تترأس رقية الدرهم، كاتبة الدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي المكلفة بالتجارة الخارجية، يومه الخميس بالصخيرات، أشغال حدث اقتصادي هام والمتعلق بالاجتماع الأول لهيئة حوكمة مبادرة جسور التجارة العربية الإفريقية، التي أطلقتها المؤسسة الإسلامية الدولية لتمويل التجارة (عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية). وكانت المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة(ITFC) عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، قد أطلقت السنة الماضية بالرباط، برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية، تباحثت فيه نخبة من المسؤولين ورجال الأعمال من الدول العربية والإفريقية سبل تعزيز التجارة البينية بين المنطقتين، وتطوير علاقات الشراكة والتعاون التجاري، وذلك في إطار منتدى إطلاق المبادرة الذي امتد على مدى يومين، ونظم بشراكة مع الوزارة المكلفة بالصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي المكلفة بالتجارة الخارجية المغربية. وقال رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية إن العلاقات النموذجية التي تتمتع بها المملكة المغربية مع الدول العربية والتطور النوعي الذي عرفه مستوى الاستثمار بين المغرب والدول الإفريقية يؤهل المملكة للقيام بدور رائد في تنمية العلاقات التجارية بين الدول العربية والإفريقية. وأكد الجانب المغربي أن المغرب ملتزم بتعزيز التعاون بين هاتين المنطقتين، خصوصا أنه سيشكل وسيلة لتنمية الدول، وخلق فرص عمل جديدة، وأشار إلى مجموعة من المشاريع التنموية بالقارة من ضمنها مشروع خط الغاز مع نيجيريا. وأكد الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، أن حجم التبادل التجاري بين العالمين العربي والإفريقي لا يرقى إلى مستوى طموحات وتطلعات بلدان الإقليمين. ووفقا لإحصائيات المركز الإسلامي لتنمية التجارة فقد بلغت حصة التجارة البينية العربية الإفريقية 2.1 بالمئة في عام 2015. في المقابل أظهرت إحصائيات مركز التجارة الدولية للفترة ما بين 2011 و2015 أن متوسط قيمة صادرات 17 دولة عربية نحو العالم بلغ ما قيمته 1.06 ترليون دولار أمريكي بينما بلغت صادرات 22 دولة إفريقية جنوب الصحراء أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى مختلف بلدان العالم ما يقارب 160 مليار دولار. وهو ما يعتبر منطلق إمكانات تجارية كبيرة غير مستثمرة والتي من شأنها أن تسهم في تحقيق المزيد من التكامل الاقتصادي بين العالمين الإفريقي والعربي. وتضم مبادرة جسور، المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا (باديا) وصندوق الأوبك للتنمية الدولية (اوفيد) والصندوق السعودي للتنمية وبرنامج تمويل التجارة العربية والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة والمؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات والمؤسسة العربية للاستثمار. واتفقت المجموعة على تصميم برنامج لمدة ثلاث سنوات لتعزيز التعاون التجاري بين الدول العربية. ويهدف المشروع إلى تعزيز وزيادة التدفقات التجارية بين البلدان العربية والإفريقية، وتوفير وتعزيز فرص التمويل التجاري، وتعزيز بناء القدرات الحالية المتعلقة بالتجارة، فيما تشمل النتائج المرجوة من المشروع بناء شراكات تجارية جديدة بين بلدان المنطقتين، ونشر المعلومات عن الفرص المتاحة في الأسواق، وتوفير فرص مناسبة للمتعاملين التجاريين في ما يخص عرض منتجاتهم التصديرية، وكذا إنشاء شبكة للأعمال عبر الأنترنيت لتسهيل التواصل، ودعم إنشاء منصات لوجيستيكية جديدة. ويعتبر برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية مبادرة أولى من نوعها تجمع بين المؤسسات الكبرى للتمويل والتجارة بالمنطقتين العربية والإفريقية التي تنتمي إلى منظمة التعاون الإسلامي، وتمتد وفق خطة عمل على ثلاث سنوات. وناقش المنتدى الفرص المتاحة للتجارة والاستثمار، وعرض المشاركون بالمنتدى العناصر والآليات الممكنة لتطوير قطاع التجارة بين المنطقتين العربية والإفريقية في ما يخص التمويل واللوجستيك وتأمين المبادلات التجارية وتطوير البنية التحتية وما يمكن تنفيذه في خطة عمل برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية للسنوات الثلاث القادمة.