، داعين المواطنين إلى البحث عن المستشارين الجماعيين وإخبارهم بما يقع ليتحركوا ويتحملوا مسؤوليتهم. آخرون دعوا إلى تفعيل لجان لليقظة والعمل على إنقاذ قاطني الأحياء الهامشية التي لا تتوفر على بنية تحتية قادرة على تحمل قوة الأمطار التي ستتواصل في الهطول إلى غاية يوم غد، وفق ما أوردته مديرية الأرصاد الجوية. وبالرغم من أن الوضعية الاستثنائية التي تعيشها أحياء المدينة استنفرت المصالح المختصة التي تحاول منذ الصباح السيطرة على الوضع، فإن استمرار هطول الأمطار بقوة صعب مهمة التدخل؛ وهو ما علق عليه البعض بالقول إن "المجالس البلدية المحترمة تتوفر على مخططات للتدخل الاستعجالي في مثل هذه الحالات، في حين أن بلدياتنا لا تتوفر حتى على مخطط للأيام العادية". بعض سكان أحياء تابريكت والانبعاث والرحمة وسعيد حجي وغيرها اضطروا للخروج إلى الشارع من أجل وضع متاريس من أكياس الرمل والتراب لمنع المساه من التسرب إلى مساكنهم، وفق ما أبرزته صور على الفايسبوك، علق عليها البعض بالقول: "هالمعقول.. ما كيستناو لا بلدية لا مخططات استعجالية". ويبدو أن الفايسبوكيين سيواصلون نقل وضعية الأحياء التي يقطنونها طيلة اليوم، وسيواصلون التعليق على الوضعية الكارثية التي تبرز ضعف البنية التحتية بالمدن المغربية.