التهمت النيران، اليوم الثلاثاء، مقرّات 4 أحزاب معارضة في الكونغو الديمقراطية، غداة احتجاجات عنيفة ضدّ النظام خلّفت بحسب إحصائية رسمية 17 قتيلاً على الأقلّ، وأكثر من 50 شخصاً وفق المعارضة. وأمس الإثنين، خرج آلاف المتظاهرين في شوارع العاصمة الكونغولية كنشاسا، تلبية لدعوة "تجمع القوى من أجل التغيير"، أبرز ائتلاف معارض في البلاد، بهدف إمهال الرئيس جوزيف كابيلا 3 أشهر لمغادرة السلطة، قبل 19 دجنبر المقبل، تاريخ انتهاء ولايته الدستورية الثانية والأخيرة. ووفق جوزيف أولينغانكوي، أحد أعضاء "لجنة حكماء تجمّع القوى من أجل التغيير"، الائتلاف الذي تنتمي إليه الأحزاب صاحبة المقرات المستهدفة، فإن المعارضة تتحدّث عن أسباب "جنائية" للحرائق، وتعتبر أن "الحكومة وقوات الأمن هما المسؤولان عنها". وأكّد حزب "الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم الإجتماعي"، أبرز أحزاب المعارضة في الكونغو الديمقراطية، في تصريح صحفي على لسان أمينه العام جون مارك كامبوند- أ- كامبوند، مقتل شخصين في الحريق الذي نشب في مقراته. وحتى اليوم الثلاثاء، يسود التوتر مدينة كنشاسا عقب مظاهرة دامية اندلعت بالأمس، تخللتها مواجهات بين محتجين وقوات الأمن، خلفت بحسب الحصيلة الرسمية 17 قتيلاً، بينهم 3 شرطيين، في حين تحدّثت المعارضة عن مقتل أكثر من 50 شخصا. كما أحرق محتجون مقرات تابعة للحزب الحاكم، ومراكز للشرطة إضافة إلى مقر للمحكمة، تقع جميعها في العاصمة، في مشاهد عنف شهدتها مدن كونغولية أخرى، وفق مراسل الأناضول. وفي أعقاب الحرائق المعلن عنها اليوم، اندلعت أيضاً مواجهات جديدة بين نشطاء المعارضة وقوات الأمن، قرب مقر البرلمان، حيث قامت الشرطة بتفريق المتظاهرين باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع. وتتواصل المواجهات في ضواحي العاصمة، وتحديدا في كل من "ليمبا" و"ماتيتي"، والتي تعتبر معاقل المعارضة، وفي جامعة كنشاسا. ونظرا لحالة التوتر السائدة، أغلقت المؤسسات التعليمية والمحلات التجارية أبوابها، في حين وقع تأجيل أو إلغاء العديد من الرحلات الجوية باتجاه العاصمة. وانطلاقا من الأمس تاريخ تنظيم المظاهرة، يبدأ احتساب المهلة ب 3 أشهر التي منحها الإئتلاف المعارض، للرئيس جوزيف كابيلا ل "مغادرة الحكم". وتتهم المعارضة كابيلا بالشروع في تغيير الأجندة الإنتخابية بهدف البقاء في الحكم إلى ما بعد نهاية ولايته الرئاسية المقررة، وفق الآجال الدستورية، في دجنبر القادم. وتوصّلت الأطراف المشاركة في الحوار السياسي الكونغولي (الحكومة وجزء من المعارضة وممثلين عن المجتمع المدني)، في ظل غياب ائتلاف المعارضة، الأسبوع الماضي، برعاية الإتحاد الإفريقي، إلى إرجاء الإنتخابات الرئاسية من نونبرالمقبل إلى عام 2017، متحدّثة عن عدم جاهزية السجل الانتخابي.