اهتمت الصحف الصادرة اليوم الاثنين بأوروبا الغربية بمجموعة من المواضيع أبرزها رفض الايطاليين للإصلاح الدستوري الذي اقترحه رئيس الوزراء، ماتيو رينزي، والانتخابات الرئاسية في النمسا، والحرب في سورية. ففي إسبانيا، خصصت الصحف أبرز تعاليقها لفوز "لا" في الاستفتاء الذي جرى أمس بإيطاليا حول مشروع الإصلاحات الدستورية التي اقترحها رئيس الوزراء، ماتيو رينزي، الذي قال إنه سيقدم استقالته اليوم الاثنين. وكتبت (إلباييس)، تحت عنوان "ايطاليا تدخل مرحلة جديدة تتميز بالانقسام"، أن هذه العملية الديمقراطية قسمت البلاد وأثارت مخاوف في أوروبا التي تعاني من عدم اليقين. بدورها أوردت (أ بي سي)، تحت عنوان "الايطاليون يكبحون طموح رينزي" أن نتائج الاستفتاء حول الدستور أكدت صعود النزعة الشعوبية بأوروبا، وأن رئيس الوزراء الإيطالي قال إنه يتحمل مسؤولية الهزيمة وأنه سيستقيل اليوم الاثنين. وفي سياق متصل ذكرت (إلموندو) تحت عنوان "+ لا + الاستفتاء الإيطالي تفتح جبهة جديدة في الأزمة داخل أوروبا"، أن الاستفتاء الدستوري الذي أراده رينزي شعبيا سيدفعه، على العكس، للاستقالة. أما (لا راثون) فأشارت، تحت عنوان "الرينزيكسيت هز أوروبا"، إلى حالة عدم اليقين السياسي والمالي بمنطقة الأورو جراء مخاوف من خروج ممكن لإيطاليا، البلد الأكثر مديونية في منطقة العملة الأوروبية الموحدة. وفي ألمانيا تركز اهتمام الصحف بالخصوص على موضوع الانتخابات الرئاسية في النمسا التي أعطت الفوز لزعيم حزب الخضر السابق ألكسندر فان دير بيلين أمام منافسه مرشح اليمين المتطرف نوربرت هوفر. فاعتبرت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) أن فوز فان دير بيلين في الانتخابات الرئاسية تدحض النظرية الجديدة، التي تتوقع سقوط دولة غربية تلو الأخرى في أيدي اليمينيين الشعبويين ، مذكرة أن حزب الحرية ، اليميني ، ليس حزبا سياسيا جديدا ، لكنه أنشأ منذ 1955 وشارك بالفعل في العديد من الحكومات. من جهتها اعتبرت صحيفة (هايلبورنر شتيمه) أن إخفاق اليمينين الشعبويين في الانتخابات يعتبر "يوما جيدا " بالنسبة لأوروبا ولجميع الديمقراطيين إذ أن "النتيجة تعطي الأمل لجميع أولئك الذين يعتمدون على الحقائق وليس على الدعاية". أما صحيفة ( ماركيشه أودرتسايتونغ) فتساءلت " هل كل شيء فعلا على ما يرام ؟" بعد هذه الانتخابات معربة عن اعتقادها " أن الأمر ليس كذلك على الإطلاق إذ أن النتائج أفرزت تقاربا بين المرشحين أي أن المجتمع النمساوي مقسم إلى نصفين". صحيفة (زودويتشن تسايتونغ) ترى في قر اءتها أن فوز فان دير بيلن يعكس أنه شخص يجسد القيم ويتمتع بمصداقية ، إذ انه دائما ضمن الذين يقفون ضد القومية الجديدة والغطرسة المرتبطة بها، وهو شخص مقنع . بالنسبة لصحيفة (نويه أوسنابروكر تسايتونغ) فإنه لا توجد أسباب للاطمئنان إلى أبعد حد من أن تقدم اليمينيين الشعبويين سيتوقف ، لأن الأمر ، وفق الصحيفة، يتطلب أكثر بكثير من مجرد نجاح انتخابات في دولة صغيرة نسبيا، وعضو في الاتحاد الأوروبي. وفي بلجيكا، كتبت (لوسوار) أن هزيمة ماتيو زينزي كانت ساحقة مضيفة أن استقالة هذا الأخير لا تعني نهاية الطموح إلى السلطة، حيث أن رينزي، وعلى غرار الأمين العام للحزب الديمقراطي، الحزب الأكثر قوة بالبرلمان الإيطالي، سيقوم بالتحضير لخلافته. وتحت عنوان " نعم للديمقراطية، لا لرينزي "، اعتبرت (لاليبر بلجيك) أنه مهما كانت الأمور فإن الإيطاليين استيقظوا هذا الصباح على بلاد متحولة ومنقسمة بشكل كبير. وذكرت (لو فيف) أن " الرجل المتسرع " في السياسة الإيطالية وعد بإصلاح بلاده من العمق وجعلها في مقدمة البلدان الأوروبية، مضيفة أن رينزي الذي اتهم دائما بالاستفراد بسلطة القرار كان سببا في الانقسام داخل الحزب الديمقراطي بين الأغلبية والآباء المؤسسين. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بقرار المحكمة العليا البريطانية حول البريكسيت، والحرب في سورية، وإغلاق سفارة أمريكية مزيفة في غانا. وتطرقت (الغارديان) لقرار المحكمة العليا البريطانية بدأ اليوم الاثنين دراسة طعن الحكومة في حكم يطالب باستشارة البرلمان قبل إطلاق مسلسل البريكسيت، مشيرة إلى أن المحكمة ستدرس طيلة أربعة أيام قرار المحكمة العليا بلندن في نونبر الماضي، القاضي بأنه لا يمكن للحكومة تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة دون استشارة النواب. أما صحيفة (الديلي تلغراف) فعادت لتصريحات وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، الذي قال إن التقدم الذي حققته قوات النظام السوري في أحياء حلب السورية "ليس انتصارا" لدمشق أو موسكو، مشددا على أنه "من المستحيل تصور أن ملايين السوريين سيتصالحون مع نظام يقوده الأسد". في حين تناولت (الاندبندنت) قضية السفارة الأمريكية المزيفة التي أغلقت في غانا بعد أن اشتغلت لأزيد من عقد من الزمن قبل أن يتم كشفها، مضيفة أن الخارجية الأمريكية، التي كشفت عن الأمر، ذكرت أن عمليات التفتيش التي جرت خلال عملية أمريكية غانية مشتركة مكنت من مصادرة نحو 150 جواز سفر من عشر بلدان. وفي البرتغال خصصت الصحف أبرز تعاليقها لنتائج الاستفتاء الذي جرى أمس الأحد بإيطاليا حول الإصلاح الدستوري والانتخابات الرئاسية النمساوية. وكتب (دياريو دي نوتيسياس) أن "لا" حققت نصرا ساحقا في الاستفتاء الإيطالي الذي تحول لاستفتاء لصالح أو ضد رئيس الوزراء، ماتيو رينزي، معتبرة أن حالة عدم اليقين السياسي قد تولد أزمة اقتصادية جديدة بالبلد. وتابعت أنه بعد فرز 99 في المائة من مراكز الاقتراع، حصلت "لا" على 59,7 بالمائة من الأصوات مقابل 40,3 بالمائة صوتوا لصالح الإصلاح، وهو ما يعني أن الإصلاح الدستوري التي نادى به رئيس الوزراء رينزي لن يمضي قدما. وكتبت (بوبليكو)، تحت عنوان "هزيمة اليمين المتطرف في الرئاسيات النمساوية"، أن مرشح البيئيين ألكسندر فان دير بيلين فاز في الانتخابات الرئاسية، بحسب النتائج الأولية، على نوربرت هوفر من وحزب الحرية اليميني المتطرف، مشيرة إلى أن بيلين حصل على 51,3 بالمائة من الأصوات مقابل 48,7 بالمائة لهوفر. وأضافت أن هذه الانتخابات التي تأتي بعد انتصار الشعبوي دونالد ترامب في الولاياتالمتحدة والتصويت البريطاني لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، جعلت عددا من البلدان الأوروبية تتخوف من العواقب المترتبة لانتصار حزب مناهض للنظام بأحد أعلى المناصب في بلد أوروبي. وفي إيطاليا، كتبت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" أن المعارضين للإصلاح الدستوري المقترح من قبل رئيس الوزراء، ماتيو رينزي، حصلوا على 59.7 في المائة من الاصوات ، فيما حصل المؤيدون على 40.3 في المائة . وبعد أن ذكرت الصحيفة بأن الإيطاليين صوتوا بكثافة في الاستفتاء، أشارت الى المؤتمر الصحفي الذي عقده رينزي، بعد الإعلان عن التوقعات الأولى التي تعطي التفوق لمعارضي الاستفتاء حيث قال '' أنا أعترف بالهزيمة " قبل أن يعلن عن استقالته . وتحت عنوان " انتصار "لا" رينزي ينسحب " كتبت " لا ريبوبليكا " أنها حالة نادرة أن يصل عدد المصوتين الى 60 في المائة معتبرة أنه رقم قياسي. وأضافت الصحيفة أن قادة "حركة 5 نجوم" و"رابطة الشمال "، على التوالي بيبي غريللو وماتيو سالفاني، وهما من المعارضين الشرسين للإصلاحات، دعيا إلى إجراء انتخابات مبكرة في أسرع وقت ممكن، مشيرة الى تراجع قيمة الاورو إلى أدنى مستوى له منذ مارس 2015 مقابل الدولار بعد فوز معارضي الاستفتاء.