سجل بنسالم حميش، الأديب ووزير الثقافة المغربي السابق، "إقبال المغاربة على إبداعات وإنتاجات المشارقة، سواء الأدبية منها أو الفنية، دون أن يقبل المشارقة على إبداعات المغاربة"، داعيا إلى "إدراج أعمال المغاربة في المقررات الدراسية هناك تماما كما نقوم به نحن". حميش، وخلال حلوله ضيفا على مركز هسبريس للدراسات والإعلام، مساء اليوم الاثنين، شدد على أن "الحل لتردي أوضاع الثقافة المغربية يكمن في مبادرات فردية، تسعى إلى البحث والكتابة والإنتاج، بالرغم من أن هنالك إشكالية كبرى تتعلق بالتوزيع بالمغرب، ولا تصل غالبا إلى المشرق". وتابع المفكر ذاته قائلا "إن أعمالنا الأدبية والثقافية المغربية يجب أن تنشر هناك في المشرق كي توزع عندنا وعندهم"، قبل أن يستطرد حميش بأن "الشاذ لا يقاس عليه، بل إن هناك من الروائيين من وزعت أعمالهم بالضفة المشرقية، بالرغم من أنها طبعت في المغرب"، وفق تعبيره. وحول ما إذا كان الاستقرار السياسي الذي تعيشه المملكة، بخلاف العديد من البلدان العربية، من شأنه أن ينعكس إيجابا على الوضع الثقافي بالمغرب، استبعد حميش هذا الأمر مستدلا على ذلك بدراسة أنجزتها جمعية جذور، أكدت "أن ما بين 65 إلى 80 في المائة من المغاربة لا يقرؤون الصحافة المكتوبة، ولا يزورون المتاحف والمسارح ودور السينما". وتابع صاحب "مجنون الحكم" بالقول إن "هذه نسبة مهولة لا يمكننا أن نقفز عليها"، قبل أن يضيف بأن معدل طبع الكتاب بالمغرب لا يتعدى في أبرز حالاته 2000 نسخة تباع على 5 أو 6 سنوات، ليعود حميش في معرض حديثه إلى المشاكل الثقافية بالمغرب؛ من بينها مشكل النشر. وزاد وزير الثقافة المغربي السابق بأن "الكتاب إذا طبع ولم يوزع بشكل جيد، فكأنه لم يطبع نهائيا على الأقل على المستوى الوطني"، مشيرا في ذات الوقت إلى أن "هنالك مشكل التشظي الثقافي في غياب وحدة لغوية، وغياب كذلك للوعي بأن الهوية وعاء الثقافة"، على حد قوله. وأكمل المتدخل بأن "السبب الرئيسي لأزمة الثقافة بالمغرب يعود بالأساس إلى مشكل التعليم بالمغرب؛ "فأزمة الثقافة هي من أزمة التعليم، وما نراه هو انتشار لثقافة الدفتر، وبذلك وجب علينا الاستثمار الجيد والحقيقي في التعليم الأساسي، فضلا عن الرجوع إلى أنظمة الكتاتيب وإصلاحها من أجل اعتمادها مستقبلا". وعرج حميش، ضمن مداخلته، على حضور المثقفين المغاربة على مستوى الأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي"، مؤكدا أن "التواصل عبر الإنترنيت هي مسألة وقت، ومن يقوم بالبحث والكتابة والتفكير لن يجد الوقت للتواصل في مواقع معينة"، على حد تعبيره.