أطلقت المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة(ITFC) عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، صباح يوم الأربعاء 22 فبراير2017 بالرباط، برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية. وتباحث نخبة من المسؤولين ورجال الأعمال من الدول العربية والإفريقية سبل تعزيز التجارة البينية بين المنطقتين، وتطوير علاقات الشراكة والتعاون التجاري، وذلك في إطار منتدى إطلاق المبادرة الذي يمتد على مدى يومين، و الذي ينظم بشراكة مع الوزارة المكلفة بالصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي المكلفة بالتجارة الخارجية المغربية. وقال رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية بندر بن محمد حمزة حجار خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى أن العلاقات النموذجية التي تتمتع بها المملكة المغربية مع الدول العربية والتطور النوعي الذي عرفه مستوى الاستثمار بين المغرب والدول الإفريقية يؤهل المملكة للقيام بدور رائد في تنمية العلاقات التجارية بين الدول العربية والإفريقية. وأكد الوزير المنتدب بوزارة الصناعة والتجارة "مأمون بوهدهود" أن المغرب ملتزم بتعزيز التعاون بين هاتين المنطقتين، خصوصا أنه سيشكل وسيلة لتنمية الدول، وخلق فرص عمل جديدة. وأشار في مداخلته الافتتاحية على مجموعة من المشاريع التنموية بالقارة من ضمنها مشروع خط الغاز مع نيجريا. ومن جانبه قال هاني سالم سنبل الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، إن حجم التبادل التجاري بين العالمين العربي والإفريقي لا يرقى إلى مستوى طموحات وتطلعات بلدان الإقليمين. ووفقا لإحصائيات المركز الإسلامي لتنمية التجارة فقد بلغت حصة التجارة البينية العربية الإفريقية 2.1 بالمائة في عام 2015. في المقابل أظهرت إحصائيات مركز التجارة الدولية للفترة ما بين 2011 و2015 أن متوسط قيمة صادرات 17 دولة عربية نحو العالم بلغ ما قيمته 1.06 ترليون دولار أمريكي بينما بلغت صادرات 22 دولة افريقية جنوب الصحراء أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى مختلف بلدان العالم ما يقارب 160 مليار دولار. وهو ما اعتبره سالم سنبل إمكانات تجارية كبيرة غير مستثمرة والتي من شانها أن تسهم في تحقيق المزيد من التكامل الاقتصادي بين العالمين الإفريقي والعربي. وتضم مبادرة جسور،المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا "باديا) وصندوق الأوبك للتنمية الدولية (اوفيد) والصندوق السعودي للتنمية وبرنامج تمويل التجارة العربية والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة والمؤسسة الإسلامية لتامين الاستثمار وائتمان الصادرات والمؤسسة العربية الاستثمار. واتفقت المجموعة على تصميم برنامج لمدة ثلاث سنوات لتعزيز التعاون التجاري بين الدول العربية. ويهدف المشروع إلى تعزيز وزيادة التدفقات التجارية بين البلدان العربية والإفريقية، وتوفير وتعزيز فرص التمويل التجاري، و تعزيز بناء القدرات الحالية المتعلقة بالتجارة. فيما تشمل النتائج المرجوة من المشروع بناء الشراكات تجارية جديدة بين بلدان المنطقتين، و نشر المعلومات عن الفرص المتاحة في الأسواق، وتوفير فرص مناسبة للمتعاملين التجاريين فيما يخص عرض منتجاتهم التصديرية، وكذا إنشاء شبكة للأعمال عبر الانترنيت لتسهيل التواصل، ودعم إنشاء منصات لوجيستيكية جديدة. ويعتبر برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية مبادرة أولى من نوعها تجمع بين المؤسسات الكبرى للتمويل والتجارة بالمنطقتين العربية والإفريقية التي تنتمي إلى منظمة التعاون الإسلامي، وتمتد وفق خطة عمل على ثلاث سنوات. وناقش المنتدى الفرص المتاحة للتجارة والاستثمار، وعرض المشاركون بالمنتدى العناصر والآليات الممكنة لتطوير قطاع التجارة بين المنطقتين العربية والإفريقية فيما يخص التمويل واللوجستيك وتأمين المبادلات التجارية وتطوير البنية التحتية وما يمكن تنفيذه في خطة عمل برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية للسنوات الثلاث القادمة. وسجل حجم التبادل التجاري بين الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي تطورا كبيرا خلال الفترة الممتدة ما بين 2005 و2015، حيث مر من 271,45 مليار دولار أمريكي سنة 2005 إلى 694,23 مليار دولار أمريكي سنة 2015 أي بزيادة قدرها 156 %.