أولت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء ببلدان أوروبا الغربية اهتمامها لموضوع الدور الثاني للانتخابات الرئاسية في فرنسا ، والعلاقات الاوروبية البريطانية في ضوء خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي ، وتطورات القضية الفلسطينية بعد تغيير موقف حركة حماس من طبيعة الصراع مع إسرائيل ، وبتصريح الرئيس الامريكي حول استعداده للقاء نظيره الكوري الشمالي. ففي بلجيكا، ركزت الصحف على الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية حيث كتبت (لاليبر بلجيك) أن هذا الدور " سيحسم بين إيمانويل ماكرون ومارين لوبين " مشيرة إلى أن "هذا الاختيار ما كان له أن يكون خاصة في بلد فيشي، وفيل ديف، وأورادور ". من جانبها، أكدت (لوسوار) أن حزب الجبهة الوطنية، وفي محاولة منه للوصول إلى قصر الإيليزي، يحاول استقطاب نساء ورجال من اليمين التقليدي، مضيفة أن هذه الخطوة ما هي إلا المرحلة الأخيرة من استراتيجية تهدف إلى محو الصورة " الشيطانية " التي لصقت بالحزب، والتي أعطت أكلها منذ 2002. أما (لافونير)، فاعتبرت في السياق ذاته أن هذه الاستراتيجية يبدو أنها أعطت ثمارها في جزء كبير منها، مشيرة إلى أن الفارق تقلص بين المرشحين في الأيام الأخيرة. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف كذلك بالحملة الانتخابية الرئاسية في فرنسا حيث كتبت صحيفة " أبي سي" أن الاشتباكات التي وقعت في باريس على هامش مظاهرات فاتح ماي ، واللهجة المتشددة لمرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان عززت موقع إيمانويل ماكرون المؤيد لأوروبا. وفي نفس الموضوع، لا حظت "الباييس" أن التفاهم الذي كان يحدث بين النقابات الفرنسية ضد الجبهة الوطنية تكسر يوم فاتح ماي ، إذ لم يتم الاتفاق بين النقابات على المرشح الذي سيتم التصويت عليه. وأضافت الصحيفة أن عجز النقابتين الرئيسيتين في فرنسا على تبني موقف موحد تسبب في إحداث انقسام، كما انعكس على عدد المشاركين في المسيرات العمالية الذي كان أقل بكثير من الحضور المسجل قبل 15 عاما، عندما تمت تعبئة الفرنسيين لمنع انتصار جان ماري لوبان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وفي إيطاليا ، اهتمت الصحف بالوضع في فنزويلا ، وبتصريح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي قال إنه على استعداد للاجتماع مع نظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وكتبت صحيفة'' ريبوبليكا '' أن المعارضة الفنزويلية رفضت دعوة الرئيس نيكولاس مادورو الى عقد جمعية تأسيسية معتبرة انها استمرار للانقلاب الذي يقوده ضد البرلمان . ووفقا للصحيفة، فإن رئيس مجلس النواب، خوليو بورخيس، ندد بهذه المبادرة ، قائلا إنها تهدف إلى "قتل الدستور الحالي". وذكرت صحيفة " المساجيرو "، من جهتها ، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال انه مستعد للقاء نظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون" إذا كانت الظروف مناسبة ". ونقلت الصحيفة عن ترامب تصريحات يقول فيها "إذا كانت الظروف ملائمة بالنسبة لي لمقابلته ، سيكون لي شرف للقيام بذلك". من جانبها ، حذرت كوريا الشمالية ، بحسب الصحيفة ، من أنها مستعدة لإجراء "في أي لحظة" تجربة نووية سادسة. وفي بريطانيا ، تناولت الصحف موضوع العلاقات بين أوروبا و بريطانيا، والبريكسيت وآخر تطورات القضية الفلسطينية. وسلطت صحيفة " ديلي تلغراف " الضوء على رد فعل رئاسة الوزراء البريطانية للشائعات التي نقلتها الصحافة الألمانية حول الاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي في لندن بين رئيسة الحكومة تيريزا ماي ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. وبحسب مساعدي السيدة ماي ، فأن مباحثاتها مع جان كلود يونكر بحضور كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه كانت "بناءة" ، عكس ما ذهبت اليه صحيفة فرانكفورتر الالمانية التي أكدت أن جونسكر كان "متشائما جدا" حول اتفاق بشأن البريكسيت بعد رفض السيدة ماي تقديم تنازلات. أما صحيفة " الاندبندنت" ، فاهتمت بآخر تطورات القضية الفلسطينية وقرار حماس القاضي بتغيير برنامجها السياسي، الذي يبرز أن صراعها مع إسرائيل سياسي وليس ديني. وذكرت الصحيفة أنه تم نشر وثيقة تدعو الى "اقامة دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة على حدود 4 يونيو عام 1967 مع القدس عاصمة لها (...) كصيغة توافق وطني". واعتبرت الصحيفة أن حركة حماس ، من خلال تعديل نصوص تأسيسها للمرة الاولى منذ نحو ثلاثين عاما ، تحاول العودة إلى طاولة المفاوضات الدولية. وفي سويسرا ، خصصت الصحف تعاليقها لموضوع الحملة الانتخابية في فرنسا، حيث كتبت صحيفة " 24 أورو" أن الناخبين الفرنسيين لديهم الآن الاختيار بين "تفاؤل الإرادة " و" التشاؤم" المنبثق عن الماضي ، أي بين البراغماتية و القومية التي تعتبر أوروبا أم كل الشرور. من جانبها ، كتبت صحيفة " لوطون " ، تحت عنوان "صوت لوبان، بين العقبات و الاستقطابات "، أن مرشحة الجبهة الوطنية تعتمد على تفكك اليمين التقليدي كما يتضح من خلال اتفاقها مع نيكولاس دوبون إينيان. وفي ألمانيا اهتمت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء بعدد من المواضيع المحلية والدولية كان أبرزها التعليق على تصريح وزير الداخلية الألماني توماس دي مايزيير الذي أكد فيه "ريادة الثقافة الألمانية على مجموع المجتمع الألماني" مما أثار نقاشا حادا في البلاد بين مؤيد ومعارض حتى من داخل حزبه المسيحي الديمقراطي. فكتبت صحيفة (فرانكفوتر أليغماينه تسايتونغ) أن هناك أمورا تجعل ألمانيا مختلفة والألماني مختلف عن الآخرين إلا أن وزير الداخلية طعن في هذا الاختلاف على الرغم من أنه ليس من المناسب إنكار الاختلاف في ألمانيا الحرة ، ومع نظامها الأساسي الليبرالي الذي يحدد العناصر التي تشكل هذه الثقافة التي تعتبر عماد التوافق الاجتماعي الذي لا يستند على مذهب ديني أو تيار سياسي. وأضافت الصحيفة أن فهم مقتضيات الدستور الألماني أمر ضروري ومهم . من جانبها انتقدت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) ما أثاره توماس دي مايزيير في تصريحه معتبرة أنه كان على الوزير ألا ينتقد ما تعلمه من القيم التي تؤيد مبدأ الكفاءة مشيرة إلى أن هذه القيم هي جزء من البرنامج الأساسي لحزبه وإلا فإن ما أثاره الوزير قد يعني أن مصافحة أي شخص لا تتم إلا بعد أن يذكر اسمه وميولاته السياسية والشخصية . وأعربت الصحيفة عن استغرابها لما أثاره وزير الداخلية في تصريحه متسائلة عن الهدف الذي يكمن وراءه . ووفق صحيفة (لاندستسايتونغ) فإن النقاش الذي عبر وزير الداخلية عن رغبته في فتحه حول "بعض الأطروحات عن الثقافة الرائدة الألمانية"، يفتقد إلى عناصر أولها عدم وجود مفهوم ثابت عن هذه الثقافة وليس لها وجود بشكل مثالي وفي وقت محدد مشيرة إلى أنه من حسن الحظ أن الثقافة تتغير باستمرار. وفي فرنسا ركزت الصحف على المواجهة بين ايمانويل ماكرون ومارين لوبين خلال الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية المقرر في السابع من ماي الجاري . وكتبت صحيفة (لوفيغارو) ان فرنسا هي البلد الاروبي الذي تكتسي فيه الاصلاحات طابعا اكثر استعجالية ،والذي تستطيع فيه النقابات مهما صغرت فرض قوانينها على الحكومة او تجنبها . واضافت ان برنامجي ايمانويل ماكرون ومارين لوبين لا وجه للشبه بينهما بطبيعة الحال ، فالاول يقترح تدابير سليمة تقرب فرنسا من جيرانها، فيما تقترح الثانية شكلا من التراجع من شأنه ان يعيد فرنسا الى سنة 1981 . من جهتها نشرت صحيفة (ليبراسيون) عددا خاصا حول الجبهة الوطنية ،موضحة ان هذا العدد يهدف اساسا الى التذكير بماهية الجبهة الوطنية وما الخطر الذي تمثله بالنسبة لقيم الجمهورية. واضافت الصحيفة ان الجبهة الوطنية ليست حزبا فاشيا، انه يحترم الشرعية ، ويطمح الى نصر انتخابي، لكن قوميته ترتكز على معاداة الاجانب، ويقترح بالتالي سياسة للهجرة تجعل من فرنسا البلد الاصعب و الاكثر صرامة على هذا المستوى، أي ضرب تقاليد الاستقبال الفرنسية عرض الحائط .