"إنهم شباب أذكياء حاصلون على شواهد من مؤسسات كيبيكية، إنهم مرشحون متميزون للهجرة إلى كيبيك، يعرفون المجتمع الكيبيكي، يتكلمون الفرنسية، وفي أغلب الأحيان يتكلمون لغات أخرى، واندماجهم قد أخذ طريقه، نريد منهم أن يختاروا محافظة كيبيك". بهذه الكلمات، وفق النسخة الكيبيكية من جريدة "ميترو"، عبّرت وزيرة الهجرة بمحافظة كيبيك، كاثلين ويل، عن رغبة المحافظة في الاحتفاظ بالطلبة الذين اختاروا كيبيك لإكمال دراساتهم وتحصلوا على شواهد من مؤسسات كيبيكية؛ وذلك خلال لقاء صحافي عقدته الوزيرة مع عدد من وسائل الإعلام. محافظة كيبيك، أو "المحافظة الجميلة" كما يحلو للكثيرين تسميتها، تشكو من نقص كبير في اليد العاملة في قطاعات مختلفة، وهي مستعدة لفعل أي شيء من أجل إغراء الطلبة الخارجيين المتخرجين في جامعاتها للمكوث بها بصفة دائمة. وفي هذا الصدد، تكثف وزارة الهجرة بكيبيك لقاءاتها بالطلبة بمختلف مدن المحافظة من أجل تحفيزهم على البقاء بها. وتحتضن مدينة مونتريال حصة الأسد من مجموع الطلبة الخارجيين الذين يدرسون بكيبيك؛ حيث يصل عدد المسجلين بمختلف مدارسها وجامعاتها القادمين من خارج المحافظة 50 ألف طالب، يتمركز 30 ألفا منهم بمدينة مونتريال، فيما يتوزع الباقي على مجموع تراب المحافظة، خصوصا بمدينة كيبيك العاصمة، وشيربروك، وتروا ريفيير، وكاتينو. حوالي 15 ألفا من الطلبة الخارجيين بكيبيك عبّروا عن رغبتهم في المكوث بالمحافظة بعد حصولهم على الشواهد، إلا أنه، وفي نهاية الأمر، لا يقوم بتفعيل هاته الرغبة منهم سوى 3000، في الوقت الذي تعاني فيه المحافظة من نقص حاد في بعد التخصصات، وقد ذكرت وزيرة الهجرة، على سبيل المثال، في لقائها الصحافي، مجالي صناعة ألعاب الفيديو والمؤثرات البصرية. وأنشأت وزارة الهجرة بكيبيك على موقعها الإلكتروني صفحة تحت عنوان "أبقى في الكيبيك"، تخوّل للطلبة الحصول على خدمات الاندماج عبر النت، وتساعدهم على تخطي الصعاب التي يواجهونها في مجالات البحث عن العمل، والحصول على أوراق الهجرة، أو تكوين في اللغة بالنسبة للطلبة الذين ليسوا فرانكوفونيون. في هذا الاتجاه، تم تنزيل برنامج تحفيزي، خصص له غلاف مالي بقيمة 1.6 مليون دولار، تشرف على تفعيله مؤسسة "مونتريال الدولية"، يهدف إلى مضاعفة عدد الطلبة الذين يختارون المكوث بكيبيك 3 مرات؛ وذلك بمنحهم جوازا ثقافيا يخوّل لهم ولوج عدد من الأنشطة الثقافية مجانا. مديرة مؤسسة "لا فيترين"، المتخصصة في التحفيز الثقافي، نادين كيلي، أوضحت، في لقاء صحافي، أن الهدف من منح الطلبة هذا الجواز الثقافي هو إخراجهم من محيط المؤسسة الدراسية، واستمتاعهم بأنشطة ثقافية مختلفة وذات جودة عالية في مختلف ربوع مونتريال، دون أن يكلفهم ذلك فلسا واحدا.