اهتمت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء بأوروبا الغربية بمجموعة من المواضيع من أبرزها إعلان رئيس الوزراء الفرنسي ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، ورفض الاصلاح الدستوري في إيطاليا. ففي إسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها برفض الايطاليين خلال استفتاء أول أمس الأحد مشروع الإصلاحات الدستورية الذي اقترحه رئيس الوزراء، ماتيو رينزي، الذي أعلن أنه سيستقيل بعد هذه النتيجة. وهكذا كتبت صحيفة (لا راثون) تحت عنوان "أوروبا تخشى أن تثير إيطاليا أزمة الأورو" أن الأسواق المالية تتوقع رد فعل البنك المركزي الأوروبي في وقت تستمر فيه معاناة البنوك الإيطالية. من جهتها ذكرت (الباييس)، تحت عنوان "ايطاليا تبحث عن مخرج أمام الجمود عقب إعلان استقالة رينزي" أن وزير الاقتصاد الإيطالي بيير كارلو بادوان، يبقى المرشح الأوفر حظا لخلف رئيس الوزراء الإيطالي الحالي بعد استقالته. وفي سياق متصل أوردت (أ بي سي) أن هزيمة رينزي كانت متوقعة، مشيرة إلى أن +لا+ فازت في الاستفتاء لأن رئيس الحكومة الإيطالية واجه القطاعات الأكثر قوة في المجتمع الإيطالي وبلد "جامد تقليديا"، ما أجبره على إعلان استقالته. وفي فرنسا، اهتمت الصحف بترشح الوزير الأول مانويل فالس للانتخابات الرئاسية لسنة 2017، حيث كتبت (ليبيراسيون) أن فالس سيخوض سباق الرئاسيات، مشيرة إلى أنه يسعى للم شمل حزبه من خلال تحمله لحصيلته داخل الحكومة. من جانبها، أكدت (لوفيغارو) أن مانويل فالس سيحاول المصالحة بين تيارين داخل اليسار وتوحيدهما من أجل دعم ترشيحه في الانتخابات الرئاسية. أما (لوموند) فاعتبر أن المهمة ستكون صعبة بالنسبة لمانويل فالس، مضيفة أن الأغلبية داخل الحزب الاشتراكي غير مستعدة لتسهيل مهمته للترشح للانتخابات التمهيدية ل 22 و29 يناير 2017، مضيفة أن مؤيديه يستبعدون فوزه في 2017 لكن يراهنون على هزيمة مشرفة كما وقع مع ليونيل جوسبان مما سيمكن فالس من وضع يده على الحزب الاشتراكي وإعداده لانتخابات 2022. وفي إيطاليا، تناولت الصحف من جديد موضوع استقالة رئيس الحكومة ، ماتيو رينزي، بعد فشله في الاستفتاء الذي نظم حول الإصلاح الدستوري، مؤكدة على وجه الخصوص ، أن رئيس الدولة سيرجيو ماتاريلا أحيط علما بإرادة رئيس الوزراء الاستقالة ، لكنه طلب منه تأجيل تنفيذ قراره الى حين اعتماد قانون المالية لعام 2017. يتبع. وتحت عنوان "رينزي، تأجيل الاستقالة" كتبت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" " أنه في أعقاب اجتماع للحكومة دام بضع دقائق، قرر ماتيو رينزي "وضع مصيره" في يد الرئيس، سيرجيو ماتاريلا، الذي التقاه لمدة نصف ساعة بمقر الرئاسة الإيطالية. وقالت الصحيفة ان مارتاريلا أحيط علما بإرادة رينزي الاستقالة، لكنه طلب على الفور تأجيل تنفيذ قراره إلى حين اعتماد قانون المالية لسنة 2017 مشيرة الى أن رئيس الدولة سيبدأ قريبا مشاورات لتشكيل حكومة جديدة. من جانبها، كتبت صحيفة '' لا ريبوبليكا '' أنه بناء على طلب من رئيس الدولة، فإن رينزي لن يستقيل الا بعد اعتماد ميزانية عام 2017، مشيرة إلى أن السيد مارتاريلا لا يحبذ تنظيم انتخابات مبكرة قبل اعتماد قانون انتخابي جديد. وفي ألمانيا تركز تعليق الصحف على رفض الإيطاليين للاستفتاء على الدستور الذي اقترحه رئيس الوزراء المستقيل ماتيو رينزي . فاعتبرت صحيفة (راين تسايتونغ ) أن نتائج التصويت تعكس أن الايطاليين لا يثقون في الكثير من الأحيان في الطبقة السياسية أكثر من أي بلد آخر ، لذلك لن يشكل رئيس الوزراء رينزي الاستثناء في تمرير تعديلات على الدستور . من جانبها اعتبرت صحيفة ( هانوفريشة أليغماينة تسايتونغ) أن الإيطاليين قد صوتوا في الاستفتاء ضد رينزي الذي تراه هو نفسه مسؤولا عن النتيجة. وأضافت الصحيفة أن الاستفتاء نظم بعد قرابة ثلاث سنوات على تنصيب حكومته ، فظلت نسب البطالة بين الناخبين الشباب مرتفعة ، لذلك كان عليه ألا يتوقع أن يكون التصويت على الاستفتاء لصالحه . وترى الصحيفة أن رينزي مع ذلك كانت له مزاياه كإصلاحي وحظي باحترام من قبل شركائه الأوروبيين. أما صحيفة (نوربورغر ناخغيشتن) فحذرت من العواقب الاقتصادية الوخيمة في إيطاليا مشيرة إلى أن الوضع في روما الآن غير واضح مما قد يزيد من تفاقم الأزمة وقرب اقتصاد البلاد من الهاوية . وترى الصحيفة أن إيطاليا قد تزيد بالتالي من ثقل ازمة منطقة الأورو وتطرح تحديا مختلفا تماما عن اليونان لتحقيق الاستقرار المرضي .يتبع. صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) ترى من جانبها في استقالة رينزي خسارة للايطاليين ولجميع الأوروبيين سيفقدون فيه مصلحا ذكيا، وشخصية نشيطة وهي خسارة صعب تعويضها في إيطاليا. وأشارت إلى أن الإصلاحات صعبة لكنها كانت ستؤدي إلى استقرار الوضع ، إلا أن الرافضين اعتبروها تهديدا مضيفة أن البلاد تعيش الآن مرحلة غموض. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بانشغالات البنك البريطاني المركزي، وفوز الفنانة البريطانية هيلين مارتن بجائزة تيرنر، وانتكاسة الجهاديين في ليبيا. وأشارت (الفاينانشال تايمز) إلى قلق محافظ البنك المركزي البريطاني، مارك كارني، إزاء فقدان شامل للثقة في النظام الاقتصادي، بعد أن عصفت صناديق الاقتراع بعدد من القوى المحلية، مشيرا إلى أن "الكثير من مواطني البلدان المتقدمة فقدوا الثقة في النظام، رسيما بعد تصويت البريطانيين لصالح البريكسيت واختيار دونالد ترامب رئيسا لأميركا. أما (الديلي تلغراف) فتطرقت لتتويج الفنانة اللندنية، هيلين مارتين، بجائزة تيرنر 2016 على منحوتاتها من مواد غير عادية كجلد الأسماك والمكعبات المستخدمة في البلياردو، مشيرة إلى أن هذه الفنانة، البالغة 31 سنة، توجت بهذه الجائزة أمام ثلاث فنانين آخرين هم مايكل دين وجوزفين برايد وأنثيا هاملتون. وفي سياق آخر تطرقت (الاندبندنت) للوضع بليبيا حيث مني مقاتلو تنظيم "داعش" بانتكاسة كبيرة إثر طردهم من معقلهم بمدينة سرت الليبية الذي دافعوا عنه لأكثر من ستة أشهر، مشيرة إلى أن حكومة الوحدة الوطنية الليبية أعلنت عن هذا الانتصار، مرحبة ب"عودة" المدينة إلى حضن الدولة. وفي البرتغال، اهتمت الصحف، بدورها، بالأزمة السياسية الإيطالية بعد إعلان رئيس الوزراء، ماتيو رينزي، استقالته من منصبه. وأشارت (دياريو دي نوتيسياس) إلى أن القادة الأوروبيين يفضلون عدم تهويل الوضع، لكنهم يبقون قلقين مع ذلك من خروج رئيس الوزراء الإيطالي من المشهد السياسي، مشيرة إلى أنه بعد 1017 يوم في الحكم أضحت ولاية رينيزي، التي استمرت نحو سنتين وتسعة أشهر، رابع حكومة تعمر أكثر في تاريخ الجمهورية الإيطالية. من جهتها أشارت (بوبليكو) إلى أنه بعد طول انتظار ل"العاصفة" بعد انتصار "لا" في استفتاء أول أمس، جاء رد فعل الأسواق، وكانت بورصة ميلانو الوحيدة التي تراجعت في أوروبا وخسرت 0,22 بالمائة، فيما استقرت معدلات الفائدة على الدين عند مستويات قريبة جدا من نهاية الأسبوع الماضي، بينما ارتفع الأورو قليلا مقابل الدولار.