اهتمت صحف أوروبا الصادرة اليوم الثلاثاء بعدة مواضيع محلية ودولية أبرزها المشهد السياسي بإسبانيا وإيطاليا، واستقالة المستشار النمساوي، والخروج المحتمل لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأزمة اللاجئين، وإضراب السجون في بلجيكا. ففي إسبانيا، خصصت الصحف أبرز تعاليقها للاتفاق حول تشكيل ائتلاف بين حزبي بوديموس واليسار الموحد لخوض الانتخابات المقبلة المقررة في يونيو المقبل. وهكذا، كتبت (إلموندو) أن زعيمي هذين الحزبين اليساريين أعلنا التوصل لهذه التسوية لكنهما أجلا التوقيع على الاتفاق النهائي إلى اليوم الثلاثاء، وذلك لمناقشة نقاط الخلاف الأخيرة، لاسيما ما يتعلق بهوية المرشحين وتكوين القوائم الانتخابية. من جهتها، أشارت (لا راثون) إلى أنه سيكون لحزب اليسار الموحد، بموجب هذا الاتفاق الانتخابي، مقعد من كل ستة يحصل عليها الائتلاف في انتخابات 26 يونيو المقبل، وأوردت تصريحات مسؤولي الحزبين الذين أكدوا أن الهدف من هذا الاتحاد هو تعزيز موقف الطبقة العامة. وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة (أ بي سي) أن حزبي بوديمس واليسار الموحد قررا تدراس جميع المقترحات قبل إعلان اسم هذا الائتلاف، مضيفة أن قادة الحزبين سيعرضون هذا الاتفاق لتصويت داخلي قبل التوقيع عليه بالأحرف الأولى. أما (إلباييس) فأوردت رد فعل الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، الذي قال إنه واثق من الحصول على تأييد الناخبين الاشتراكيين التقليديين، مضيفة أن هذا الحزب اليساري بات يرى أن منافسه الرئيسي الآن أضحى بوديموس، خاصة بعد إبرام هذا الاتفاق. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بإعلان المستشار النمساوي فيرنر فايمان استقالته من كافة مناصبه ، وذلك بعد أسبوعين من انتكاسة مرشح حزبه للانتخابات الرئاسية ، التي فاز بها مرشح اليمين المتطرف . فكتبت صحيفة (تاغسشبيغل) أن انسحاب فايمان جاء بعد فترة من المطالبة بهذه الاستقالة والدعوة إلى رحيله الذي لم يكن مفاجئا معربا عن اعتقادها أنها ربما فرصة للحزب الاشتراكي الديمقراطي النمساوي لاستعادة مصداقيته وإعادة النظر في خططه الاستراتيجية ليعود قويا كما كان منذ ما يقرب من ثماني سنوات من انتخابه مستشارا. وأشارت الصحيفة إلى أن تراجع الحزب الاشتراكي الديمقراطي النمساوي هو بالتأكيد لا يعزى لفايمان وحده ، ولكن جاء أيضا للفقدان المتواصل للأصوات من اليسار وحزب الخضر لتذهب إلى اليمين. من جهتها، ترى صحيفة (فرانكفورتر روندشاو)، أن استقالة فايمان كزعيم للحزب الاشتراكي ومستشار للنمسا قد تأخرت لأن مرشح حزبه لمنصب المستشار قد مني بهزيمة في الجولة الأولى يوم في 24 أبريل الماضي، إذ حصل على 11 في المائة فقط من الأصوات، فيما فاز مرشح اليمين المتطرف نوربرت هوفر بأكثر من 35 في المائة. يتبع. واعتبرت الصحيفة أن أزمة اللاجئين كانت سببا آخر قسم الائتلاف الكبير بالجمهورية النمساوية الثانية. من وجهة نظر صحيفة (زودويتشن تسايتونغ) ، فإن الحزب الاشتراكي النمساوي لديه الآن الفرصة الأخيرة للاستفادة من وقفة للتأمل واعتماد سياسة واضحة ،لأن البلاد ، وفق الصحيفة ، ترغب في أن ترى بدائل معتبرة أنه سيكون من الصعب الاعتقاد أن الحزب سيقوم بإعادة النظر في سياسته في ظرف قياسي إلا أن عليه أن يدرس مطالب الناخبين. من جانبها، عبرت صحيفة (هلبورنر شتيمه) عن قلقها من استقالة فايمان قبل فترة وجيزة من الجولة الثانية والحاسمة للانتخابات الرئاسية ، إذ ترسل هذه الاستقالة إشارة عن استيلاء اليمينيين الشعبويين من حزب الحرية على السلطة في البلاد وفق الصحيفة. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بتقرير لجنة تحقيق حول مشاركة لندن في الحرب على العراق سنة 2003، ومكافحة الإرهاب، وخروج محتمل للمملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. وبخصوص تقرير لجنة التحقيق في الالتزام المثير للمملكة المتحدة في حرب العراق سنة 2003، أوردت (الغارديان) أنه سيتم الإفراج عن هذا التقرير، الذي تمت الدعوة إليه سنة 2009، في السادس من يوليوز المقبل، بعد أن كان ذلك مقررا بعد سنة من الدعوة إليه. وعادت (ديلي تلغراف) لتأكيد البانتاغون مقتل زعيم "داعش" بمحافظة الأنبار العراقية، أبو وهيب، في غارة جوية شنتها قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة، مشيرة إلى أن أبو وهيب، العضو السابق في تنظيم القاعدة بالعراق، ظهر في فيديوهات إعدامات نفذها تنظيم "داعش" الإرهابي. أما (دي أندبندنت) فتطرقت للجدل الدائر في بريطانيا حول مستقبل علاقات لندن مع بروكسل مع قرب موعد استفتاء 23 يونيو حول هذا الموضوع، مضيفة أنه فيما قال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون "إنه من مصلحة بريطانيا الحفاظ على هدف أوروبا المشترك لتجنب نزاعات مستقبلية بين بلدانها"، يرى المؤيدون لخروجها من الاتحاد الأوروبي أن كاميرون يلعب ورقة الخوف. وفي إيطاليا، تركز اهتمام الصحف حول الجدل داخل الحزب الديمقراطي الحاكم بشأن الاستفتاء الدستوري حول إجراء إصلاحات في شهر أكتوبر المقبل. وأوردت (لا ريبوبليكا)، تحت عنوان "الحزب الديمقراطي، جدل بوشي-كوبيرلو"، "الاتهامات" المتبادلة بين وزيرة الإصلاح، ماريا إيلينا بوشي، وزعيم الأقلية داخل الحزب، جياني كوبيرلو، المعارض لسياسة الحكومة، والذي أعلن أنه سيصوت ب"لا" خلال الاستفتاء الدستوري القادم. من جهتها، أشارت (المساجيرو) إلى أن الوزيرة قارنت الأقلية بزعامة كوبيرلو بكاسابوند، وهي حركة يمينية معادية للأجانب التي أعلنت معارضتها لهذا الإصلاح، متهمة إياه بعدم تفويت أي فرصة لمهاجمة قيادة الحزب. أما (كورييري ديلا سيرا) فذكرت أنه خلال اجتماع قيادة الحزب الديمقراطي، الذي تميز بالخلاف بين بوشي وكوبيرلو، اقترح زعيم الحزب مرحلة تعبئة (20 مايو-15 يوليوز) قبل إجراء الاستفتاء على الإصلاح، ثم تعبئة ثانية خلال فترة الصيف (15 يوليوز - 10 شتنبر)، ومرحلة ثالثة لإعداد مؤتمر الحزب. وفي سويسرا، واصلت الصحف اهتمامها بأثر الأزمة الغير مسبوقة للاجئين على مستقبل المشروع الأوروبي. وكتبت (لا تريبون دون جنيف) تحت عنوان " الأزمات ترسم الحدود داخل الاتحاد الأوروبي "، أنه وأمام أزمة المهاجرين، يكتشف مواطنو القارة العجوز أن أبواب الاتحاد كانت مشرعة. وأعرب كاتب العمود عن أسفه لإقامة الحدود داخل الاتحاد الأوروبي، على حساب حرية تنقل الأشخاص والسلع التي تشكل أساس المشروع الأوروبي، مشيرا إلى أن النزعات القومية تتزايد باستمرار في عدد من البلدان الأوروبية. أما (24 أور) فقد سلطت الضوء على تحذيرات رئيس المفوضية الأوروبية من كارثة سياسية للاتحاد الأوروبية، بسبب إغلاق النمسا لحدودها مع إيطاليا من أجل الحد من تدفق اللاجئين. وفي السياق ذاته، أشارت (لوطون) في مقال تحت عنوان " جدار الخلاف "إلى التظاهرات ضد إغلاق الحدود الإيطالية النمساوية والسياسة المعادية للهجرة. وفي بلجيكا، واصلت الصحف اهتمامها بحركة الإضراب التي تشهدها المؤسسات السجينة الفرونكفونية. وذكرت (لافونير) أن الإضراب الذي بدأ قبل يومين سيتواصل اليوم الثلاثاء، مضيفة أن النقابات تدين الاستعانة بالجيش لتعويض الحراس. واعتبرت أن المدافعين عن حقوق العاملين بالمؤسسات السجنية يرون في اللجوء إلى الجيش دليل على فشل المشاورات الاجتماعية، ويؤكد عدم اهتمام بجودة الخدمات العمومية. وتحت عنوان " مأزق " كتبت لوسوار أن أزمة المؤسسات السجنية البلجيكية تتفاقم، مشيرة إلى أن إرسال الجيش إلى السجون لن يساعد على الدفع بالمفاوضات. وتساءلت (لاليبر بلجيك) عن سبب المشاكل التي آلت إليها أزمة السجون، مضيفة أن هذه الأزمة كشفت عن عجز السلطات العمومية على مواجهة وضع كان متوقعا. وفي هولندا، شكل إلغاء إجراءات عزل رئيسة البرازيل ديلما روسوف أبرز اهتمامات الصحف الصادرة اليوم. وكتبت (إن إر سي) تحت عنوان "إلغاء إجراءات عزل روسوف" أن الرئيس المؤقت لمجلس النواب البرازيلي، والدير مارانهاو، ألغى إجراءات العزل ضد الرئيسة ديلما روسيف بعد تصويت البرلمان يوم 17 أبريل الماضي. من جهتها، أوردت صحيفة (دي فولكس كرانت) تحت عنوان "البرلمان يعلق الاتهامات ضد روسيف" أن أنصار هذه الأخيرة وصفو محاولة اقالة الرئيسة بأنه انقلاب، مضيفة أن عواقب مثل هذا القرار وتصويت مجلس الشيوخ بشأن هذه المسألة ليست واضحة. وأشارت اليومية إلى رد فعل المعارضة التي رفضت قرار مارانهاو وسارعت إلى البحث عن سبل إلغائه، مشيرة إلى أن الرئيسة بدت حذرة بخصوص هذا الإلغاء الذي علمت به خلال اجتماع عمومي. وفي فرنسا علقت صحيفة (لوموند) على انتخاب صديق خان المسلم من اصل باكستاني عمدة لمدينة لندن ، مشيرة الى ان هذا الحدث يظهر وجها آخر للمملكة المتحدة التي توجد في خضم حملة الاستفتاء المقرر تنظيمه في 23 يونيو حول بقاء او خروج بريطانيا من الاتحاد الاروبي . واضافت الصحيفة انه عوض الشعبوية والمشاعر المعادية للمهاجرين ، والشعور القومي فضل الناخبون اللندنيون الانفتاح والتفاؤل ، وقوة التنوع. من جهتها تطرقت صحيفة (ليبراسيون) الى الاتهامات بالتحرش الجنسي التي تستهدف النائب المدافع عن البيئة دنيس بوبين، مما دفعه الى الاستقالة من منصبه كنائب لرئيس الجمعية الوطنية الفرنسية. وأضافت الصحيفة ان ما جاء على لسان النساء اللائي كشفن هذا النوع من العنف، يستحق الا يطويه النسيان او التعامل معه باستخفاف كما هو الشان في الغالب. من جانبها انتقدت صحيفة (لوفيغارو) التعديلات التي ادخلت على مشروع قانون العمل بدافع التوافق، معتبرة ان النص الحالي تغير كثيرا مقارنة مع النص الاصلي. وقالت الصحيفة ان الحكومة خضعت تحت ضغط اليسار والنقابات، وعدد من الطلبة، معتبرة ان هذا القانون عوض ان يبسط الولوج الى العمل سيتمخض عن شكل جديد من البيروقراطية.