في سابقة من نوعها، يؤدي الفنان والباحث الموسيقي المغربي عمر المتيوي، رفقة مجموعته "روافد موسيقية"، نوبة الإصبهان كاملة لمدة ست ساعات، اليوم الخميس مساء في مقر جمعية "روافد" في برج الحجوي بمدينة طنجة، من خلال عزف نوبة كاملة في يوم واحد. ويورد المتيوي، في تقديم توصلت به هسبريس، بأن "الاختيار تم على نوبة الإصبهان ضمن النوبات الإحدى عشرة التي جمعها محمد بن الحسين الحايك التطواني"، مضيفا أن الإصبهان يصنف النوبة الثانية، إذ يعتبر هذا الطبع التي تنحدر أصوله من بلاد فارس من الطبوع المؤثرة في نفوس المستمعين. هذه النوبة، يتابع الفنان المغربي، قام بتدوينها المستشرق الإسباني أركاديو دِ لارييا، مستعينا بالباحث ألفريد البستاني والمعلم العياشي الوراكلي في أدائها وسردها، ونشرت عن معهد الجنرال فرانكو بمدينة تطوان سنة 1956. وحسب المصدر، صدرت نسخة أخرى لهذه النوبة عن الباحث الطنجي يونس الشامي برواية المعلم أحمد التازي البزور بمدينة الدارالبيضاء سنة 1979، وتتكون هذه النوبة من خمسة ميازين هم: البسيط (13 صنعة)، القائم ونصف (13 صنعة)، البطايحي (14 صنعة)، الدرج (15 صنعة) والقدام (27 صنعة). وترفض مجموعة المتيوي الآلات ذات الأصوات المعدلة والثابتة، مثل البيان والآلات الغربية ذات الدساتين من عائلة الغيتارة التي تفرض سلاليم موسيقية لا تمت بأي صلة إلى الطبوع المغربية الضاربة في عمق التاريخ. ودعا الباحث الموسيقي ذاته إلى البعد عن تقليد الغرب باقتناء آلاته على حساب الآلات الأصلية، أو الشرق باستعمال مقاماته ومواويله الحلبية على حساب الطبوع المغربية المنسجمة مع حضارتنا الأندلسية- المغربية الزاخرة، والتي تبرز الهوية الحقيقية لطبيعة الإنسان في هذه المنطقة التي عرفت تعايشا كبيرا بين عدة حضارات وأديان.