اهتمت الصحف الصادرة اليوم السبت ببلدان أوروبا الغربية بعدة مواضيع أبرزها الحملة الانتخابية الرئاسية في فرنسا، واجتماع رئيسة الوزراء البريطانية بنظيرها الفرنسي أمس في لندن، والتحدي الانفصالي الكاتالوني بإسبانيا، والحملة الانتخابية في ألمانيا. ففي إسبانيا، أوردت (البايس) أن الحكومة الإسبانية تعتزم دراسة إمكانية اقتراح "طريق ثالث" كبديل لانفصال كاتالونيا والوضع الراهن بعد التصريحات الأخيرة للرئيس السابق لحكومة هذه الجهة، الانفصالي أرتور ماس، الذي طالب بتقديم الدولة لاقترحات بديلة لتجنب الانفصال، مشيرة إلى أنه تطور جديد يستحق أن يؤخذ بعين الاعتبار. أما (الموندو) فتطرقت للتصعيد اللفظي للرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، تجاه رئيس الحكومة الاسبانية، ماريانو راخوي، وذكرت أن هذا الهجوم اللفظي يفتح أزمة دبلوماسية جديدة بين البلدين، مضيفة أن مادورو اتهم "اليمين الدولي بالتآمر ضد فنزويلا"، وانتقد خاصة راخوي، ووصفه بأنه "قاطع طريق"، وهدده ب "تحطم الأسنان" إذا حاول التدخل في فنزويلا. وفي سياق متصل قالت صحيفة (أ بي سي) إن سياسة نيكولا مادورو ستدمر فنزويلا، مشيرة إلى أن 82 في المائة من الأسر الفنزويلية تعيش تحت عتبة الفقر، وهو أعلى مؤشر للفقر في القارة الأمريكية. وفي موضوع آخر عادت (لا راثون) لمشروع قانون يروم إدخال مزيد من الشفافية على عقود الرهن العقاري، لاسيما عن طريق منح الزبون أسبوعا ليتمكن من قراءة وفهم جميع بنود عقده، بمساعدة الموثق الذي سيضطر ليكون مستشارا للزبون. وفي ألمانيا اهتمت الصحف في تعليقاتها على الخصوص بسياسة رئيس الولاياتالمتحدة دونالد ترامب وبتصريحاته الأخيرة. فذكرت صحيفة (ميندينر تاغبلات) أن مهاجمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشدة للصحفيين واتهامهم بعدم النزاهة يكشف أن حتى الصحيفيين الذين كانوا متعاطفين معه في السابق لم يعد لهم أثر مشيرة إلى أنه اعتبر أن عدم النزاهة بلغ مستوى لا يمكن السيطرة عليه . وأضافت الصحيفة أن تعبيره كتابة عبر حسابه في موقع للتواصل الاجتماعي عن " كراهية عميقة " لوسائل إعلام معنية خلق جدلا واسعا وبين انقساما عميقا في أمريكا والذي بدأ منذ حملته الانتخابية وسيستمر وفق الصحيفة. من جهتها كتبت صحيفة (نوردفيست تسايتونغ) في تعليقها أنه "بكلمات واضحة، إذا كان دونالد ترامب يعتقد فعلا كل ما يقوله، فنحن سنبني صداقة معه ونحن مقتنعون أن العالم الحر أصبح يدبر من قبل شخص مجنون". أما صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) فكتبت أن دونالد ترامب يعتقد دائما بأنه " على حق في كل ما يقوله" مشيرة إلى أنه أهان الصحافة وأهان القضاة وأهان حتى الاتفاقيات التي وقعها سلفه ، ولا يستحضر حتى ما يقوله الاستراتيجيون في حزبه ولكنه يقول هو ما يريد معربة عن اعتقادها أنه على هذا الأساس تم انتخابه، ولماذا سيتوقف ما دام مؤيدوه متحمسون حيال ذلك ؟ وفق الصحيفة. وفي فرنسا، شكل لقاء لندن أمس الجمعة بين رئيس الوزراء برنار كازينوف ونظيرته البريطانية تيريزا ماي لمناقشة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي أبرز اهتمامات الصحف الصادرة اليوم. وكتبت (لوفيغارو) أن برنار كازينوف نقل رسالة صداقة إلى نظيرته البريطانية، تيريزا ماي، على بعد بضعة أسابيع من إطلاق البريكسيت، مشيرة إلى أن الأجواء، في المقابل، كانت متوترة في لندن بعد دعوة رئيس الوزراء السابق، توني بلير، مواطنيه لإنشاء تحالف ضد "كارثة" البريكسيت، وهو ما أثار حفيظة المتحمسين لخروج لندن من الاتحاد الأوروبي. من جهتها كتبت (ليبراسيون) تحت عنوان "البريكسيت عند ماي، الخطاب على طريقة كازينوف"، أن رئيسي الوزراء يقدران تشابه أسلوب الحكم بينهما، المنهجي والمنظم، وأن نبرة اجتماع أمس كانت ودية، مشيرة إلى أن بريطانيا ما بعد البريكسيت ستتحرر من القضاة الأوروبيين وستبحر بمفردها نحو مستقبل مشرق تكون فيه منارة تجارية جديدة للعالم. بدورها خصصت الصحف البريطانية أبرز تعاليقها لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، والعلاقات البريطانية الفرنسية، إضافة إلى التفجير الانتحاري الذي هز باكستان. وعادت (الغارديان) لتصريحات رئيس الوزراء البريطاني السابق العمالي توني بلير الذي دعا أمس البريطانيين المؤيدين لاستمرار بريطانيا في الاتحاد الأوروبي للمقاومة ومحاولة إقناع أنصار البريكسيت بتغيير رأيهم. أما (ديلي تلغراف) فأوردت التزام لندن بالحفاظ على علاقات تعاون وثيقة مع باريس في مجالات الأمن والدفاع ما بعد البريكسيت، مشيرة إلى رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، ونظيرها الفرنسي، برنار كازينوف، أكدا أمس بلندن، على ضرورة التوصل سريعا لاتفاق "حول حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي بالمملكة المتحدة ومواطني هذه الأخيرة في الاتحاد الأوروبي" في أفق البريكسيت. وفي سياق آخر تطرقت (الاندبندنت) للوضع في باكستان حيث قتل 88 شخصا على الأقل بينهم عشرين طفلا، في انفجار قنبلة بضريح صوفي جنوب البلاد، مشيرة إلى أن الهجوم، الذي تبنه تنظيم "داعش" الارهابي، وقع بمزار لال شاهباز كالاندر، في مدينة سهوان على بعد نحو 200 كلم شمال شرق مدينة كراتشي. وفي سويسرا انصب اهتمام الصحف على حملة رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبان في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المزمع إجراؤها في 2017. فتسائلت صحيفة (تريبون دو جنيف) "لماذا تحافظ لوبان على مكانتها" معتبرة عن اعتقادها أن ذلك جاء عبر استفادة اليمين المتطرف من السقوط الحر لمرشحي اليمين وتراجع التصويت لصالح اليسار. أشارت الصحيفة إلى أنه داخل هذه الحملة الرئاسية المضطربة، فإن زعيمة الجبهة الوطنية وحدها تمكنت من تقوية موقعها، إذ تحافظ على مكانتها على رأس لائحة المرشحين بخصوص الأصوات المعبر عنها في استطلاعات الرأي حول الجولة الأولى . من جهتها كتبت صحيفة (24 اور) أنه من الملاحظ أنه لدى العمال، يحل المرشح الليبرالي الاجتماعي ايمانويل ماركون في الصدارة، قبل بينوا هامون وجان لوك ميلينشون، الأكثر يسارا. كما لاحظت الصحيفة في الوقت نفسه أن قضية الوظائف الوهمية المزعومة، قد قللت من نوايا التصويت لفائدة مرشح اليمين بعشر نقاط، إذ احتل المركز الثالث بأقل من 20 في المائة من الاصوات التي تنوي التصويت لفائدته. أما صحيفة (لوطون) فتساءلت عما إذا قضية مماثلة حول الوظائف الوهمية ستؤثر على مرشحة اليمين المتطرف وعلى فرص فوزها في الجولة الأولى من الانتخابات، معتبرة أنه من السابق لأوانه الحكم على هذه المسألة . وفي البرتغال، شكلت الحملة الانتخابية في ألمانيا، أبرز المواضيع التي اهتمت بها الصحف المحلية. وكتبت (بوبليكو) أنه على بعد ثمانية أشهر من الانتخابات البرلمانية المقررة في ألمانيا، انطلقت الحملة بقوة، وأن مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مارتن شولتز، يبدو الأوفر حظا، وإن كان دائما في حاجة لتحالفات. وفي إيطاليا، تناولت الصحف الرئيسية المفاوضات الجارية لتجنب حدوث انقسام في الحزب الديمقراطي (يسار وسط). وكتبت صحيفة (لاريبوبليكا) أن الجهود تتواصل في محاولة لتجنب انقسام الحزب، الذي من شأنه، وفقا لمسؤول من هذا الحزب، أن يشكل "كارثة للبلاد". وأضافت الصحيفة ان المواجهة شديدة بين مختلف التيارات في الحزب، كما أن "وسطاء" يقومون بمحاولات منع هذا الانقسام. من جانبها، كتبت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) أن موعد انعقاد الجمعية العامة للحزب الديمقراطي يقترب، وأنه وبعد التوتر الذي عرفته الأيام الاخيرة، تضاعفت النداءات لتجنب خطر حدوث انقسام في الحزب. وفي مقابلة مع (كورييري ديلا سيرا)، أكد رئيس الوزراء السابق رينزي، التزامه بمواصلة سياسة الحوار المفتوحة. وفي هذا الإطار قال حاكم منطقة بوليا ميشيل اميليانو انه تلقى اتصالا هاتفيا من ماتيو رينزي، مضيفا "آمل أن يكون اجتماعنا مفيدا بخصوص القرارات المستقبلية"، وفق ما نقلته الصحيفة .