على بعد مترين من اللافتة التي تستعرض المشاريع المبرمجة لإعادة الاعتبار للمدينة العتيقة، بالعاصمة الرباط، تجمهر عشرات التجار وأصحاب المحلات للاحتجاج على ما يصفونها ب"الأوضاع المزرية التي تعيشها أزقة المدينة، في ظل انتشار أعداد كبيرة من البائعين المتجولين الذين باتوا يشكلون حصارا وخناقاً على كلّ مداخلها وأزقّتها"، وفق تعبيرهم. ونظم التجار المتضررون من الوضع الحالي بمختلف أزقة المدينة العتيقة، اليوم الخميس، وقفة احتجاجية بساحة باب الجديد، بعد ما قرروا إغلاق محلاتهم التجارية تعبيرا منهم عن استنكارهم لما وصلت إليه الأوضاع، وانتفاضا ضد ما اعتبروها "لا مبالاة غير مفهومة من طرف المسؤولين". "المدينة يا جوهرة خرجوا عليك الشفارة"، "المدينة في احتضار.. تراثنا في انهيار"، "واعدتونا ونسيتونا وفي الفوضى خليتونا"، "هذا عيب هذا عار المدينة في خطر"، بعض من الشعارات التي رفعت في المناسبة؛ وذلك بمشاركة بعض من ساكنة أزقة ودروب مدينة الرباط العتيقة، المتضررين بدورهم وفق شهادات متطابقة لبعض منهم. وفي تصويره للوضع الحالي وراء أسوار المدينة، أوضح أحمد المقفع، فاعل جمعوي ممثل تنسيقية تضم ثماني جمعيات ناشطة بالمدينة العتيقة، أن جميع الدروب أصبحت مغلقة بفعل نشاط "الفراشة"، فضلا عن إغلاق العديد من المحلات داخل المدينة، مضيفا: "منازلنا أصبحت مغلقة في وجهنا؛ إذ لا يمكن لنسائنا وأبنائنا ولوج بيوتهم بسبب الاكتظاظ الكبير الذي تعرفه أغلب منافذ الدروب والأزقة". وزاد ممثل التنسيقية المنظمة للوقفة الاحتجاجية، في تصريح لهسبريس، قائلا: "الدور التقليدية في خطر والمساجد والأضرحة مهملة بشكل كبير، والمدارس أصبحت خرائب"، مؤكدا أن الأمر أصبح لا يُحتمل بالنسبة للساكنة التي سترفع رسالة إلى القصر الملكي من أجل التدخل لإيجاد حلول تنهي هذه المعاناة. ووصف المقفع ما تعيشه المدينة العتيقة حاليا ب"السوق الأسبوعي" الذي يقام بالبوادي، مؤكدا أنها بعيدة كل البعد عن تسمية المدينة العتيقة لعاصمة المملكة في ظل الخراب الذي تعرفه جل مرافقها، قبل أن يضيف: "السائح لما يأتي إلى المغرب يسأل عن مدنه العتيقة؛ حيث التاريخ والآثار الشاهدة على الحضارة المغربية، لكن لما يأتي إلى الرباط، لا يرى سوى الخراب". وطالب المحتجون على لسان ممثلهم بإعادة الاعتبار للمدينة وفتح الأبواب والمنافذ من أجل تمكن الساكنة من استنشاق الهواء، موجهين نداء إلى السلطات المشرفة على تدبير الشأن المحلي بالعاصمة لتحمل مسؤولياتهم في إيجاد حل بالنسبة للباعة المتجولين، "الفراشة"، مستدركين بالقول: "التنسيقية ليست ضدهم، بل نحمل السلطات واجب تنظيمهم".