في خطوة تصعيدية ضد موقف مجموعة من الأطراف الأوربية التي تستهدف إقصاء المنتجات الفلاحية والبحرية والغذائية التي يتم إنتاجها بالأقاليم الجنوبية الصحراوية المغربية من الدخول إلى القارة العجوز، لجأ المغرب إلى التلويح بوقفة العمل باتفاقية الشراكة التي تجمعه بالاتحاد الأوربي، والتوجه عوض ذلك إلى تعزيز شراكته مع كل من روسيا ودول الخليج العربي، إلى جانب كل من الصين والهند واليابان. وعبر مهنيون عن يقينهم بأن المغاربة لن يدخلوا في مفاوضات مع أوروبا من أجل أطنان من الطماطم على حساب وحدتهم الترابية. وتواصلت مساء الاثنين اجتماعات ماراثونية بمقر وزارة الفلاحة والصيد البحري في العاصمة الرباط، بين مهنيين في قطاع الفلاحة والصيد، من أجل إعداد إستراتيجية بديلة في حالة ما وصلت العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوربي إلى الباب المسدود، بسبب استمرار المناوشات التي يقودها نواب اليسار الراديكالي واليمين المتطرف بالاتحاد الأوربي، والتي تستهدف الإضرار بمصالح المملكة الوطنية والاقتصادية. ويتزامن هذا التصعيد من الجانب المغربي مع صدور تصريحات غير مسؤولة عن مجموعة من النواب، من ضمنها التصريح الصادر عن النائب الأوروبي فلوران مارسيليسي، الذي أصدرا موقفا عدائيا تجاه المغرب بعدما عبر عن "إدانته لمرور شحنة السفينة "كاي باي" عبر ميناء لاس بالماس إلى فرنسا"، ما اعتبره هذا النائب المتطرف "فعلا ينتهك قرار محكمة العدل الأوربية". كما لم يتوان المفوض الأوروبي المكلف بالمناخ والطاقة، ميغال ارياس كانيتي، عن التصريح علنا يوم 3 فبراير الجاري بأن الاتحاد الأوربي "سيأخذ بعين الاعتبار الوضع "المنفصل" لإقليم الصحراء، في مبادلاته مع المغرب في مجال الطاقة المتجددة"، مؤكدا أنه سيتم وفق ذلك استثناء استيراد الطاقة الكهربائية المنتجة في هذا الإقليم المغربي، على الرغم من أن اتفاق التبادل الحر بين المغرب والاتحاد الأوربي لا يستثني أي نقطة من خريطة المملكة. وقال أحمد أوعياش، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية "كومادير"، في تصريح لهسبريس: "نحن بصدد عقد اجتماعات مكثفة مع المسؤولين في وزارة الفلاحة من أجل إيجاد الحلول البديلة للسوق الأوربي، بعد الهجمات المتكررة لمجموعة من النواب والجهاز ضد المصالح المغربية العليا". وأضاف اوعياش في التصريح ذاته: "نحن نطالب الأوربيين بأن يوضحوا موقفهم، لأن كل واحد من الفرقاء البرلمانيين أصبح يعبر عن رأي يناقض روح الاتفاقية التي تجمع أوربا بالمغرب، وبالتالي نريد مخاطبا واحدا مع توضيح الموقف الأوربي بشكل نهائي من الموضوع.. صدور البيان هو بمثابة تنبيه، لأن المغرب يسعى إلى التوفر على رؤية واضحة حتى يتمكن من تحديد موقفه، خاصة أننا كلما برزت إحدى المشاكل نلجأ إلى المحاكم التي تنصفنا، لكن كل مرة نفاجأ بجهة جديدة تريد خلق المشاكل". وأضاف رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية "كومادير"، في تصريحه لهسبريس: "ما يجب أن تعرفه الأطراف الأوربية التي تستهدف المصالح المغربية هو أن المغاربة لا يمكنهم أن يتفاوضوا على مستقبل وحدتهم الترابية من أجل أطنان من الطماطم. لكن في الوقت نفسه نؤكد أن هناك دولا أوروبية تساند المغرب، كفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا واللجنة الأوربية".