لأول مرة منذ أن شرع مكتب المركزي للأبحاث القضائية في تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية بالمغرب، اضطر "رجال الخيام" إلى إطلاق ثلاث رصاصات "تحذيرية" خلال تدخلهم الأخير الذي أفضى إلى تفكيك خلية إرهابية خطيرة تنشط بكل من مدينتي الجديدةوتازة. وكشف عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، خلال ندوة صحفية صباح اليوم بمدينة سلا، عن بعض المعطيات حول الموقوفين السبعة، إذ ينحدر أغلبهم من الجماعة القروية بلوعوان بإقليم الجديدة، فيما الرأس المدبر الذي لا يتجاوز عمره 20 عاما، ينحدر من مدينة تازة. وفيما تداولت منابر إعلامية خبر حضور عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني ومدير إدارة مراقبة التراب الوطني، إلى عين المكان، صباح الجمعة الفائت، لم ينف الخيام الخبر موضحا في معرض حديثه "أن لا شيء يمنع الحموشي من الحضور لهذا النوع من العمليات". وكشف المسؤول الاستخباراتي ذاته بأن عملية تفكيك خلية "البيت الآمن" بمدينة الجديدة أفضت إلى حجز بعض الأسلحة النارية إيطالية وروسية وألمانية الصنع، تم محو رقمها التسلسلي لسبب ستكشف عنه التحقيقات في مقبل الأيام، ودخلت عبر الحدود المغربية الجزائرية". وفيما يتواصل البحث عن أفراد آخرين ينتمون إلى ذات الخلية، أوضح الخيام أنه تم حجز مواد تستعمل في صناعة المتفجرات من أجل القيان بعملية انتحارية، خاصة الرأس المدبر للعملية، الذي قدم ولاءه لتنظيم "داعش" مستعينا في ذلك بمواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت. وأكمل المسؤول بأن الإرهابي المعني ربط اتصالاته مع قيادي مغربي بسوريا من أحل الالتحاق بالمقاتلين هناك، قبل أن يتوصل بتعليمات تطلب منه صناعة المتفجرات بالمغرب، والقيام بعمليات إرهابية تستهدف شخصيات سياسية وعمومية معروفة، وأماكن سياحية ومقرات بعثات دبلوماسية. وتتراوح أعمار المعتقلين، وفق المصدر عينه، ما بين 20 و29 سنة، جلهم بلا عمل، ودون مستوى معرفي وثقافي، وهو ما أصبحت تستغله الجماعات الإرهابية من أجل استقطاب شباب من هذه الفئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبح من الصعب ضبطها" يؤكد الخيام. وأفاد المتحدث ذاته بأن عملية تفكيك الخلية الإرهابية التي تم الإعلان عنها يوم الجمعة الماضية، تمت في الوقت المناسب، وبما يتلاءم مع الإستراتيجية التي وضعها المكتب المركزي للأبحاث القضائية، والمعتمدة بالأساس على التدخلات الاستباقية التي تستند على معلومات استخباراتية دقيقة. وكانت عناصر "مكتب الخيام" قد حجزت في "بيت الجديدة" مبالغ مالية مهمة، وتحويلات بنكية داخل تراب المملكة، فضلا عن 4 سكاكين كبيرة الحجم، وجهازين للاتصالات اللاسلكية، بالإضافة إلى سراويل عسكرية، وعصي تلسكوبية، ومعدات ومواد كيميائية، وسوائل مشبوهة يحتمل استعمالها في صناعة المتفجرات، وكذا سترتين مزودتين بحزامين ناسفين.