أورد أحد المؤرخين الفرنسيين، في حوار أجري معه، أن اليهود الذين كانوا يقيمون بالمغرب قبل استقلاله سنة 1956، "وجدوا أنفسهم مضطرين للنزوح بشكل جماعي بعد انتهاء عهد الحماية الفرنسية؛ وذلك بسبب خوفهم من البقاء والعيش تحت السيادة العربية". ونشر موقع "Le point" الفرنسي حوارا قصيرا أجراه مع جيورجس بنسوسن، فرنسي مزداد بالمغرب باحث في قضايا يهود أوروبا، تطرق فيه إلى فترة عيش اليهود بالمغرب والمرحلة التي هاجروا فيها إلى إسرائيل، "التي فتحت الباب أمامهم لبناء دولتها ولم شملهم فوق أرض واحدة"، مشيرا إلى أنهم بالرغم من استقطابهم من طرف حكام الكيان الصهيوني، إلا أن "مغادرتهم للتراب الوطني كانت بدافع الخوف على مستقبلهم". وقال الباحث الفرنسي إن "الخوف كان يتملك اليهود المغاربة من عودة السيادة العربية على الأراضي المغربية بعد انتهاء زمن الحماية الفرنسية؛ بحيث لم يتطلعوا إلى مستقبل جيد هناك بسبب نظرتهم إلى الحكام العرب والحياة الصعبة التي كانت تنتظرهم"، مضيفا أن السلطان المغربي رغم وقوفه إلى جانب اليهود، إلا أنه "حرمهم من ارتداء نجمة داوود رغم أنها لم تكن شائعة في البلاد". وفي متابعته لمسار هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل، اعتبر بنسوسن أن هذه الفئة من اليهود شكلت أقلية داخل المجتمع هناك في الأراضي المحتلة؛ حيث "صنف المغاربة ضمن الأقل فقرا وفي خانة اجتماعية ومهنية ضعيفة جدا مقارنة مع باقي الجنسيات الأخرى من اليهود"، قبل أن يضيف: "أن تكون مغربيا هناك، هي علامة تحقير؛ إذ كانوا يعانون من الميز العنصري هناك". الميز الذي تحدث عنه المؤرخ من أصل مغربي تعرض له اليهود أيضا في البلدان الإسلامية التي كانوا يعيشون بها، وفق صياغته لمجريات التاريخ؛ إذ أكد وجود حالة عدم توازن بين مكانة المسلمين واليهود، "الذين كانوا أقل شأنا بعد ما أرغموا على ممارسة شعائرهم الدينية في السر، فيما لم يكن صوتهم مسموعا في المحاكم الإسلامية"، يقول المتحدث ذاته. وزاد الباحث في تاريخ يهود أوروبا، في حواره مع الصحيفة الفرنسية، بالقول: "إن اليهود كانوا دوما في الدرجة الثانية داخل البلدان التي كانت تحت السيادة العربية، فحتى منازلهم كانت ممنوعة من أن تبني على ارتفاع من منازل المسلمين، ما اعتبر آنذاك من طرفهم ضريبة على العيش بعيدا عن الديار؛ أي في المنفى".