انصب اهتمام الصحف العربية، الصادرة اليوم السبت، على الموقف الأخير المفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حركة الاستيطان، وحول ما إذا كان سيترجم موقفه إلى رد فعل عملي رادع لآلة الاستيطان الإسرائيلية، وأيضا على الدور الإيراني الممتد في المنطقة والداعم لنظام الأسد، ومدى تاثير المتغيرات السياسية الدولية في اتجاه الحد من قوة وصلابة التحالف الروسي الإيراني داخل المعترك السوري، والتوقعات بشأن جولة جنيف للحوار السوري السوري المنتظرة بالنظر لحجم تموقع كل فريق في المعارك الجارية على الأرض، وكذا حرب الإبادة الممنهجة لمسلمي الروهينغا في ميانمار، واحتضان دبي لموعدين عالميين وهما "الحوار العالمي للسعادة" و"القمة العالمية للحكومات"، إلى جانب جملة من المواضيع ذات الصلة بالشأن المحلي، منها على الخصوص، إحباط قوات الأمن البحرينية لمحاولة تهريب مطلوبين في قضايا إرهابية وتشديد كثير من الأقلام على ضرورة الضرب بيد من حديد على كل من تبث تورطه، والجدل المتواصل في لبنان بشأن إخراج قانون انتخابات جديد فضلا عن الزيارة المرتقبة للرئيس اللبناني لكل من مصر والأردن. ففي قطر، تناولت صحيفتا (الراية) و(الشرق)، في افتتاحيتيهما، الموقف الأخير المفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حين صرح لصحيفة إسرائيلية بان الاستيطان "لا يصب في مصلحة السلام". وفي هذا الصدد، شددت صحيفة (الراية) على ضرورة ان يتحول هذا الانتقاد لإسرائيل إلى "موقف أمريكي صارم تجاه مجمل الممارسات الإسرائيلية"، في نفس الوقت الذي "على ترامب أن يدرك أن العلاقات التاريخية الوثيقة بين العالم العربي وأمريكا تتطلب منه أن يأخذ المخاوف العربية والخليجية حول قضايا المنطقة وعلى رأسها قضية فلسطين المركزية والموقف من إسرائيل موضع الاعتبار، وأن ذلك يتطلب منه موفقا واضحا" وان نقل السفارة الأمريكية إلى القدسالمحتلة "خط أحمر ويضر بالعلاقات العربية الأمريكية ويشكل كارثة على السلام والقضية الفلسطينية". وأضاف كاتب الافتتاحية ان موقف ترامب يكتسي أهميته من أنه جاء قبل أيام قليلة من لقائه المرتقب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، و"لذلك فهو يمثل رسالة أمريكية جديدة إلى الحكومة الإسرائيلية"، على أمل "ألا تكون هذه الرسالة مجرد علاقات عامة ". وتحت عنوان "وقف الاستيطان مفتاح السلام"، اعتبرت صحيفة (الشرق) ان موقف ترامب هو "الأكثر وضوحا عن الاستيطان منذ تنصيبه. وربما يكون الأكثر إنصافا للفلسطينيين، خاصة عندما طالب إسرائيل بكل صراحة بالتعامل المنطقي مع القضية". واستدرك كاتب افتتاحية الصحيفة بالقول ان "تصريح ترامب الأخير إيجابي بالقدر المعقول، لكن ينقصه التطبيق العملي على الأرض، كما يحتاج لمزيد من الضغوط على إسرائيل للاستجابة، والتراجع عن سياساتها الاستيطانية والتوسعية في الأراضي المحتلة، والانصياع للقرارات الدولية ". ومن جهتها، توقفت (الوطن)، في افتتاحية تحت عنوان "قطر.. حراك سياسي واقتصادي مشهود"، عند ما يجتذبه من إشادة وتنويه عالميين "حراك قطر في الاقتصاد" وفي عالم السياسة ومبادراتها "المقدرة في تسوية النزاعات المسلحة"، و"توطيد دعائم السلام والتنمية"، و"مد يد المساعدات الاقتصادية والإنسانية". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إن إحباط قوات الأمن لمحاولة تهريب مطلوبين في قضايا إرهابية عبر البحر، أول أمس، تمت بأعلى مستويات الاحترافية، معتبرة أنه "نجاح باهر يحسب لأجهزة الأمن، وفشل ذريع بحق عملاء إيران والانقلابيين". وقالت إن هناك ملاحظة هامة يجب أن توجه لوزارة العدل بالأخص، في ما يتعلق ببعض مواقف وتصريحات تصدر عن "شخصيات في الجمعيات الانقلابية تملأ فيها وسائل التواصل بهدف التأثير على الناس، وتحريضهم على الدولة وعلى قانونها وقضائها"، مبرزة أنه على الدولة المضي في تطبيق القانون، والاستمرار في "الضرب بيد من حديد على رأس كل إرهابي وخائن وانقلابي". ومن جهتها، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أن الإرهاب الذي تشهده البحرين مهما حاول أنصاره تبريره ومهما كانت الضغوطات الدولية تجاه الدولة حياله يجب أن يواجه بالشدة، "تلك الشدة الرادعة التي تتمكن من دحر من يحاول زعزعة أمن الآمنين". وأضافت الصحيفة أنه من غير المقبول لأي دولة ألا يسيطر رجال أمنها سيطرة تامة على أحياء عديدة فيها ولا يتمكن رجال الأمن من دخول بعض قراها إلا وهم مدججون بالعتاد، مشددة على أنه "لا يمكن أن يكون للإرهابيين يد الترويع ضد المدنيين ولا يجدون من يحميهم لأنهم داخل تلك القرى". وفي الإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، عن انطلاق الحوار العالمي للسعادة، اليوم السبت بدبي، في سياق المبادرات الرامية إلى مد علاقة وثيقة مع المستقبل، وارتياد آفاقه الرحبة . وأشارت الصحيفة إلى أن الحوار العالمي الذي تستضيفه دبي اليوم يستعرض وضع السعادة ومكانتها على أجندة العالم، وفي أولوية عمل الحكومات، كما يبحث فيها باعتبارها المقياس الجديد لازدهار الدول، كما يستشرف موقعها في التنمية، وعلاقتها بمفاهيم الرفاه، إلى جانب بحث دور المدن في تحقيقها وتمكين الإنسان منها. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، إلى احتضان دبي يوم غد الأحد لأشغال القمة العالمية للحكومات في دبي بمشاركة عالمية واسعة، وحضور آلاف المعنيين بينهم رؤساء دول وحكومات وخبراء ومختصين وعلماء وقياديين في مجالات كثيرة، وشخصيات عالمية بارزة، لبحث غد البشرية ومستقبلها وتحدياتها التي "تحتاج لتعاون جميع الجهود العالمية وشد إزارها وتبادل خبراتها لقهر كل ما يعيق التوجه إلى غد يريده الجميع مشرقا للأجيال القادمة في كل مكان". أما صحيفة (الخليج)، فتطرقت، في افتتاحيتها، إلى مأساة شعب الروهينغا في ميانمار ، التي تمثل واحدة من مآسي العصر المنسية أو المهملة، حيث يتعرض شعب بكامله منذ أكثر من خمس سنوات لأبشع عمليات الإبادة والتمييز العنصري على يد الجماعة العسكرية الحاكمة . وأبرزت الصحيفة أنه كان مأمولا أن يؤدي انتخاب أونغ سان سوكي زعيمة حزب (الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية) لقيادة البلاد إثر انتخابات ديمقراطية، إلى أن تبدأ ميانمار مسارا جديدا في تعاملها مع الروهينغا، وترفع عنهم قبضة الجيش الثقيلة التي أذاقتهم القهر والهوان والمذلة، ومارست بحقهم أبشع أشكال التمييز الديني والعرقي، بزعم أنهم دخلاء على البلاد ولا يدينون بالبوذية الديانة الرسمية للبلاد، "إلا أن الأمور ازدادت سوءا ولم تستطع أونغ سان سوكي الحائزة على جائزة نوبل للسلام تخفيف وطأة المذابح عن الروهينغا، إما لعجزها عن مواجهة العسكر، وإما لتخاذلها عن القيام بدورها، رغم أنها وصلت إلى السلطة محمولة على شعارات الديمقراطية والحرية والعدالة بعد أن خرجت من العزلة والإقامة الجبرية التي كان الحكم العسكري قد فرضه عليها" . وفي السعودية، كتبت يومية (الرياض) أن كسب النظام السوري وحلفيه الإيراني لمعركة حلب كان بمثابة هدية أوباما الأخيرة لنظام بشار الأسد وأصدقائه في الحرس الثوري الإيراني، "ومع نهاية فترة حكم أوباما سيكون نصر النظام في حلب ثمنا سياسيا وعسكريا جديدا ربما يكلف بشار الأسد الشيء الكثير ومنها خسارته الحكم في سورية". واعتبرت الصحيفة أن التحالف الروسي الإيراني في سورية لم يعد "بالقوة الصلبة" التي تضمن بقاء بشار الأسد في الحكم، ونهاية (داعش) في سورية سوف تفرز معارضة سورية وطنية ستجد واشنطن فيها حليفا أكثر مصداقية في الحرب على الإرهاب الذي بنهايته ستكون نهاية بشار الأسد، مؤكدة أنه في حال نجحت المعارضة في الاشتراك في الحرب على الإرهاب في سورية. سوف تنجح في إزالة نظام بشار الأسد. ومن جهتها، كتبت يومية (عكاظ)، في افتتاحيتها، أن النظام الإيراني عمل في آخر أيام الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، على إزالة كل الشعارات العدائية التي تنادي بالموت لأمريكا، وذلك عقب الاتفاق النووي الذي اعتبرته إدارة دونالد ترامب "اتفاقا كارثيا وهدية مجانية لإيران". "وما إن حمل الرئيس ترامب العصا الغليظة ضد إيران وميليشياتها في المنطقة"، تضيف الصحيفة، "حتى استدعى النظام الإيراني بين عشية وضحاها شعارات الموت ضد أمريكا وكأنها بضاعة سوق حسب الطلب"، معتبرة أن "مثل هذه الشعارات ما هي إلا إعادة إنتاج الماضي. فيما أن المعضلة الأساسية في المنطقة هي فلسفة النظام الإيراني القائم على تصدير الاضطرابات". وفي نفس الموضوع، كتبت يومية (الجزيرة) في مقال تحت عنوان "إيران وضياع البوصلة" أنه منذ قيام الثورة الإيرانية، اعتاد النظام الإيراني ترديد كثير من المصطلحات الثورية، "لكن ما أن استقرت الأمور في الجمهورية ووصل أهل هذه الشعارات إلى سدة الحكم حتى تناسوا شعاراتهم وأصبح القادة المستضعفون هم المستكبرون، وأدخلت إيران نفسها في لعبة الدول العظمى فأصبحت تتقاذفها القوى الشرقية والغربية". ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن هناك توجهات جديدة في إيران تسعى لتوجيه دلالة مصطلح "العدو" على المملكة العربية السعودية، مؤكدة ضرورة أن "تضبط إيران بوصلتها بعد هذا التوجه الخطير نحو قبلة المسلمين جميعا دون استثناء ومن ضمنهم مسلمي إيران، لأن المشكلة لا تنحصر في البوصلة الإيرانية وانحرافها، بل في تبعات هذا التوجه الخطير". وفي لبنان، اهتمت صحيفة (الأخبار) بالجدل المستمر بالبلد حول قانون الانتخابات النيابية المتوقعة في ماي المقبل، معلقة تحت عنوان "عون وانتخابات 2017: لا عودة إلى الوراء" قائلة إن رئيس الجمهورية ميشال عون يخوض معركة القانون الجديد للانتخاب، موضحة أن عون يسعى وعلى غرار ما قام به الرئيس الأسبق فؤاد شهاب سنة 1960 بتصحيح التمثيلين السياسي والشعبي في مجلس النواب، إلى شعار مماثل يتمثل في تصحيح تمثيل الأحجام. واهتمت الصحيفة أيضا بذكرى اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري يوم 14 فبراير، مشيرة في مقال تحت عنوان "خطاب الحريري في 14 فبراير: (جمهور) الطائفة أولا" الى أن كل الشعارات "الرنانة" التي اعتاد جمهور (تيار المستقبل) سماعها في الذكرى 14 "ستغيب وسيحل محل ها تأكيد صوابية التسوية التي سار نحوها" رئيس الحكومة الحالي سعد الحريري بانتخاب ميشال عون رئيسا للبلاد. وخلصت الى أن الخطاب سيكون موجها في الدرجة الأولى إلى الجمهور "داخل الطائفة، كون الذكرى تأتي عشية الانتخابات النيابية". وإقليميا وفي سياق متابعة الأزمة السورية، كتبت الصحيفة تحت عنوان "من الباب إلى ريف اللاذقية: الميدان نحو مزيد من الاستعمار تمهيدا لجنيف" تقول إنه ورغم "صعوبة الجزم" بعقدها في موعدها، تبدو جولة جنيف المنتظرة مناسبة لصرف أي تقدم ميداني يحققه طرف من أطراف الحرب السورية. وخلصت الى أنه وعلى نحو مماثل لكثير من الجولات السابقة، تبرز ملامح سعي دؤوب من مختلف الأطراف إلى تهيئة مشهد ميداني يناسب تطلعات كل منها ويدعم موقفه، من أرياف حلب (الشرقي والشمالي والغربي)، إلى ريف اللاذقية وسواها من الجبهات. أما (الجمهورية) فتحدثت عن الزيارة المتوقعة لعون للقاهرة وعمان الإثنين والثلاثاء المقبلين، والتي "تشكل الإطلالة العربية الثانية له بعد انتخابه رئيسا للجمهورية" بعد المملكة العربية السعودية وقطر. وقالت الصحيفة إن عون وفضلا عن المباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة ابراهيم محلب، سيزور مقر الجامعة العربية والأزهر. وبعمان قالت إن المباحثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ستركز، إضافة الى القضايا الثنائية، على ملف اللاجئين السوريين والعراقيين في ضوء التجربتين المتشابهتين بين لبنان والأردن وسبل التخفيف من كلفة النزوح على اقتصاد البلدين، ومختلف نواحي الحياة فيهما ومجالات التعاون لترجمة الوعود العربية والغربية بمزيد من المساعدات وسبل إعادة اللاجئين الى مناطق آمنة. أما (الديار) فركزت هي أيضا على قانون الانتخابات النيابية، معتبرة أنه وبين موجات المتفائلين بإقرار قانون جديد قبيل انتهاء المهلة المتبقية لصدور مرسوم دعوة الهيئات الناخبة بعد ايام، وبين المتشائمين المعولين على الظروف الاقليمية وجولات المبعوثين، تستمر بورصة الترجيحات والصيغ صعودا ونزولا.