اشتكى العشرات من التلاميذ القاطنين بدوار "تمساهلت"، التابع للنفوذ الترابي لجماعة تزارين بإقليم زاكورة، من غياب وسيلة للنقل المدرسي، إذ يضطر أغلبيتهم إلى التنقل عبر سيارات الأجرة وعبر سيارات أخرى "الخطافة"، لالتحاق بحجرات الدراسة. وأوضح التلاميذ، الذين يتابعون دراستهم بالثانوية الإعدادية سيدي عمرو بمركز جماعة تزارين، أنهم يضطرون إلى قطع المسافة الفاصلة بين منازلهم وبين الطريق الجهوية رقم 108 الرابطة بين تزارين وبين النقوب مشيا على الأقدام لتفادي الانقطاع عن الدراسة، في ظل غياب أي تدخل من قبل القائمين على تسيير الشأن المحلي لإنقاذهم من شبح الهدر المدرسي الذي يهدد العديد منهم، خصوصا الفتيات. وعبّر هؤلاء التلاميذ، في تصريحات متطابقة لهسبريس، عن استيائهم من انعدام النقل المدرسي، الذي بات يثير القلق بشكل جدي مع كل موسم دراسي، في ظل لا مبالاة مسؤولي المنطقة بمثل هذه المطالب؛ وهو ما زاد من معاناة أولياء التلاميذ مع مصاريف سيارات الخواص التي يلجأ إليها العديد منهم إلى توقيفها بشكل عشوائي صباح مساء، لغياب النقل المنتظم الذي جعل تلك القرى في عزلة تامة؛ بل إن الكثير من الأولياء رفضوا السماح لأبنائهم بمتابعة دراستهم، بسبب ارتفاع مصاريف النقل وكذا وجبة الغذاء، حيث يضطر البعض إلى المكوث بالقرب من المؤسسة وعدم مغادرتها إلا بعد انتهاء الفترة المسائية من الدراسة، فيما يبقى بعض الأولياء يترقبون توافد أبنائهم بعد قطعهم لمسافات طويلة مشيا على الأقدام وسط ظروف مناخية وطبيعية قاسية. بدورهم، تساءل عدد من الجمعويين بتزارين، في تصريحات لهسبريس، عن كيفية استيعاب هؤلاء التلاميذ لدروسهم في ظل قطعهم لمسافة طويلة، للوصول إلى الحجرات الدراسية، خصوصا في مثل هذه الظروف المناخية الطبيعة والقاسية، مشددين على ضرورة تدخل كل القائمين على الشأن التربوي بالمنطقة لإيجاد حل آني لهذا المشكل بعد التزايد المستمر لنسبة المنقطعين عن الدراسة وغير الملتحقين بأسلاك الثانوية الإعدادية لإكمال مسارهم التعليمي. وقد زاد مشكل غياب النقل المدرسي، الذي يعانيه أغلب التلاميذ المنحدرين من مختلف الدواوير التابعة لجماعة تزارين، في تعميق جراح التهميش والإقصاء الذي تعيشه المنطقة منذ عقود خلت في ظل غياب أي مشاريع تنموية كفيلة بإخراج الساكنة من عزلتها القاتمة. وحذرت فعاليات جمعوية بتمساهلت السلطات المعنية من التصعيد عبر تنظيم أشكال نضالية متعددة، من أجل رفع الضرر عن تلاميذ يواجهون معاناة جمة في سبيل الوصول إلى المؤسسات التي يتابعون بها الدراسة، مشددة على ضرورة تعزيز أسطول سيارات النقل المدرسي بهذه المناطق بسيارات أخرى، لتجنب تعميق الهدر المدرسي.