في سابقة من نوعها، واحتجاجا على ما تعيشه الطبقة العاملة من ضرب للمكتسبات الاجتماعية، وكذا احتجاجا على توصية المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، سطّرت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل برنامجا تصعيديا، يتمثل في تنظيم مسيرة عمالية بالسيارات من مراكش إلى أكادير. وأكدت نقابة نوبير الأموي، في ندوة صحافية صباح اليوم الأربعاء بالدار البيضاء، أنها قررت تنظيم مسيرة عمالية بالسيارات من مراكش إلى أكادير يوم السبت 31 دجنبر الجاري، مشيرة على لسان علال بلعربي، عضو اللجنة التنفيذية للنقابة، إلى أن هذا الشكل الاحتجاجي "سيليه برنامج نضالي آخر سيتم الإعلان عنه فيما بعد". وخيّمت توصية المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، القاضية بدفع الأسر لتمويل تعليم أبنائها في المستويين الثانوي والجامعي على أطوار الندوة الصحافية؛ فقد عبّرت النقابة عن رفضها للتوصية بعد تصويتها ب"لا" على التوصية بالمجلس، مؤكدة أنه "لا يصح ومن غير للمقبول أن نطلب أداء رسوم تسجيل جديدة، والمدرسة تتخبط في مشاكل بنيوية حقيقية". وأشار بلعربي، في معرض حديثه خلال الندوة التي نظمت تحت شعار "مواصلة النضال من أجل الحريات والحقوق والمكتسبات"، إلى أن "الرسوم التي جاءت بها التوصية هي السبيل لضرب المجانية بشكل تدريجي؛ وهو ما دفع النقابة إلى تسطير برنامج نضالي مع نقابات تعليمية لتنظيم مسيرات جهوية في كل عواصم الجهات ال12 للمملكة، من أجل المطالبة بإصلاح التعليم ووضع حد للهجوم على نساء ورجال التعليم". من جهته، هاجم عبد القادر الزاير، الذي يشغل منصب كاتب عام للنقابة نيابة عن الأموي، حكومة عبد الإله بنكيران المنتهية ولايتها، مشيرا إلى أن مهمتها كانت "هي شغل الناس وخلق الفتنة، والتهرب من كل الالتزامات السابقة التي ورثتها عن سابقاتها، ووقف المسلسل النضالي الاجتماعي". وشدد الزاير على أن عودة بنكيران إلى ولاية جديدة هو "كابوس"، مشيرا إلى أنه "لا نعرف ما إن كانت السنوات الخمس المقبلة ستنتهي بضربة قاضية أم لا؟"، مضيفا أن "الكثير من الأمور النضالية التي لم نقم بها سابقا سنلجأ إليها، وستكون السنوات الخمس كَحْلَة". وحول مآل الجبهة النقابية التي شكلتها النقابة بمعية نقابات أخرى للتنسيق ضد الحكومة في الفترة السابقة، أكد الزاير أن "الجبهة المطلوبة لم نصل إليها بعد، بالرغم من أن التنسيق كان حاضرا بين النقابات"، مشيرا إلى أن "مشاكل برزت في التنسيق، وهو ما دفعنا إلى تقييم العمل داخل الجبهة". وبعد أن لفت المسؤول النقابي إلى أن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل قررت أن يكون التنسيق مفتوحا ويخص المواقف التي تناسبها، أبرز وهو يتحدث بشكل ضمني على فشل الجبهة أن "الدولة دخلت على الخط، وعملت على فرملتها وحياكة المناورات ضدها". وعادت نقابة ِCDT إلى الانتخابات التشريعية الأخيرة، إذ أكدت أنها "لم تشكل اللحظة السياسية التي تُحدث النقلة النوعية في اتجاه البناء الديمقراطي الحقيقي؛ بل ظلت حبيسة المنطق السياسي والإداري، الذي أطّر التجارب الانتخابية في الماضي".