يبدو أنَّ انفتاح المغرب على جواره الإفريقي وتعزيز تعاونه الاقتصادي مع الدول الإفريقية، خلال السنوات الأخيرة، سيجعل منه جسرا اقتصاديا يتعدى حدود المملكة ليربط القارة السمراء مع دول عربية وإسلامية أخرى. المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة (ITFC)، وهي عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، تستعدُّ، بشراكة مع الوزارة المكلفة بالصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي، لإطلاق برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية، بالعاصمة الرباط. ويهدف برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية إلى تعزيز العلاقات التجارية وتطوير قطاع الأعمال؛ وذلك عن طريق خلق شراكات جديدة بين المنطقتين. وسيحضر منتدى إطلاقه، الذي سيفتتح مولاي حفيظ العلمي ورئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، العديد من الشخصيات من الدول العربية ودول إفريقيا جنوب الصحراء الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي. ويأتي اختيار الرباط لتنظيم منتدى إطلاق هذا المشروع، حسب ما جاء في بلاغ صادر عن الجهة المنظمة، إلى التجربة المهمة التي راكمتها المملكة في مجال الشراكة مع دول إفريقيا جنوب الصحراء، ودعمها للمبادرات المتعلقة بالتطور الاقتصادي والاجتماعي لدول العالم الإسلامي. ويُعدّ برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية المبادرة الأولى من نوعها التي تجمع بين المؤسسات الكبرى للتمويل والتجارة بالمنطقتين العربية والإفريقية، التي تنتمي إلى منظمة التعاون الإسلامي. وشهد حجم التبادل التجاري بين الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، خلال العشر سنوات الأخيرة، تطورا لافتا؛ فقد انتقل من 271.45 مليار دولار سنة 2005 إلى 694.23 مليار دولار سنة 2015، أي بزيادة قدرها 156 في المائة. بالموازاة، مكّن التنسيق بين مختلف مؤسسات منظمة التعاون الإسلامي في مجال التمويل والتطوير التجاري وضمان ائتمان الصادرات من زيادة حصة التجارة البينية للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، بنسبة 31.5%، حيث مرت من 15.5% سنة 2005 إلى 20.33% سنة 2015. ويروم منتدى جسور التجارة العربية الإفريقية، المزمع انعقاده يومي 22 و23 فبراير الجاري بالعاصمة الرباط، تجاوز العديد من التحديات التي تؤثر على تطور العلاقات التجارية بين المنطقتين، والتي تعود إلى مجموعة من العوامل؛ كمشاكل الولوج إلى الأسواق، وانعدام البنيات التحتية المناسبة، وانعدام المعلومات المتعلقة بالأسواق. وأعلنت المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة عن وضع خطة تمتد على مدى ثلاث سنوات، لتعزيز العلاقات التجارية بين الدول العربية والإفريقية جنوب الصحراء، الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وتجاوز التحديات الاقتصادية لهذه الدول، وتعزيز المبادلات التجارية والاقتصادية في مختلف القطاعات غير المستَغَلّة، في أفق إنشاء سوق مشتركة بالمنطقة.