لقي ما لا يقل عن 15 شخصا مصرعهم اليوم في جمهورية الكونغو الديموقراطية خلال مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين المعارضين لاستمرار الرئيس الحالي للبلاد، جوزيف كابيلا، في السلطة، بعد أن انتهت فترته الرئاسية الثانية والأخيرة أمس. وقالت مصادر من الأممالمتحدة نقلا عن وسائل اعلام محلية أن معظم الضحايا، وهم 12 على الأقل، توفوا في العاصمة كينشاسا حيث أصيب 20 آخرون بأعيرة نارية وأودعوا في بعض المستشفيات. ولقي الثلاثة الآخرون، وهو العدد المرشح للارتفاع كذلك، حتفهم في مدينة ماسينا تشانسو، أحد معاقل المعارضة، التي سقط فيها أشخاص آخرون بإصابات خطيرة. واندلعت، اليوم الثلاثاء، أعمال شغب في شوارع مختلفة من العاصمة الكونغولية كنشاسا وفي مدينة لوبومباتشي، ثاني كبرى مدن البلاد بعد العاصمة، بعد سويعات من دعوة المعارضة إلى "المقاومة المدنية" ضدّ نظام الرئيس جوزيف كابيلا. وحسب شهادات متفرقة، فإن اشتباكات اندلعت بين محتجين وقوات الأمن في عدد من أحياء كنشاسا. أما في لوبومباتشي، جنوبي البلاد، فقد سجلت أعمال شغب طالت بالأساس حي "ماتشيبيشا" أحد معاقل المعارضة بالمدينة، وردّت قوات الأمن على رشقها بالحجارة من قبل محتجين بإطلاق الذخيرة الحية. وتأتي هذه الإضطرابات بعد سويعات قليلة من دعوة زعيم المعارضة في الكونغو الديمقراطية، إتيان تشيسكيدي، شعب بلاده إلى عدم الاعتراف بجوزيف كابيلا، رئيسا لهم، إثر نهاية ولايته الثانية والأخيرة الليلة الماضية. وقال تشيسكيدي، في شريط فيديو تداولته، اليوم الثلاثاء، وسائل الإعلام الكونغولية: "أدعو أوّلا الشعب الكونغولي إلى عدم الاعتراف من هذه اللحظة بسلطة جوزيف كابيلا، وأدعوهم أيضا إلى المقاومة السلمية للانقلاب الذي جرى بمباركة المحكمة الدستورية". كما وجّه المعارض دعوة إلى "المجتمع الدولي طالبه فيها بعدم التعامل مجدد مع كابيلا، باسم الكونغو الديمقراطية". وأمس الإثنين، أعلن التلفزيون الرسمي في الكونغو الديمقراطية عن حكومة انتقالية من المنتظر أن تسير شؤون البلاد حتى الانتخابات القادمة المقررة في 2018، بموجب اتفاق توصلت إليه السلطات وشقّ يعتبر أقلية من المعارضة في أكتوبر الماضي. ورفضت أغلبية أحزاب المعارضة الكونغولية الاتفاق مع أن المحكمة الدستورية صادقت عليه. ودعت المعارضة إلى النزول إلى الشوارع فور نهاية ولاية كابيلا (46 عاما)، الماسك بزمام الحكم منذ 2001.