لم يدع زعماء المركزيات النقابية مجالا للتفاوض حول إلغاء أو تأجيل مسيرة الأحد الاحتجاجية ، حتى لو لينت الحكومة موقفها ،باعتبار أن عنصر الثقة لم يعد متوفرا بعد جلسات حوار مشتتة لم تثمر أي نتائج تذكر ، وفي غمرة الاستعدادات الأخيرة لانطلاق المسيرة التي تعول عليها النقابات وكذا الجماهير العمالية وجميع الفئات والقطاعات والجمعيات الحقوقية التي أكدت خروجها صبيحة الأحد لدفع الحكومة للتراجع عن مواقفها وبسط إصلاحاتها للنقاش مع النقابات ، عبر أكثر من مسؤول نقابي أن الحكومة لم تحرك إلى الآن ساكنا وكأن الأمر لا يعنيها، وفي هذا الإطار أكد محمد كافي الشراط الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب في تصريح ل»العلم» أن الحكومة لحد هذا التاريخ لم تتواصل بأي شكل مع المركزيات النقابية ، حتى بعد كشفها عن برنامجها النضالي الذي سيبدأ تنفيذه يوم الأحد 29 نونبر بمسيرة احتجاجية وطنية، للمطالبة بتحقيق الإنصاف للطبقة الشغيلة التي تعاني من احتقان اجتماعي كبير جراء تجاهل الحكومة للمطالب الاجتماعية التي رفعتها لها النقابات ،مضيفا انه حتى لو كان هناك اتصال فان التحالف النقابي الرباعي مصر على الخروج في المسيرة الوطنية الاحتجاجية، مذكرا أن الاستعدادات تسير بوتيرة عالية وان المناشير جاهزة وستكون المسيرة معبرة عن مدى الاحتقان الاجتماعي الذي تزيد قرارات هذه الحكومة في فورته ، وبالتالي فالنقابات سائرة في تطبيق برنامجها النضالي حتى تتحقق مطالب الشغيلة، وتتراجع الحكومة عن ما تنوي تنفيذه من إصلاحات قررتها بشكل أحادي في قفز على دور النقابات وكذلك على دستور البلاد وعلى كل ما تم الاتفاق حوله مع الحكومة السابقة، وهو ما لا يمكن السكوت عليه يقول القيادي النقابي لان مصالح الشغيلة أمانة يجب الدفاع عنها بكل الوسائل المشروعة. من جانبه أكد عبد القادر الزاير نائب الكاتب العام للكنفدرالية الديمقراطية للشغل، في تصريح صحفي ان الحكومة تتجاهل تماما الحراك النقابي وكأنه لا يعنيها مؤكدا انه بعد أزيد من أسبوعين على إعلان النقابات خوض مجموعة من المحطات التصعيدية بعد إغلاقها لباب الحوار ، لم تعط أي إشارة إلى العودة إلى طاولة الحوار الاجتماعي، ما يكشف عن نيتها السير في تطبيق سياستها اللا اجتماعية، وبدورنا نؤكد أن مسيرة 29 نونبر هي بداية لمسار نضالي لن يتوقف حتى تتم الاستجابة لمطالبنا . وفي إطار التنسيق الرباعي وتجسيدا للوحدة النقابية وجه كل من الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب والفيدرالية الديمقراطية للشغل نداء موحدا لكافة النقابيات والنقابيين، للمشاركة المكثفة في مسيرة الأحد الاحتجاجية، في الساعة 9 صباحا، بالدار البيضاء انطلاقا من ساحة النصر، لايقاف الهجوم الحكومي على القدرة الشرائية من خلال الزيادات المتتالية في الأسعار، .و التجاهل التام للطبقة العاملة وعموم الأجراء في مشروع قانون المالية 2016، والقرارات الاستفزازية للحكومة في ميدان التقاعد وضرب الحريات النقابية والإجهاز على الحقوق والمكتسبات العمالية والانفراد في اتخاذ القرارات.